المقالات

اللقاء بوزير خارجية بريطانيا العظمى

1906 2015-05-18

كان فيليب هاموند وزير خارجية المملكة المتحدة ودول الكومنويلث, يسعى لإقناع الناخبين في بلدته الى إعادة انتخابه مرة اخرى عضوا في البرلمان البريطاني. وقد توجه الى قاعة صغيرة في احد مدارس بلدة (ويبردج) ليلتقي بعدد من سكان البلدة ليشرح له برنامج حزبه الإنتخابي (المحافظين الحاكم) وليجيب على تساؤلاتهم في ما يتعلق بسياسات الحكومة الداخلية والخارجية.

قرّرت الذهاب لحضور الندوة التي تعقد في تلك البلدة الوادعة التي تقع الى الجنوب الغربي من مدينة لندن, والتي تتمتع بخضرتها وبجمال طبيعتها الخلاب. وما ان اقتربت من المدرسة ,الا وشاهدت وزير الخارجية واقفا عن مدخل القاعة يتحدث مع احد مواطني البلدة. اقتربت منه وبصحبة عدد من الأشخاص الذين كانوا يحملون اعلام البحرين, وسلمنا عليه, فحيانا مبتسما.

لم يمنعنا احد من الإقتراب منه ولم نخضع لأي إجراءات تفتيش, ولم تكن هناك سيارات حماية منتشرة في المنطقة, او أسلحة رشاشة , بل كان هناك عدد من المرافقين لا يتجاوز عددهم الأربع, موزعين عند المدخل وخارجه, لم يحركوا ساكنا بل تركونا نقترب منه علما بان عددنا اكثر منهم. تقدم احد المعارضين لنظام الحكم في البحرين للحديث معه حول السياسة البريطانية إزاء البحرين.

وجّه له انتقادات, واوضح له الحجم الهائل لإنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين, تقبل النقد بصدر رحب واستمر يحاوره في كل ما يتعلق بالبحرين حتى حان موعد الندوة فاعتذر عن الإستمرار في الحوار, واعدا بمواصلته في فرصة لاحقة. ثم حضرنا الندوة , ولم يفتشنا احد او يمنعنا من الحديث او توجيه الأسئلة بل وحتى التصوير لبرهة.

لم اكن متصورا ان إهتمامات البريطانيين في تلك البلدة الصغيرة, ستنصب في جزء منها على السياسة الخارجية البريطانية, وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني, اذ سأله أحدهم عن الإتفاق مع ايران. فاجاب بلهجة غريبة لم نعتد عليها من الساسة البريطانيين, إذ كال مدحا لإيران وأعرب عن تأييده للإتفاق. عبارات تكشف عن أن الغرب يحترم القوي المتسلح بالعلم, واما الضعيف فلايقيم له وزنا , ويتخلى عنه عند اي صفقة. 

تحدّث كثيرا عن سياسات حزب المحافظين وبرامجه الإنتخابية واعدا بإصلاحات اقتصادية واسعة. الناخبون اقتنعوا بطرحه الذي ترجموه عبر صناديق الإقتراع عندما اعادو إنتخابه مرة اخرى عضوا في البرلمان البريطاني. لم يستخدم هاموند المال السياسي ولا موارد الدولة ولا الدين ولا أساليب التسقيط السياسي لكي يفوز بمقعد في البرلمان, بل عرض امام الناخبين إنجازات حكومته, وبرامج حزبه للدورة البرلمانية المقبلة.

الفاشلون وناكثوا العهود والفاسدون والطاغون لا مكان لهم في الإنتخابات البريطانية, لأن القيم الإنسانية هي السائدة فيها وليست قيم الدجّالين المتاجرين بالدين ودماء الضحايا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك