المقالات

شتّان بين من بطَح داعش ومن انبطَح لها!

1972 2015-05-16

تعود الجذور التاريخية لإستخدام لفظة الإنبطاح في غير المعنى الأصلي الذي وضعت له في مرحلة مابعد سقوط نظام صدام حسين, الى بدايات بروز ما يسمى بالمقاومة, التي اعتادت فصائلها على وصف الحكومات العراقية التي تشكلت بعد 9 نيسان 2003 , على انها إنبطاحية تخضع لإرادة المحتل الأمريكي, بحسب تعابير الجماعات الإرهابية وممثلين عن هيئة علماء المسلمين في العراق التي كان يرأسها حارث الضاري.

إلا ان تلك اللفظة أعيد استخدامها مرّة أخرى وبعد تولي الدكتور حيدر العبادي لمقاليد الحكم خلفا لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي. إذ استخدمها سياسيون واعلاميون وكتّاب, واصفين حكومة العبادي بانها انبطاحية على خلفية توقيعها لإتفاق مع حكومة اقليم كردستان حول العوائد النفطية, وعلى خلفية تعيين خالد العبيدي وزيرا للدفاع.

هذا الوصف لم ينطلق من اطراف معادية للعملية السياسية, بل من مشاركين فيها وبالتحديد من داخل التحالف الوطني. وتعتبر النائبة حنان الفتلاوي العضو في ائتلاف دولة القانون احد أبرز السياسيين الذي اعتاد على استخدامها, وهي معروفة بموقفها السلبي من تولي العبادي لمنصب رئاسة الوزراء خلفا للمالكي. وبغض النظر عن المبررات التي تُساق لإستخدام هذا اللفظي, فإن من يستخدم هذا اللفظ لوصف الحكومة فإنما يصف نفسه بالإنبطاحي! لأن معظم القوى الوطنية وبضمنها التحالف الوطني الذي يضم ائتلاف دولة القانون تشارك في الحكومة فإن كانت الحكومة الحالية إنبطاحية, فجميع المشاركين فيها انبطاحيون.

وإن كان المستهدف باللفظ الدكتور حيدر العبادي, فغيره اولى بهذا الوصف. فإن كان الإنبطاح يعني الإستسلام لإرادة الغير وشروطه, فإن الوصف ينطبق على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي, الذي وقّع على اتفاقية اربيل التي قدّم فيها تنازلات للقوى الكردية والسنية من اجل احتفاظه بمنصب رئيس الوزراءعام 2010, الا ان احدا لم يصفه بالإنبطاحي. 

وإن كان الإنبطاح يعني الإستسلام في ساحة القتال أمام الأعداء فإن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي هو اكبر إنبطاحي, عندما هُزمت قواته العسكرية الفضائية امام حفنة من الأوباش القادمين من وراء الحدود, الذين كادوا يصلون الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة لولا المرجع السيستاني حفظه الله الذي ردّهم على أعقابهم عبر فتواه الشهيرة.
إن من تحققت على يديه الإنتصارات في تكريت وجرف الصخر وديالى, هو آخر من يوصف بلفظ الإنبطاحي, فشتان بين من إنبطح أمام داعش وبين من بطحها!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك