المقالات

اذا سقط العراقي ... أصبح مستشاراً .

2581 2015-04-16

لقد مرت علينا كثير من المقولات المشهورة التي أطلقها بعض المشاهير . يقول الفيلسوف برنارد شو "إذا سقط المرء خلقيا أصبح شرطيا" في عصر كانت تقمع فيه الشعوب بواسطة الشرطة ورجال الأمن ، وهذا إن الشرطي مليء بالذنوب لما يقوم به من هتك وتجسس ونهب، وعبودية مطلقة للأمر العسكري ، وقال الله في كتابه ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) الشورى/42 . 

ومن استقراء الخارطة السياسية المعاصرة للعراق نجد أن أم الفساد يأتي من خلال الحكم الديمقراطي ، ولم ينجح العراق في استيعاب تجربته الديمقراطية ، بل أصبحت عبئا عليه وتحولت إلى فوضى ، وتجاوز على الدستور ، وهدر الأموال بتعيينات ما انزل بها من سلطان ، فتكون لدينا جيش من المستشارين ، انتشروا في كل بقاع وزاراتنا ودوائرنا وقد يصل الأمر إلى باعة الخضرة لتعين لها مستشارين ، والدولة تدفع مستحقاتهم ومصروفاتهم ، وسيأتي يوما بتحول ثلاثة أرباع الشعب إلى مستشارين ( كعده وسكته ) .

هل يعرف سيادة الرئيس ( من كان ) وما شاء الله الرؤساء كثيرون في بلادي ، أن أبناءه وأحفاده وأنصاره وأتباعه ونعاقه أصبحوا مستشارين ،على أي شيء ، لا نعرف ذلك ، ولكن على الراتب المسنع والجاه والسلطة والخدم والحشم .. واسمك بالحصاد ومنجلك مكسور .
كيف تتخيل دولة واغلب العاملين فيها مستشارين يقطعون السبيل ويسعون مفسدين ، بعد فشلهم في ميدان عملهم وفي الحياة السياسية والمهنية والاجتماعية ليصبحوا عاهة على الدولة وعلى مسيرة عملها في تدخلات نفعية وشخصية وحزبية ، ليسرقوا بطريقة منظمة ويصبحوا مافيا منظمة تعبث بمقدرات الدولة .

أن ما يحصل اليوم في العراق من تعيينات بصفة مستشار ، هي بحد ذاتها سرقة للمال العام ، وخلق بطالة مقنعة ، أساسها البحث عن التسمية ليس إلا ، لتنطلق نحو أفاق الجريمة المنظمة وباسم المستشارين التي أصبحت عبئاً على خزينة الدولة الخاوية .
أن الأمل يحدو بنا أن نرى بلدنا خالي من تلك التسميات التي غطت تلك أركان الدولة العراقية والتي وزعت وفق المحاصصة السياسية ، التي غزتنا بعد 2003 وأصبح كل شيء في العراق يخضع للمحاصصة ، ونخاف أن يأتي يوما يكون الموت وفق المحاصصة .
أن الفشل الذي أصاب البعض دفع به أن يبقى تحت رحمة الدولة شبه المنهارة وباسم مستشار في كل شيء ، وكما يقول المصري ( بتاع كله ) ، لا نعرف السر الذي يدفع به ان يبقى تحت يد من كان بالأمس القريب منافسا له في تولي المنصب والبحث عن سلطانه ، هل هي المنافع تدفع به نحو هذا الشيء ، أم أن هناك سر لا نعرفه يدفع الكثيرون إلى تولي منصب مستشار ، حتى لو كان على حساب ((( ....... ))) . 
لا نعرف شيئاً عن الذي يبحث عن المستشار !!! هل لحفظ ماء الوجه أم تعلقه بالسلطة أم البحث عن المنافع ، أم تماشياً مع الوضع العراقي الجديد الذي تنطبق عليه المقولة ( إذا سقط العراقي .. أصبح مستشاراً ) !!!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الجنوب
2015-04-16
السلام عليكم تحية اجلال إلى وكالة براثا على نشر الحقائق من دون أي مجاملة أما بخصوص المستشارين فأتمنى أن تتابع وكالة براثا شخصيا السيد قاسم الحساني الذي عمل مدير عام في وزارة الاتصالات واستغل المنصب واستقال وهو الآن مستشار للعديد من الشركات ومن ضمنها مجلس البصرة وشريك مع شركات خارج العراق وفي الكويت تحديدا شركة كوالتي نت وشركة كومبيوتر داتا نت ورك وصاحبهما نفس الشخص تحال لهما المشاريع ومن ثم ينفذها شركات أخوة قاسم الحساني كفانا سكوت كفانا ظلم شباب فقير يضحي للدفاع عن البلد ومستشار يسرق المال وعائلته مرفه . هل هذا العدالة أم لأنه فقط ينتمي لحزب إسلامي لا أحد يستطيع أن يحاسبة. أتمنى من وكالة براثا على نشر هذا الكلام وانا مسول عنه أمام الله.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك