المقالات

فصل من جرائم البعث الصدامي الشوفيني.

3751 01:43:20 2015-04-10

يستذكر العراقيون الشرفاء هذه الأيام تلك الحملات الهستيرية الهمجية التي قام بها أزلام النظام الصدامي الفاشي ضد شريحة طيبة أصيلة مسالمة من الشعب العراقي هي شريحة الكورد الفيليين. هذه الشريحة الطيبة المسالمة التي عرفت على مر تأريخها الناصع المشرف بولائها المطلق للعراق ، وحبها وتفانيها وتضحياتها الجسام في الدفاع عن تربته الطاهرة رغم كل عمليات القهر والإستبداد والتعسف التي تعرضت لها منذ الإحتلال البريطاني للعراق عام 1921م وليومنا هذا. ويشهد الطابق الثالث من مديرية الجنسية العامة أبشع أنواع الإبتزاز والتمييز العنصري البغيض من أشخاص لايقيمون وزنا للكرامة الإنسانية . حيث يجد المواطن العراقي لوحة كتب عليها:
(قسم الأجانب ) ولا أدري بأي عرف وبأية شريعة يصبح الإنسان أجنبيا ولم يعرف أجداده لمئات السنين غير العراق وطنا .؟

لقد قام ذلك النظام الفاشي المقبور وأزلامه المجرمين القتلة بتهجير مئات العوائل العراقية بأطفالها وشيوخها وجردوهم من كل متاع حصلوا عليه بعرق جباههم طيلة أعوام طويلة، وصودرت منهم مستمسكاتهم العراقية. وتم رميها على الحدود بين التلال وفي الوهاد لتصل منهكة جائعة وهي بين الحياة والموت بعد مسيرة ساعات طويلة على الأقدام لتصل بعدها إلى مخيمات مهترئة أعدتها لهم الجارة إيران. وقد مات العشرات من الشيوخ والأطفال في الطريق. بعد أن هجمت عصابات الأمن الصدامي على بيوتها وروعتها بعد منتصف الليل كما تهجم الضباع المتوحشة. ولم تمهلها سوى دقائق ولم يرحموا طفلا ولا امرأة حامل ولا شيخا طاعنا في السن وانتزعوهم من ديارهم عنوة، وزجوا بهم في شاحنات مكشوفة أعدت لهذا الغرض. 
لقد بدأت تلك الحملات التهجيرية الظالمة ابتداء من أوائل نيسان عام 1970م واستمرت حتى عام 1979م حيث بلغت ذروتها في ذلك نهاية ذلك العام وبداية عام 1980م وتسببت بقلع أكثر من نصف مليون كوردي فيلي من جذورهم العراقية العريقة منذ الاف السنين . وكان تفجير الجامعة المستنصرية وإتهام الشهيد الضحية (سمير غلام ) بمحاولة إغتيال طارق عزيزهي الحجة التي فبركها النظام للقيام بتلك الحملة الهمجية. حيث خرج بعدها الطاغية صدام عبر شاشة التلفزيون ليهدد ويتوعد ويقول: (والله والله والله...وبحق كل ذرة في تراب الرافدين إن الدماء التي سالت في المستنصرية لن تذهب سدى.)

وخلال ساعات قامت عصابات الأمن الصدامي بمحاصرة دار الحاج نورعلي والد الشهيد واعتقلت جميع افراد عائلته ، وصادرت اموالهم المنقولة وغير المنقولة ثم تم إعدام جميع أفراد العائله وعددهم 15 فردا ومن ضمنهم الطفلان الشهيدان وسام وامير حيث كان الاول بعمر ثمانية أعوام والاخر بعمرعشرة أعوام .
هذا مادونه الكاتب (عبدالاميرحسين ملكي) في كتابه ( الأيام العصيبة.) وأكده المجرم المقبور فاضل البراك مدير الأمن العام في زمن التهجير ورئيس جهاز المخابرات العامة فيما بعد والذي أعدمه النظام . بكتابه الموسوم : {المدارس اليهودية والإيرانية في العراق}.

ففي الأول من نيسان عام أعلنت السلطة نجاة طارق عزيز نائب رئيس الوزراء من محاولة لاغتياله أدت الى أصابته بجروح وأدت كذلك الى جرح عدد من الطلاب والطالبات سرد الحادث فؤاد مطر نقلاً عن مصادر حكومية في كتابه :
Saddam The Man The cause and the Future 

إن أقسى أمر يتعرض له إنسان في هذه الدنيا أن يُنتزع من أرضه وداره قسرا بغير حق وتحت تهديد السلاح دون أي ذنب اقترفه سوى أنه ينتمي لقومية ومذهب معينين. وهذا العمل البربري الهمجي يعتبر بحق تطهيرعرقي بآمتياز و يتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية حيث أقرت الفقرة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مايلي:

( لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان دون تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر دون تفرقة بين الرجال والنساء . ) علما إن العراق قد وقع على هذا الإعلان وداسه صدام وجلاوزته بأحذيتهم.
والجريمة الكبرى التي أقدم عليها النظام الصدامي هي قتله للعلامة السيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى في التاسع من نيسان من ذلك العام. ثم شنه الحرب على الجمهورية الإسلامية في إيران في الثاني والعشرين من شهر أيلول من نفس العام.. تلك الحرب التي إلتهمت مليون من شباب البلدين الجارين.

إن الجرائم التي ارتكبها حزب البعث الصدامي بحق الشعب العراقي عامة والكورد الفيليين خاصة تتعارض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة قبل أن تتعارض مع الشريعة الإسلامية السمحاء التي ساوت بين جميع المسلمين من خلال قول رسول الله ص أن ( لافضل لعربي على أعجمي ألا بالتقوى ) وهذا الأمر يحتاج إلى بحث طويل ومساحة الموقع لاتسمح بذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك