المقالات

سياسي من عمان وآخر من أربيل ...


بطبيعة الإنسان الخالصة تجده يحبُّ أو يحنُّ للمكان الذي انتمى إليه أو ترعرع فيه، وهذه قضية طبعاً فسلجية، لا دخل لا إرادة الإنسان في صنعها أو التدخل فيها، فيكون الحنين تارة جامحاً غير مسيطر عليه، وتارة مسيطر عليه, وأنا بصدد أن أركز على نوع لم أذكره لكونه نادر الوجود، بل ومنقرض، وهو النوع الذي لا يشعر لا بحنين ولا بحب وهو نوع ناكر للجميل، بل ومتقلب يتبع مغريات الدنيا؛ ليبيع بتك القمامة من المغريات أرضه، بل ومسقط رأسه لكل من يدفع أكثر، فتارة يتأمر وأخرى يحرِّض ومراراً يقدح الشرارة لكارهي الوطن هذا النوع انتهازي نفعي لا يهمه طائفة أو عرق أو لون، وكما أسلفت فهو وكما غيره للأسف كثيرون ينشدون الثراء على أمن الأوطان, وأتذكر أن صديقي كان يصف هؤلاء بالكلاب وحدث أن ناقشته في إحدى المرات وطرحت عليه فوائد بل ومناقب الكلاب، وقلت له: إن الكلب لا يغدر بصاحبه مهما كانت الأسباب، فيبقى وفياً لآخر لحظة، وقلت له: إن الكلب يستبسل؛ من أجل الدفاع عن صديقة إذا ما مسَّه خطر أو ألمَّ به مكروه، وقلت له: إن الكلب حارس جيد، بل ومدافع مستميت عن حمى أهله أو أصحابه، وقلت له: إن الكلب يرضى بالقليل فهو قنوع تجاه ما يقدمه من مسؤوليات وأعباء جسيمة تلقى على عاتقة، وقلت له: إن الكلب لا يسرق صاحبه مهما حصل،

وقلت له: إن الكلب يتمرض إذا مرض صاحبه, فحينها سلَّم لي أبي وقال: إنهم خنازير، فقلت له: نعم، الآن استقام الوصف وتمت الصفة . هؤلاء ــ سياسيي الفنادق ــ هم من جلب الدمار للبلد، وهم من حرَّض على قتل أبناء البلد، بل وهم من ساعد الأجنبي على الدخول والاستيطان في أرضنا وهتك أعراضنا، وهم من باع شرفنا للغريب الباغي المعتدي، فهم تارة يظهرون على أنهم محللون سياسيون، وأخرى ناطقون باسم جهة معينة وأخرى كذا .. وأخرى.. هم مع من يدفع ومع من يصفق ويهلل, والمصيبة على العراقيين على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وكل ذلك؛ بسبب هؤلاء الذين بالأمس كانوا يعتلون منصات الذل والعار،

والآن يعتلون منصات الإعلام المحرِّض والمؤجج على الفتنة الطائفية هؤلاء لا همُّهم أرض ولدوا فيها، ولا عشيرة انتموا إليها كلُّ همّهم الدولار والأبهة الفارغة التي وعدهم بها أعداء العراق، فقبضوا الثمن مقدما، وهو دماؤنا وأشلاؤنا وأعراضنا التي عاث فيها السعودي والأفغاني والتونسي والشيشاني ..والقائمة تطول، فجاء هؤلاء خنازير الفنادق بكل زناة الدنيا لأرض العراق على أهلنا في الغربية، وأسكنوهم مع أعراضنا بحجة الخلاص من لا شيء!!

صنعوا لهم بعبعاً وغولاً، وهو في الحقيقة لا وجود له اسمه الطائفية ولم يعلموا أننا كلنا عراقيون وإخوة، وبعضنا يؤازر البعض، ويشدُّ بعضنا على ساعد البعض فكلنا من أرض واحدة ونرتوي من منبع واحد، ويجمعنا مصير واحد، ألا تباً لكل طائفي! وألا اللعنة والعار على كل خنزير محرض يقطن في عمان أو أربيل أو لبنان أو في أي أرض كان ! فتعلمت وصاحبي منذ ذلك الحين أن لا أذم الكلاب؛ لأن الكلاب أشرف من هؤلاء خنازير فنادق الفتنة والعار .. وعلمت صاحبي أن الوطن لا يباع ولا يشترى، وليس له ثمن، وعلمته أيضا أن حرامي الدار أفسد من الحرامي الغريب؛ كون ابن الدار يعرف كل شيء عكس الغريب؛ فالغريب أعمى إلا أن يسيِّره حرامي الدار........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك