المقالات

العملية السياسية ولعبة المتاجرة بالدم / حسين الركابي

1986 2015-02-15

حسين الركابي

بدو أن أسواق الموت العالمية، وفي مقدمتها العراق، لم تغلق أبوابها في الوقت القريب؛ بوجود كبار التجار الذين يمولونها، والمتبضعين الذي يجوبون أروقتها، ويتحكمون بأسعارها، ووجدوا لها قوانين، وإختزلوا لها متبضعين، ومروجين إلى هذه التجارة؛ التي حدد سعرها الراس العراقي، وتحديداً الشيعي، وكلن حسب درجته..

هذه التجارة التي إعتاد عليها هؤلاء المنتفعين منذ القدم، وتحت أعذار واهية، وبأسم يافطة الحكم، والقانون، والحفاظ على المؤسسات، وأمن البلد؛ حسب ما يزعمون، لكن بالنتيجة هؤلاء متعطشين إلى منظر الدم، وقطع الرؤوس، وتناثر الأشلاء، لا يمكن أن يحكمون الشعب إلا بهذه الطريقة، التي هي بعيدة عن القيم الإنسانية، والأخلاقية..

بعد مرور عقد على أنطواء هذا الفكر، والمشروع الذي أستمر أكثر من ثلاثة عقود، نجده اليوم ينشط من جديد، وبأسلوب قد يصعب على معظم ابناء الشعب العراقي حل طلاسمه، وبحله جديدة؛ تحت شعار الديمقراطية، وحماة المذهب، والمطالبة بحقوق شريحة كبيرة من المظلومين، والمضطهدين، والمساومة على رؤوس ابناء الشعب بسعر بخس..

هذا الإسلوب الذي كنا في السابق نسمع به ولا نراه، أصبح اليوم وسيله لتدرج المسؤول إلى هرم السلطة، والمساومة العلنية في أسواق السياسة، التي بنيت هرمها على رؤوس" ولد الخايبة"؛ حيث أصبح معظم الساسة العراقيين يبيعون، ويشترون بالتصريحات العدائية، والبيانات التي تأجج الطائفية، وتحرك عجلت الموت، وتقطع أواصر التعايش السلمي..

جريمة سبايكر وأحدة من أكبر الجرائم في العالم، التي راح ضحيتها أكثر من 1700 شاب عراقي، أصبح خبر في وكالات الانباء، وتايتل على القنوات الفضائية فقط، وصار مادة دسمة يتناقلها معظم الساسة، الذين يريدون يستدرون مشاعر ذوي الشهداء المغدورين، من أجل الترويج إلى قائمة، أو مجموعة بالأصل هي" متهمة بدمائهم"..

لا نستغرب، ولا نستهجن أي شيء في العراق الجديد، وصاحب الديمقراطية الدموية، وقد سوف نشاهد في الإنتخابات المقبلة؛ ستكون الدعاية الانتخابية، والترويج إلى القائمة بقطع الرؤوس، وبيعها بأسواق الفضائيات، وعلى منابر الفتنه، وإعلان الحرب بين المكونات، والطوائف؛ من أجل حصول ساسة الخردة، وتجار" الرؤوس، ومعادلات الموت" على ماربهم، وتسويق مشروعهم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك