المقالات

ثورة الإمام الحسين ع ثورة الحرية والكرامة والإباء.

2426 2014-12-11

ثورة الأمام الحسين عليه السلام هي ثورة إنسانية كبرى بكل أبعادها حدثت في عصر معين لكن إشعاعاتها وقيمها ومثلها ومحتواها الإنساني الكبير يشع على كل أمم الأرض مادام الظلم والاضطهاد قائمان في هذا العالم. ولابد لنا أن نستحضر قيم تلك الثورة الخالدة في كل لحظة من لحظات هذا الزمن الذي تجبر فيه طواغيت الأرض وازدادوا عتوا كبيرا وتمادوا في غطرستهم وعنجهيتهم وظلمهم لبني البشر.
وحين نستحضر قيم تلك الثورة المجيدة وأهدافها لننهل من نبعها الثر، ودفقها المتجدد نزداد ثقة وعزيمة بقدرة كل من سُلب حقه وامتُهنت كرامته وصودرت آماله، ووضع نصب عينيه ثورة الأمام الحسين ع لانتزاع ذلك الحق المصادر. لأنه لابد أن يقول للظالم قف عند حدك لأن ساعة الخلاص آتية لامحاله.

وما دام هذا الدفق يتجدد كالسيل الأزلي ومادام هذا الشعاع المحمدي الخالد يظل يخترق المسافات لينير طريق الحرية والكرامة لكل شعوب الأرض المظلومة لذا فإن الكتابة عن الحسين ع متجددة أيضا وهي كالبحر الذي لاينتهي تدفقه ولا يجف عطاؤه مادامت شعوب الأرض. لقد نهل الكثير من الكتاب والأدباء والشعراء من ذوي الضمائر الحية المتوقدة من مسلمين وغير مسلمين من معين هذه الثورة الخالدة فأبدعوا وأجادوا في كتاباتهم عن تلك البطولة الفذة ، والقيم المشرقة ، والنبل المتفرد في توهجه .وبذلك أيقظوا الهمم والعزائم وحركوا العقول وزرعوا العنفوان في الدماء وأتحفوها بشذرات من الأمل والثقة بالنفس للدفاع عن القيم النبيلة والمبادئ الخلاقة التي تشترك فيها كل البشرية المتطلعة ألى عالم تسود فيه العدالة الاجتماعية وقيم الحق والفضيلة والتحرر من الاستعباد والظلم والجبروت وهي المبادئ الجوهرية للثورة الحسينية المباركة.
لقد أعلن الأمام الحسين ع للدنيا كلها وخاطبها قائلا:
(أيها الناس أني سمعت جدي رسول الله يقول :
(من رأى منكُم سُلطاناً جائِراً مُستحلاً لحرم الله، ناكثاً بعَهدِه، مُخالِفاً لسنّةِ رسولِ الله، يَعملُ في عبادِه بالإثمِ والعدوانِ، فلم يغِرْ (وفي رواية فلم يُغيّر ما) عليهِ بقولٍ ولا بفعلٍ، كان حَقّاً على الله أن يُدخِله مَدخلَه. ) وقد عَلمتُم أنَّ هؤلاء القومَ ويشيرُ إلى بني أميّة وأتباعِهم قد لَزِموا طاعةَ الشيطانِ وتَولَوا عن طاعةِ الرحمنِ، وأظهرُوا الفسادَ وعطلّوا الحدودَ واستأثَروا بالفيء، وأحَلّواحرامَ اللَّهِ وحَرَّمواحلالَهُ، وإنّي أحقُّ بهذا الأمر. )
فثورة الحسين ع هي امتداد للرسالة المحمدية السمحاء التي ماجاءت ألا لتزيل نظام الرق والعبودية، وتهد صروح الظلم والظالمين الذين نصبوا من أنفسهم آلهة تعبد من دون الله وسخروا كل شيء لأغراضهم الدنيئة المحرمة التي تتعارض مع أبسط المفاهيم والقيم الأخلاقية وأمروا شعوبهم أن تنقاد كالقطيع لمشيئتهم كما يحدث اليوم في الكثير من الدول الإسلامية .

وثورة الأمام الحسين ع حدثت لتجدد الدم في عروق الشعوب المضطهدة لتحفزها وتمنحها القدرة الإيمانية الخلاقة والنابضة والقادرة على اكتساح تلك العروش الخاوية التي قامت على جماجم الشعوب عبر الزمن. لانتزاع حقها المغتصب.
فما أحوج المسلمين اليوم إلى مبادئ الحسين ع لترجمة فصول تلك الثورة الزاخرة بالقيم الإنسانية الكبرى وتحويلها إلى عمل ملموس وواقعي يغيرمن هذا الواقع المزري والبائس الذي نعيشه كمسلمين بالدرجة الأولى بعد أن أعيانا التخلف والنكوص والتقوقع وراء الشعارات الخاوية والعنعنات الطائفية المقيتة التي لم تقدم للأمة الإسلامية ألا الخواء والفقر والذل والعناء والتقهقر.
لقد استباحنا الجهل والاستعباد ،وهد قوانا الفساد والإفساد ،ودمرت أوطاننا الشعارات البراقة الكاذبة، وتفشت بين ظهرانينا طفيليات الخطب والتصريحات الرنانة وأدعياء الشعارات السياسية الفارغة ، وديناصورات الفساد والمال الحرام فسرقت ثرواتنا واستباحت مواردنا ودمرت مدننا، وأصحاب الشعارات هم قوم كاذبون فاشلون في كل شيئ. وقد حولوا قيم هذه الثورة العظيمة الخالدة ألى مظاهر لاتداوي جرحا وشعارات صماء عجفاء لاحياة فيها. بدلا من أن تكون دافعا ومحفزا لتغيير الواقع المر الذي يعيشه وطننا العراق الذي تعرض لأشرس أنواع الظلم على مدى قرون عديدة. دون أن يتغير من واقعنا المرير شيئا. ودون أن يلمس المواطن المسحوق أي تغيير في هذا المرير غير الصراعات الخاوية في الفضائيات التي أصبحت منبرا لتلك الشعارات. وها هي القوى الظلامية قد ىستغلت هذا الضعف والتداعي في مفاصل الدولة فهجمت هجمتها الكبرى على العراق العزيز ، وآرتكبت أبشع الجرائم والآثام في ربوعه ز ولو كانت في العراق طيلة الأعوام الثمان الماضية حكومة قوية محاربة للفساد والمفسدين لما وصل حال العراق إلى هذه النتيجة التي تدمي قلب كل عراقي شريف.
جعفر المهاجر/ السويد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك