المقالات

العقليّة السلطويّة

1664 2014-09-18

لماذا يتشبّث المواطن عندنا بالسّلطة؟ لماذا يتهالك على العنوان؟ لماذا يصرّ على ان يكون رأسا حتى اذا كان راسَ حمار؟ لماذا ترى الواحد منّا مستعدّ ان يتنازل عن قيمه ومبادئه وشعاراته ووعوده كلما تطلّبت السلطة منه ذلك؟ لماذا نتغافل عن تاريخنا من اجل ساعات نقضيها في السلطة؟ لماذا نبدي استعداداً غريباً لإهانة انفسنا اذا كان ذلك هو الطريق الوحيد للتشبّث بالسلطة؟ لماذا نتغافل عن الواقع ونسعى لتجاوز المعادلات لحساب الموقع؟ لماذا نقبل بتدمير كلّ شيء اذا كان ذلك يضمن لنا سلطة ومن اي نوع كان؟ لماذا السلطة عندنا ادمان، فاذا جرّبها احدنا تشبّث بها حتى القتل او السحل او الاهانة؟ واخيرا: لماذا لا يوجد شيئا من كل هذا في الغرب؟.
لقد قدّمت لنا الزمرة السياسية التي ورثت السلطة من الطاغية الذليل صدام حسين على قاعدة {يُهلك ملوكاً ويستخلفُ آخرين} اسوأ الأمثلة والنماذج لكل المعاني التي ذكرتها للتو، اذا بهم كرقعة الشّطرنج، يتبادلون المواقع فقط بلا أدنى تغيير لا في العقليّة ولا في المنهجية، فاحدُهم يُدار به على الوزارات ليتركّب على واحدة منها (حي الله) وآخر ثرثار لغوي فاشل يتصدى للدبلوماسية، وثالثٌ يصرّ على إهانة نفسه امام الملا متجاهلا عمره وتاريخه وجهاده وكل شيء، ورابع لما يبلغ الحلم يصرّون على تسميته وزيراً، وخامسٌ يفضحُه كذِبه حتى الثّمالة، وهكذا، ولكلٍ منهم تبريراته القرآنية والشرعية والدينية والوطنية والسياسية، واذا شِئتَ سردَ لكَ من التبريرات الكافرة والفاسدة والفاسقة والمنافقة الشيء الكثير!!!.
لا اريد ان أتحدث هنا عن دور الثقافة والبيئة وازدواجية الشخصية ودور (الفهم الديني) في تبرير كل ذلك، إنما أردت ان أبحث في ثلاثة امور مهمّة:
الاول: هو ان المواطن عندنا لا يرى نفسه الا في السلطة، لماذا؟ لانه في السلطة يحصل على كل شيء، اما اذا كان خارجها فلا يحصل على شيء.
فالسلطة عندنا تصنع من الحمار وزيراً ومن الفوضوي مديراً ومن الوضيع نائبا ومن الفاشل عظيما، ومن الغبيّ قائداً، اما خارج السلطة فالعكس هو الصحيح.
ان السلطة عندنا بلا هدف مقّدس، ولذلك ترانا نسعى لتركيب الهدف على السلطة وليس العكس، ولهذا ترى أهدافنا متقلّبة من حال الى حال، وعادةً ما تكون من سيء الى اسوأ.
الثاني: عندنا العنوان هو الذي يزيّنُنا وليس العكس، ولذلك نبحث اولا عن العنوان لنغطّي به عيوبنا وفشلنا واخطاءنا، بينما مبنى العقلاء يقول {قِيمَةُ كُلِّ امْرِىء مَا يُحْسِنُهُ} كما يقول امير المؤمنين (ع)، فلا السلطة ولا العنوان ولا الموقع ولا اي شيء آخر يمكن ان يضيف شيئا للمرء اذا كان خالي الوفاض، واذا صادف ان خدعت العناوين، فإنّما لبعض الوقت وليس لكلّ الوقت، ولذلك قال الشاعر:
الأُسدُ أسدٌّ وان كلّت مخالبهُ
والكلبُ كلبٌ وان طوّقتهُ ذهبا
الثالث: انّ السلطة عندنا اعظمُ بلاء، فهي مصدر فساد وإفساد لمن يتصدّى لها، ولذلك يسعى من يتذوقها التشبّث بها هرباً من الملاحقات القانونية، ولكن...
هل انتفعَ الطاغية الذليل صدام حسين وزبانيته منها ليتهرّب من شيء؟ اذا كان الجواب نعم، فسيستفيدُ منها الخلَفْ، والا، فلكلٍ بالوعته، وأرض العراق واسعة!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك