المقالات

تحالف دولي بين براميل البارود

1622 2014-09-17

 تحوم شكوك كثيرة حول التحالف الدولي الذي شكلته مؤخراً الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ خطة الرئيس اوباما في حربه على الارهاب من خلال عزمه تقديم المساعدات اللازمة للحكومة العراقية الجديدة للتصدي للإرهاب الذي سيطر خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة على مساحات واسعة من العراق.
 وأضفت متحدثاً الان على الهواء مباشرة لقناة (بي بي سي) الفضائية:

 اول هذه الشكوك هي ان الخطة لم تتحدث عن الأدوار المناطة بكل دولة من الدول المشاركة في هذا التحالف.

 ثانيا؛ عدم وضوح الرؤية لدى قادة الدول المتحالفة من جانب، ولدى القادة الأميركان تحديداً من جانب آخر.
 فبينما يفكّر البيت الأبيض في توجيه ضربات جوية للارهابيين في سوريا، طبعا من دون التنسيق او حتى اعلام القيادة السورية ولا حتى استجازة الامم المتحدة ومجلس الأمن، رفضت بريطانيا المشاركة في مثل هذه الخطوة رفضاً قاطعاً. وبينما يؤكد اوباما بأنّه لا يفكر ابداً في ارسال قوات برية الى العراق وبأي شكل من الأشكال تحدث اليوم عدد من القادة العسكريين عن إمكانية ذلك.

 ثالثاً: وعندما قدّم الرئيس اوباما خطته الرامية للقضاء على الارهاب في العراق، لم يُشر ابداً، لا من قريب ولا من بعيد، الى دور نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وقطر في رعاية الارهاب وتنمية قدراته وعلى مختلف الأصعدة، الامر الذي اثار استغراب كثيرين.
 وبينما تدعو واشنطن نظام القبيلة للمساهمة في هذا التحالف الدولي، وهي منبع الارهاب، استبعدت، في الوقت ذاته، طهران وهي المتضرر الرئيسي من الارهاب بعد بغداد، والتي يمكنها ان تساهم بشكل كبير في الحرب على الارهاب لأسباب كثيرة منها الحدود البرية الطويلة (1200كم) مع العراق.
 ان على الولايات المتحدة الأميركية ان تنتبه جيداً الى ان الحلف الدولي الذي شكلته للحرب على الارهاب في العراق، ان هذا الحلف سيقود حربا في اخطر منطقة في العالم، فالحلف يسير بين براميل البارود وبالقرب من آبار نفط العالم، ولذلك فانّ عليها ان تتصرف بحكمة اكبر وبوضوح اكثر، والا فلو انها أطلقت رصاصة واحدة في غير محلّها فقد تأتي في احد براميل البارود، وعندها فسينفجر نارا مستعرة تتلاقفها آبار البترول التي ستظل تمشي بالنار المستعرة في الاتجاهات الأربعة. وعندها فسوف لن تكون مصالحها الاستراتيجية في مأمن لا في المنطقة ولا في غير المنطقة.
 لذلك، ينبغي ان تحدد الولايات المتحدة دور المشاركين في الحلف واحداً واحداً، بلا غموض، كما ان على البيت الأبيض ان يختار واحد من اثنين، فامّا ان يقبل التنسيق مع الحكومة السورية عند توجيه ضربات جوية ضد الارهابيين المتمركزين على الاراضي السورية، او انها (تسمع) نصيحة لندن فتغض النظر الان عن مثل ذلك.

 اما بالنسبة الى بغداد، فان عليها ان تكون اكثر حذرا لتستوعب المتغيرات التي ليست في الحسبان والمفاجآت غير المحسوبة، وهي محقّة اذا فكرت في ان تكون على اتصال مباشر مع دمشق، لان الخطر الذي يتهدد البلدين واحد، كما ان التحالف الدولي يهدف الى العمل على أرضين في آن واحد، لان العدو (الارهاب) ينتشر على أراضي البلدين، فليس من المعقول ان تدير بغداد ظهرها الى دمشق في هذا الوقت بالذات.
 كما ان على طهران، وهي الطرف الإقليمي الوحيد الذي أُبعد او ابتعد عن الحلف الدولي، ان تكون على اهبة الاستعداد لمساعدة العراق في هذا الظرف الحساس، فليس من المعقول ان تترك طهران بغداد لوحدها تحوطه مختلف الأطراف الإقليمية التي اقل ما يقال عنها انها أطراف غير ودية في علاقتها مع العراق، فكيف يمكن الوثوق بها او الركون اليها؟.
 16 أيلول 2014
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك