المقالات

إستراتيجيّةٌ شامِلةٌ..ناقِصَة

1396 02:11:44 2014-09-15

لَمْ تهزّ رئيس وزراء بريطانيا (العظمى) كلّ مناظر القتل والتدمير والذبح والتفجير والرؤوس المتطايرة والحرائق العظيمة التي لازالت العنوان الأبرز لكل الأخبار العاجلة التي تتناقلها مختلف وسائل الاعلام العالمية عن العراق منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام ولحد الان، ولكنّه اهتزّ فزعاً وغضباً حدّ الانهيار لصورة المواطن البريطاني المذبوح على يد احد الارهابيين!.
لا علينا بكلّ ذلك، المهم انّ سيادته اهتزّ فقرّر أنهُ سيلاحق الارهابيين حتى إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، لان هذا الفعل يمثّل الشرّ الخالص، اي لا شائبة فيه، على حد تعبيره.
وأضاف السيد كاميرون بالقول؛
ان القضاء على الارهاب لا يتمّ الا باستراتيجيّة شاملة لمكافحة الارهاب، مضيقاً؛ انّ الامر يتعلق بالعمل مع الآخرين لاستئصال شأفة الارهاب.
حلو...
هذا يعني انّه لم يتوصل، حتى الان، الى استراتيجيّة شاملة، وهو لازال يبحث عن (شأفة) الارهاب، والاّ فلو كان قد عثر عليها لاستأصلها وأنقذ العالم من شرورها، فلماذا استراتيجيتهم غير شاملة؟ ولماذا لم يعثروا على (الشأفة) بعد؟.
لقد تعلّمنا، ونحن أطفال، قولا بليغاً يقول أنّ (البعْرَةَ تدُلّ على البعير) فلو ان السيد رئيس وزراء بريطانيا (العظمى) قد تَتَبّع ََبعَرات الارهاب واحدةً واحدة لعثر على بعيره بسرعة وسهولة ويسر، ولكن الامر احد احتمالين:
فامّا انه لا يريد ان يعثر الان على بعير الارهاب، ولذلك فهو يدوس على بعراته ولكنه لا يسمّيها، لحاجة في نفس يعقوب يريد قضاها.
او انّه عثر عليها بالفعل ولكنه اجّل الإعلان عن الخبر الى اشعارٍ اخر، وكذلك لحاجة في نفس يعقوب.
اما اذا أراد ان يُمسك بالشأفة ليستأصلها، فانّ عليه ان يسلّم الامر الى حلّاق ماهر وخبير وصاحب تجربة، فسيُمسكَ بها قبل ان يرتدّ اليه طرفُه او حتى قبل ان يقوم من مقامه، فليس كل من أمسك بالشّفرةِ والمقصّ سمّيَ حلاّقاً أليس كذلك يا رئيس وزراء بريطانيا؟.
تُرى..على ذقن مَنْ يضحكون؟ ولصالحِ منْ؟ والى متى؟.
أيها الرئيس..اذا تتبّعت بَعْرةَ الارهاب وآثار أقدام البعير فسيقودك الى نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، واذا تتبّعتَ آثار الحلّاق فسيقودك كذلك الى حيث شأفة الارهاب هناك، فسُرّة الارهاب وقعت هناك، بعد أقلّ من يومين من ولادته، ودُفنت تحت سرير الملك الذي عانق عليه الشيخ بزواج مثلي في ليلة ظلماء، على يد الشيخ المأذون والقابلة المأذونة صاحبة الجلالة بريطانيا العظمى، ام انّك نسيت؟.
نسيتَ انّ الحزب الوهابي وُلد في الجزيرة العربية؟ وانّ تنظيم (الاخوان) الإرهابي وُلد هناك؟ وانّ آل سعود وُلد بطشَهم هناك؟ وانّ التحالف بينهم وبين الحزب الوهابي وُلد هناك؟ وانّ تحالف الفتوى والسيف وُلد هناك؟ وان تحالف العقال والعمامة وُلد هناك؟ واّن كل هذه الولادات تمت على يد القابلة المأذونة دولتكم العظمى؟.
الى الان لم نقرأ او نسمع في كل خطابات واشنطن وحليفاتها خطة استراتيجية عملية، حقيقية وملموسة، للقضاء على الارهاب، فكلها كلام إنشائي للتسويق الاعلامي، لانها لم تُشر لا الى البعرة ولا الى البعير ولا الى الشأفة، فكيف يريدون ان يصدقهم الراي العام ويتحسس جديتهم في الامر؟.
اذا لم تبدأ الخطة الاستراتيجية بذكر نظام القبيلة والحزب الوهابي وكل ما يتعلّق بهما من مدارس ومناهج ومؤسسات دينية وإعلام طائفي وأموال وقنوات فتنة وغير ذلك، فستبقى ناقصة وغير مكتملة.
يجب ان تبدأ وتنتهي الاستراتيجية بنظام القبيلة، لانّ مبدأ الارهاب ومنتهاه من هناك، وسيظل كاميرون وبقية حلفائه يُصعَقون يوميا بمناظر الذبح ما لم يسمّون الأشياء بأسمائها.
سيطول بحثهم عن (شأفة) الارهاب ما لم يضعوا النقاط على الحروف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك