المقالات

آمرلي حرّرَت نفسها

1613 2014-09-01

آمرلي حررها أهلها الذين صمدوا بوجه الارهاب وحالوا دون انهيارها امام وحشيّتهم، فيما كان العالم وكل المؤسسات الأمنية العراقية تغطّ في نومٍ عميق، اما الساسة فحدّث عنهم ولا حرج، فبينما كانوا مشغولين بالصراع على السلطة والتشبّث بالمواقع والسعي للالتصاق بالكراسي، كان الأهالي في آمرلي يحفرون الخنادق بأسنانهم ويتسلّحون بالعصي والهراوات وبعض الأسلحة الخفيفة دفاعا عن الدم والعرض والنّاموس والأرض الطاهرة آلتي انجبتهم. آمرلي حرّرها الإيمان بقدسية الارض وغلاوة الدم والعرض، ولم يحررها السلاح. آمرلي حرّرتها المعنويات ولم تحرّرها الماديات، الم نؤمن بمقولة [انتصار الدم على السيف]؟.

لا يحقّ لاحد ان يدّعي بانه حرر آمرلي الا أهلها الطيبين الصامدين الصابرين، من دون ان نغبط حق ايّ واحدٍ ساعد بشكل او بآخر في فكّ الحصار عنها من باب {وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. شجاعة الأهالي في آمرلي تجلّت في صمودهم البطولي على الرغم من الأنباء التي ظلّت تترى عليهم والتي تتحدث عن هزيمة القوات المسلحة العراقية وكذلك قوات البيشمرة امام زحف الارهابيين، على الرغم من تسليحهما حتى التّخمة قياسا بما كان يملكه الأهالي من سلاح بسيط جدا، فلولا معنويّاتهم العالية وصبرهم على مضض المواجهة لكانت اخبار هزائم الجيش والبيشمرة تكفي لإنزال الهزيمة والانهيار في ساحتهم، وهذا هو الفرق بين من يدافع عن نفسه وأرضه بعقيدة صُلبة وإيمان راسخ، وبين من يدافع عن شيء ما ليقبض!!!.

فلمن أراد درساً في الصمود والمواجهة فعليه بتجربة الأهالي في آمرلي. هنيئاً لكم أيها الآمرليّون، فلقد انتزعتهم الشرف والكرامة وعنوان البطولة انتزاعا من دون ان تنتظروا احداً ليمنحكم من كلّ ذلك شيئا منه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك