المقالات

الى رئيس مجلس الوزراء الجديد..مع التحية

1237 19:43:13 2014-08-15

سادس عشر: إنّ رضا العامة أصلح وأسلم للحاكم من رضا الخاصة، فالأوّل يشكّل له الحماية، والإعانة على اداء المهام وتحمّل المسؤوليات، اما الثاني فهو مصدر مساومة لا تنتهي وإزعاج وشغب على مدار الساعة، وابتزاز ليس له حد.
ولقد أشار أمير المؤمنين (ع) الى هذا المفهوم الاداري الراقي بقوله في عهده الى مالك الأشتر لمّا ولّاه مصر:
{وَلْيَكُنْ أَحَبَّ الاُْمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ، وَأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ، وَأَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ، فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَى الْخَاصَّةِ، وَإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ.
وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ، أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَؤُونَةً فِي الرَّخَاءِ، وَأَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلاَءِ، وَأَكْرَهَ لِلاِْنْصَافِ، وَأَسْأَلَ بِالاِْلْحَافِ، وَأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الاِْعْطَاءِ، وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ، وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ، وَإِنَّمَا عَمُودُ الدِّينِ، وَجِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ، وَالْعُدَّةُ لِلاَْعْدَاءِ، الْعَامَّةُ مِنَ الاُْمَّةِ، فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ، وَمَيْلُكَ مَعَهُمْ}.
تأسيسا على ذلك:
الف: إلغي كل مراكز القوى المتعددة في السلطة، خاصة في الامانة العامة لمجلس الوزراء، ومكتب القائد العام، الامر الذي يحتاج منك قراراً فورياً وشجاعاً بعدم استعمال اي من العناصر التي التفّت حول سلفِك والتي ظلّت الى آخر لحظة تُشغِلُهُ بمشاكلها الشخصيّة الخاصّة التي أتت عليه في نهاية المطاف.
أُطرد هذه العناصر كلها ونوظف منها بِطانتك، فلا توظّف منهم احداً ابداً في ملئِك. 
باء: ومن اجل اعادة هيبة الدولة داخليا،إلغي كل التشكيلات والمظاهر المسلحة (الميليشيات) وبكل مسمياتها وهويّاتها ولا تفكّر ابدا في توظيفها في سياساتك سواء الخاصة منها او العامة، فهي والجهد الوطني على طرفي نقيض لا يُجمعُ.
إحصر السلاح بيد الدولة فقط، ولا تشجّع مسلحاً ابدا، لتقضي شيئا فشيئا على الجريمة المنظمة وعلى كل من عيّن نفسه وصياً على الشعب يقتل هذا ويعتدي على ذاك ويسرق ثالث ويبتزّ رابع ويقيم الحد على خامس، وهكذا.
جيم: أُضرب بيد من حديد ومنذ اللحظة الاولى، على رؤوس الفاسدين، ادارياً ومالياً، فتعيد الاحترام لأوقات الدوام الرسميّة وتقلّل من العُطل بكل اشكالها، وتحارب الرشوة وتمنع الهدية، وأقترح، بهذا الصدد، ان تفضح كل من يتورط بشيء من هذا القبيل على رؤوس الاشهاد ليكون عبرةً لغيره، فلا تحتفظ بملف عند الحاجة للابتزاز، فاللص والفاسد لا ينفعانك في شيء ابدا.
دال: لا تكتفي بإدارة الوزارة بالاجتماعات الرسمية، فالوضع الان يحتاج الى قيادة ميدانية تباشر الادارة والرقابة والمتابعة والمحاسبة عن قرب، ولذلك اتمنى عليك ان تقضي وقتا في الميدان اكثر بكثير من الوقت الذي تقضيه جالسا خلف الطاولة، فالمدير الناجح هو الذي يباشر الادارة ميدانياً وليس مكتبياً.
ولتسهيل هذه المهمة يمكن الاستعانة باللجان الميدانية النزيهة والصالحة والأمينة والصادقة لتضمن تقارير حقيقية وليست مزيفة، غير كيديّة وليس فيها بخسٌ لجهدٍ ما او تضخيم وتهويل لآخر.
هاء: اما بعد {فَلاَ تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلاَةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ، وَقِلَّةُ عِلْم بِالاُْمُورِ، وَالاِْحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دوُنَهُ فَيَصْغُرُ عِندَهُمْ الْكَبِيرُ، وَيَعْظَمُ الصَّغِيرُ، وَيَقْبُحُ الْحَسَنُ، وَيَحْسُنُ الْقَبِيحُ، وَيُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ} على حد قول أمير المؤمنين (ع) وحاول ان تكون قريبا منهم باي شكل من الأشكال، باللقاء المباشر او من خلال وسائل التواصل الاجتماعي او بفرق المتابعة، فان ذلك يساعد الناس على فهم عملك الوظيفي ومشروعك الحكومي وبالتالي سيتفهمون مشاكلك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك