المقالات

النهاية ... المحتومة

1643 2014-08-09

لاشك أن كل شيء مآله إلى النهاية المحتومة ، فنهاية الإنسان هي الموت حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) .أذن الإعمال هي الوسيلة التي توصل الإنسان نحو النهاية السعيدة أو النهاية التعيسة . 
أن نهاية الطغاة والظلمة هي بالتأكيد نهاية تعيسة لا مجال لذلك . وما إرسال رب العالمين موسى وهارون إلى فرعون عندما طغى وقال أنا ربكم العلى هو خير دليل على ذلك ((إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )) .وقال الله سبحانه وتعالى (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا )) . فأراد فرعون أن يزعج موسى ويخرجه مع بني إسرائيل مِن أرض "مصر"، فأغرقناه ومَن معه مِن جندٍ في البحر عقابًا لهم . أن دعوة موسى وأخيه هارون هي دعوة تمكين للمستضعفين، وتحرير للناس من عبادة غير الله تعالى. بينما دعوة فرعون هي دعوة عبودية له، واستخفاف بهم. فاستخدم التهديد والوعيد ليستخف ببني إسرائيل (( وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ )) .
كانت إرادة فرعون أن يستخدم البطش والتهديد ليستخف بفئتي المجتمع في مصر: المصريين، وبني إسرائيل. لتسهل السيطرة عليهم، وليستتب له الحكم بلا معارضة.
وقد نجح في ذلك مع قومه المصريين، حيث استخفهم فأطاعوه. ولكن الله يريد للطائفة المؤمنة أن تكون عزيزة أبيَّة، لا تخضع للترغيب والترهيب على حساب دينها، ومعيقة لها عن وظيفة تحقيق العبودية لله وحده في الأرض، ولا يتحقق هذا بلا تمكين.
لذا كانت معية الله للطائفة المؤمنة من بني إسرائيل، حيث بدت السنة الإلهية في نصر وتمكين العباد المؤمنين، حين أراد فرعون الاستخفاف ببني إسرائيل.. ولكن دائرة السَّوء جاءت عليه، وانقلب كيده إلى نحره، حيث غرق في اليم. فانقلب المستخِفُّ مسخفَّاً به.
إننا اليوم أمام الظاهرة الفرعونية الجديدة التي تتزود إلى جانب الصدامية بالمالكية (الدعاية والثقافة ،و الإعلام والتعليم والمال والثروة والأعمال بالسياسة وفساد رجال السياسة بالمال، ثم التمويل لحملات الطغيان، ثم استثمار الحصانة في الثروة وتحصين الثروة بالسياسة ) .
أن التمسك بالسلطة من قبل المالكي هو حبه للكرسي والجاه والرئاسة والمال والسلطان بغض النظر عن ما يذهب إليه البلد إلى الجحيم .وقد ظهر ذلك في خطابه الأسبوعي بأنه سيفتح نار الجحيم على العراق في حالة عدم ترشيحه لولاية ثالثة .أن المالكي يريد أن يستخدم البطش والتهديد ليستخف بمكونات الشعب العراقي لتسهل السيطرة عليهم وليستتب له الحكم بلا معارضة . وقد نحج ذلك مع أنصاره في قائمة ائتلاف دولة القانون ، حيث أستخفهم فأطاعوه ، ولكن المرجعية الدينية لا تخضع للترهيب والترغيب على حساب شعبها ، فرفضت رفضاً قاطعاً أن يتولى الولاية الثالثة وخاطبته على عدم التشبث بالسلطة ، حيث أراد المالكي الاستخفاف بها ، ولكن دائرة السوء جاءت عليه بعدم ترشيحه متعللاً بأنه الكتلة الأكبر ومهدد ومتوعداً العراق بأنه سيفتح عليه نار الجحيم ، فأنقلب كيده إلى نحره ، وسيكون خارج السرب ، لما ارتكبه من أعمال خلال فترة حكمه ، وقد تكون نهايته مظلمة في حالة إصراره بالكرسي ،كما كانت نهاية الطغاة على مر العصور .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك