المقالات

النهاية ... المحتومة

1401 17:40:20 2014-08-09

لاشك أن كل شيء مآله إلى النهاية المحتومة ، فنهاية الإنسان هي الموت حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) .أذن الإعمال هي الوسيلة التي توصل الإنسان نحو النهاية السعيدة أو النهاية التعيسة . 
أن نهاية الطغاة والظلمة هي بالتأكيد نهاية تعيسة لا مجال لذلك . وما إرسال رب العالمين موسى وهارون إلى فرعون عندما طغى وقال أنا ربكم العلى هو خير دليل على ذلك ((إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )) .وقال الله سبحانه وتعالى (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا )) . فأراد فرعون أن يزعج موسى ويخرجه مع بني إسرائيل مِن أرض "مصر"، فأغرقناه ومَن معه مِن جندٍ في البحر عقابًا لهم . أن دعوة موسى وأخيه هارون هي دعوة تمكين للمستضعفين، وتحرير للناس من عبادة غير الله تعالى. بينما دعوة فرعون هي دعوة عبودية له، واستخفاف بهم. فاستخدم التهديد والوعيد ليستخف ببني إسرائيل (( وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ )) .
كانت إرادة فرعون أن يستخدم البطش والتهديد ليستخف بفئتي المجتمع في مصر: المصريين، وبني إسرائيل. لتسهل السيطرة عليهم، وليستتب له الحكم بلا معارضة.
وقد نجح في ذلك مع قومه المصريين، حيث استخفهم فأطاعوه. ولكن الله يريد للطائفة المؤمنة أن تكون عزيزة أبيَّة، لا تخضع للترغيب والترهيب على حساب دينها، ومعيقة لها عن وظيفة تحقيق العبودية لله وحده في الأرض، ولا يتحقق هذا بلا تمكين.
لذا كانت معية الله للطائفة المؤمنة من بني إسرائيل، حيث بدت السنة الإلهية في نصر وتمكين العباد المؤمنين، حين أراد فرعون الاستخفاف ببني إسرائيل.. ولكن دائرة السَّوء جاءت عليه، وانقلب كيده إلى نحره، حيث غرق في اليم. فانقلب المستخِفُّ مسخفَّاً به.
إننا اليوم أمام الظاهرة الفرعونية الجديدة التي تتزود إلى جانب الصدامية بالمالكية (الدعاية والثقافة ،و الإعلام والتعليم والمال والثروة والأعمال بالسياسة وفساد رجال السياسة بالمال، ثم التمويل لحملات الطغيان، ثم استثمار الحصانة في الثروة وتحصين الثروة بالسياسة ) .
أن التمسك بالسلطة من قبل المالكي هو حبه للكرسي والجاه والرئاسة والمال والسلطان بغض النظر عن ما يذهب إليه البلد إلى الجحيم .وقد ظهر ذلك في خطابه الأسبوعي بأنه سيفتح نار الجحيم على العراق في حالة عدم ترشيحه لولاية ثالثة .أن المالكي يريد أن يستخدم البطش والتهديد ليستخف بمكونات الشعب العراقي لتسهل السيطرة عليهم وليستتب له الحكم بلا معارضة . وقد نحج ذلك مع أنصاره في قائمة ائتلاف دولة القانون ، حيث أستخفهم فأطاعوه ، ولكن المرجعية الدينية لا تخضع للترهيب والترغيب على حساب شعبها ، فرفضت رفضاً قاطعاً أن يتولى الولاية الثالثة وخاطبته على عدم التشبث بالسلطة ، حيث أراد المالكي الاستخفاف بها ، ولكن دائرة السوء جاءت عليه بعدم ترشيحه متعللاً بأنه الكتلة الأكبر ومهدد ومتوعداً العراق بأنه سيفتح عليه نار الجحيم ، فأنقلب كيده إلى نحره ، وسيكون خارج السرب ، لما ارتكبه من أعمال خلال فترة حكمه ، وقد تكون نهايته مظلمة في حالة إصراره بالكرسي ،كما كانت نهاية الطغاة على مر العصور .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك