المقالات

الوطن . لو . الكرسي .

2306 2014-07-29

 

قد أجد جواباً خلافاً للقيم والأخلاق المتعارف عليها والتي تربينا عليها وأخذنا دروسها في المدارس والدواوين . فكانت الأناشيد المدرسية الحماسية تشدنا نحو حب الوطن والتضحية في سبيله وليس أن تشدنا نحن كرسي السلطة العقيم والذي يطلق عليه ككرسي الحلاق فهما طال البقاء عليه فأن النزول منه وارد شئت أم لم تشاء ، ولكن من المستحيل إن تتنازل عن وطن ، وكما غنى المطرب سعدون جابر( اللي يدور وطن وين الوطن يلكاه ) .
هل تغيرت القيم الأخلاقية والتربوية والوطنية عند البشر ؟!! أم أن نوازع حب السلطة تعالت عند البشر فوق نوازع حب الوطن ؟ بالتأكيد البشر اليوم يسعى إلى ترسيخ سلطته على غيره لتحقيق مأربه ومصالحه ومنافعه مهما كان نوع القبول والرفض لدى الآخرين .فقد كنت أنشد قصيدة تعلمتها وأنا تلميذ في المدرسة الابتدائية ليس كل من ينادي بالوطنية وطنياً .. لأجدها اليوم مطبقة في عالم السياسة العراقية من قبل بعض السياسيين الذين فقدوا روح الوطنية إمام مغريات السلطة وقادوا البلاد إلى حالة من الدمار والخراب والقتل والتشريد والضياع واللجوء والتقسيم وما زالوا متمسكين بالسلطة ومتناسين ضياع الوطن إذا ما تشبثوا في السلطة ضاربين عرض الحائط جميع المناشدات من أجل أن يُنظر إلى الوطن وليس إلى الكرسي وأخرها مناشدة المرجعية الدينية بأن لا يتشبث بالسلطة ونكران الذات . ولكن قد عمتهم السلطة ليرقصوا على جراح هذا الوطن الممزق والمحتل من قبل الغرباء الخفافيش . 

أنه عجب العجاب أن نرى إنسان بالأمس القريب كان ينادي يا وطني واليوم يتشبث وينادي يا كرسيي . فأن هذا التشبث قد يقود إلى ضياع الوطن الذي كان يجاهد من أجله ليخلصه من ديكتاتورية مقيتة ، كان الوطن والشعب يئن منها على طوال أكثر من ثلاث عقود أدت إلى حرق الأخضر واليابس . وهل يطمح أن يفعل بهذا الوطن كما فعل من قبله ؟!! 

نعم أن السلطة لها مغرياتها ولكن ليس على حساب الوطن . لان ضياع الوطن أو تقسيمه بسببه فالتاريخ سيكتب عليه تلك الحقبة السوداء من حياته السياسية التي تسببت بالضياع والتقسيم . لذا تعالت الأصوات والمناشدات التي تدعو إلى حفظ وحدة هذا الوطن وعدم ضياعه أو تقسمه ، ولكن لا توجد أذان صاغية اتجاه هذا الأمر الخطير ، فبدأ يلعب لعبأته التي تعلمها على مدى ألثمان سنوات التي خلت من حكمه في المراوغة والحيلة والتلاعب والكذب عسى أن يجد منفذ أن يتشبث بهذا الكرسي . ولكن للأسف الشديد أنه لا يفهم الأمور جيداً لان المرجعية قالت كلمتها النهائية ولا تراجع عن كلمتها ، لأنها تجد أمور هذا الوطن للتقسيم بوجوده وعليه الرحيل من الكرسي ليحل محله أخر قد يجد حلول لكثير من المشكلات العالقة وأهمها المحافظة على وحدة العراق أرضا وشعباً وإرجاع المشردين إلى ديارهم بعد أن ملئت بهم بقاع أرض هذا الوطن .

أن صاحب السلطة ملعون إذا ما ينظر إلى وطنه وشعبه ويعمل على نكران ذاته اتجاههما ، فالكرسي يزول مهما طال الزمن ، ولكن التاريخ لا يمكن أن يزول لأنه سيكتب تلك الحقبة السوداء التي مرت على الوطن وفي عهد مَن صاحب السلطة .فالنظر إلى الوطن خير من النظر إلى الكرسي . فالحليم تكفيه الإشارة . فكن حليماً وانظر إلى وطنك ، ولا تكن من الذين ضيعوا الأوطان . فالوطن فوق الجميع ، وفوق الكرسي الذي تتشبث به .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك