المقالات

شموخ المرجعيه...وصراع الارادات السياسيه

1297 2014-06-30

الارادة (السيستانية).. هي انعكاس لحكمة المرجعية النجفية بتاريخها المجيد وتساميها على المصالح الايديولوجية او السياسية او الحزبية الضيقة. في خضم هذا الصراع المرير بين تلك القوى الخارجية القادمة للعراق سعيا ً وراء مصالحها القومية اوالقوى المحلية اللاهثة وراء مصالحها الفئوية او الحزبية يقف السيستاني طودا ً شامخا ً مدافعا ً عن مصلحة العراق و العراقيين لا تأخذه في الله وفي العراقيين لومة لائم او يثنيه عن دوره الرباني الكبير ارجاف المرجفيين او تشكيك المغرضين او تهديد المجرمين.
تتجلى قوة ارادة هذا الرجل وعظيم شأنه وعلو كعبه ورفيع منزلته في (دربونته) حيث بيته المتواضع في احدى محلات النجف الاشرف القديمة , تلك الدربونة التي راح يحج اليها القاصي والداني طمعا في لقاء( السيد) الثمانيني . اضحت دربونته أشهر من نار على علم فبين زائرٍ دولي او موفدٍ افليمي او مراجع محلي تغص بهم اروقة تلك الدربونة التي باتت اليوم بالنسبة الى اكثر العراقيين من سياسيين وغير سياسيين الركن الامين في المحن والشدائد.
تنبه الانتهازي الى اهمية (دربونة) السيستاني فراح يتحين الفرص واحيانا ً كثيرة ً يصنعها كيما تطأ قدماه الدربونة حيث وسائل الاعلام أتخذت لها مقاما ً دائما ً هناك لتصوير الزائين ونقل اخبارهم للمشاهدين , و ما عليك ان كنت سياسيا ً فاشلا ً او انتهازيا ً مغمورا ً الا ان تحث الخطى صوب (الدربونة) لتجد نفسك وقد اصبحت حديث الشارع ومادة الاعلام وما عليك الا ان تلج بيت السيد للحظات وتخرج على الناس لتحدثهم بوصايا السيد اليك وتكون بذلك ضربت اكثر من عصفور بحجر.
فأتباع السيدالسيستاني وهم أغلب العراقيين سيثقون بتقواك وأيمانك بخط المرجعية.... وخصومك السياسيون سيحسبون لك بعد هذه الزيارة الف حساب لانك موضع ثقة المرجعية التي فتحت اليك بابها ومحل بركتها, والدول صاحبة الشأن في العراق والمتناحرة فيما بينها ستبعث وراءك تفاوضك لأنك ابن المرجعية ( البار) وتدخل معك في مساومات لا تنتهي الا وحسابك المصرفي قد أمتلأ بملايين الدولارات... كي تعينك في صراعك ضد الاضداد.
واذا كنت زعيما لتنظيم وتعاني من منافسة خصومك الحزبيين أمكنك بزيارة خاطفة ل (دربونة السيستاني) من توجيه ضربة قاضية لهم وكسب ودَّ قاعدة التنظيم. أما اذا كنت طامعا ً في تجديد فترة رئاستك للوزراة او الفوز بالانتخابات القادمة فما عليك الا بتكرار زيارة ( الدربونة) والتصريح بعدها وتحديدا ً عند رأس ( الدربونة) بأن السيد السيتساني بارك جهودك واثنى على انجازاتك حتى وان تردت احوال البلاد وفسدت مصالح العباد في ايام حكمك الثقيل. نعم فدربونة السيستاني تفعل العجائب اليوم.
لكن مع كل ذلك يبقى صاحب الدربونة أطهر من كلِّ ألاعيب الساسة والقادة , وفوق ألاتجاهات والميول, ولطالما أكد ويؤكد حرصه على الجميع ورفضه لمحاباة زيد او عمر. فهو ابو العراقيين بعربهم وعجمهمهم , بشيعتهم وسنتهم , بمسلميهم ومسيحييهم وصابئتهم, بمؤمنيهم وكل اتباعهم.., الخيمة التي يستظل بها الجميع , وهو ذو القلب الرحيم الكبير والعقل النير الحكيم... ..لا تغره زيارة من زاره وتحدثَّ باسمه او تجنى عليه مثلما لاتضره مقاطعة من قاطعه.
سيبقى السيدالسيستاني عصيا ً على الانتهازيين والفاشلين, وسداً منيعا ً بوجه كل المؤامرات التي تحاك ضد العراقيين وصمام الامان في صراع الارادات الوافدة على ارض الانبياء والأوصياء . واذا نجح بعضهم في تجيير أسم السيد (السيستاني )في الايام السابقة فان أمره بات مكشوفا وعمره قصيرا ً وأيامه أمست معدودة ً وستلاحقة لعنة السيد الكريم ودربونته أبد الأبدين وسيركله ابناء المقابر الجماعية في الانتخابات القادمة الى مزبلة التاريخ وأن غدا لناظره لقريب......
الدكتور 
يوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك