المقالات

حديث في الخلفيات

1470 2014-06-28

نزار حيدر

في حديث عبر خدمة (سكايب) لبرنامج ( أيام) والذي يعده ويقدمه الزميل علاء الكاظمي على قناة (المرجعية) حول آخر التطورات في العراق، قلت:
اولا: لقد نصب نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية وقطر، العداء للعراق الجديد لسببين مهمين؛
الاول؛ هو كراهية نظام القبيلة لأي دور استراتيجي ومحوري للأغلبية الشيعية في العراق، وان منطلق هذا السبب طائفي بامتياز، لان نظام القبيلة في الجزيرة العربية تحديدا يتبنى فكر الحزب الوهابي الذي يناصب مدرسة اهل البيت (ع) واتباعهم العداء المستحكم، ولذلك فليس بإمكانهم ان يرون لشيعة العراق اي دور سياسي في نظام الحكم جنبا الى جنب شركائهم في البلاد من بقية المكونات الاجتماعية.
الثاني: خوف نظام القبيلة من الديمقراطية وأدواتها كصندوق الاقتراع وتداول السلطة، لانه نظام يقوم على أساس التوريث وان الحاكم فيه لا يترك السلطة الا بالموت لو القتل احيانا، ولهذا السبب اعتبر هذا النظام القبلي المتخلف الديمقراطية الناشئة على حدوده الشمالية مصدر خطر يتهدده على المستوى البعيد ويطعن بشرعيته.
ولكل ذلك، ظل نظام القبيلة يبذل قصارى جهده من اجل تدمير العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق لإخضاعها لاجنداته الخاصة وبالتالي إفراغها من محتواها الحقيقي والمتمثل بحكم الأغلبية مع احترام حقوق الأقلية بالكامل ومن دون اي تجاوز او تهميش.
ثانيا: لقد ظلت المرجعية الدينية تقدم النصح للسياسيين العراقيين، وخاصة الشيعة منهم، من اجل ترشيد مسارات العملية السياسية والحيلولة دون تورطها في منزلقات لا يُحمد عقباها، الا انهم لم يعيروها الأذن الواعية للاسف الشديد ما أنتج كل هذه الأزمات المتتالية التي انتهت بالعراق الى ما نراه اليوم من أزمة أمنية وعسكرية حادة وأزمة سياسية خانقة الى جانب الأزمات الاقتصادية والخدميّة والتعليمية وأزمات السكن والصحة والبيئة وغير ذلك.
فعلى الرغم من ان المرجعية الدينية ظلت المستشار الحكيم والناصح الامين للسياسيين والقادة والزعماء، تبذل كل ما تملك من علم وخبرة وتجربة ومعرفة لصالح إنجاح وبلورة وترشيد العملية السياسية، كونها لا تطمع بمال او جاه او منصب او موقع في السياسة والإدارة ومؤسسات الدولة، مع كل هذا، الا ان السياسيين لم يتعاملوا بمسؤولية وبروح إيجابية مع كل هذه النصائح والإرشادات، ما تسبب بحالة الابتعاد والانفصام بين الجانبين، الامر الذي تسبب بخسارة السياسيين لأهم وأقوى حليف وعضيد، واقصد به المرجعية الدينية.
ان على السياسيين جميعا، وخاصة الشيعة منهم، ان يعيروا المرجعية الدينية الأذن الواعية لتصغي الى ما تقول فتستفيد من إرشاداتها وخبراتها وتأخذ بملاحظاتها وتقبل انتقاداتها، لانها الاحرص على العراق وشعب العراق من كل الأطراف الاخرى، وهذا ما ثبت بالتجربة والواقع.
ثالثا: ان معركتنا اليوم في اغلب مفاصلها إعلامية قبل ان تكون ميدانية، في إطار الحرب النفسية التي يشنها أعداء العراق لفل عضد العراقيين وقواتهم المسلحة، وللأسف الشديد فإننا فشلنا في صناعة اعلام وطني محايد قادر على مواجهة الدعاية التضليلية المعادية، فخسر إعلامنا الوطني مصداقيته بعد ان أمّمهُ الحزب الحاكم لصالح شخص رئيس مجلس الوزراء، ما تسبب بهزيمة هذا الاعلام امام اعلام نظام القبيلة الفاسد والذي يصرف المبالغ الطائلة لقلب الحقائق وتحريف الأخبار وشن حرب دعائية واسعة لتضليل الرأي العام.
ارى ان على الفضائيات الشيعية المهتمة بالملف العراقي بشكل واسع، ان تخصص على الأقل مدة ساعتين في اليوم لتقديم برنامج اخباري وتحليلي باللغة الانجليزية للحديث الى مصادر القرار ومراكز الأبحاث والرأي العام في بلاد الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأميركية، من خلال توظيف اللغة السليمة التي تفهم ثقافة الغرب وتعرف كيف تخاطب العقلية الغربية بطرق وأساليب إعلامية وثقافية متخصصة، لتترك أثرا ملحوظا في عملية التأثير والتفاعل مع الرأي العام الغربي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك