المقالات

هادي العامري..يترجم القيادة!

2370 2014-06-27

محمد الحسن

أهم الأسباب الداعية لرفض تولي السيد المالكي, هي التخبط في الإدارة السياسية والأمنية والإقتصادية, هذا ماهو معلن, ولسنا بصدد الحديث عن التفرد بالقرار, فتسليط الضوء على سوء التخطيط وإدارة الدولة, دواعي مقنعة لتغير رئيس الحكومة..
الرافضون للتغيير, ينطلقون من مباني عديدة يؤسسون عليها رؤيتهم, غير إن تلك الأسس لا تصمد أمام النقد الموضوعي الساعي لبناء دولة رصينة بمؤسسات فاعلة, لا سلطة تقوم بردود أفعال في حركتها الطبيعية!..لعل الداعمون لإعادة إختيار المالكي, فرغت جعبتهم إلا من سوق التبريرات للفشل المصاحب لعمل رجل دام في سلطة عمرها ثمان سنوات, وعززوا دعمهم أخيراً بالنتائج الإنتخابية, غير إن الدعوة لتحكيم المقاعد البرلمانية, هي الأخرى مفروغة ولا مضمون لها؛ فالمالكي لم يصبح رئيساً بمقاعد كثيرة, وليس النظام العراقي, يعطي الأحقية لمن هو أقل من نصف مقاعد البرلمان بترأس الحكومة. بمعنى آخر؛ الإنتخابات إنتهت, والإرادة الشعبية أوصلت من فاز بمقعد نيابي؛ وهؤلاء هم من سيختار رئيس للبرلمان, وللجمهورية, والأخير سيكلف شخصاً لتشكيل حكومة, بغض النظر عن كون المكلف فاز في الإنتخابات أو لم يشترك بها حتى..إذن, فالتوافق هو الحاسم النهائي للموقف, طالما لم تتجاوز أي من الكتل الفائزة عتبة النصف زائد واحد..!
الشماعة المستخدمة كثيراً, والتي يدّعم السيد المالكي بها موقفه, موضوع القيادة القوية, والتي يبدو إنها لم ترتق للواقع, بقدر ما هي خطابات موجهة لكسب الرأي العام فقط..الفرق شاسع بين القدرة على الحديث, والقيادة الناجحة؛ فأحسن العاملون, هم المقلون بالكلام, المتكلون يصلحوا للتنظير السياسي أو الإعلامي..!
السيد هادي العامري, ينافس المالكي ويتفوق عليه بجدارة فائقة..ديالى؛ أصعب وأعقد وكر للإرهاب الضارب بالعراق, نظراً لتركيبتها السكانية والجغرافية المعقدة, لذا أختارها المقبور الزرقاوي وكراً له, وقد كانت, لوقتٍ قريب, مسرحاً مهماً لتلك التنظيمات الإجرامية, ولعلها أخطر المناطق الساخنة في عموم العراق..!
لم تدم سخونة ديالى, بل صارت المعبر الحقيقي للإنتصارات التي يحققها العراق في حربه الضروس ضد قوى الإرهاب العالمي, فكيف تم إخماد تلك النار المستعرة؟! أليس من الغريب, أن تكون ديالى محرقة للدواعش, وهي الوكر الآمن لهم؟!
الإجابة على تلك الأسئلة, ينبغي أن يسبقها فهم حقيقي لتلك المجاميع الإرهابية من جهة, ومعرفة واضحة لمعنى كلمة "دولة" من جهة أخرى.. فمهما بلغت قوة غربان السوء, لا يمكن أن ترتقي لإمكانيات دولة مهمة كالعراق؛ بها من الطاقات البشرية, نوعاً وكما, والإمكانات المادية, ما يؤهلها لسحق (دواعش) الكون كله, غير إن الإنتاكسة الكبرى التي حدثت في (الموصل), ليست بفعل التفوق العددي, أو العسكري للإرهاب؛ إنما المسبب الرئيسي لتلك الصدمة, هو السوء في التخطيط والقيادة, الناتج من علل كثيرة, أهمها الإعتماد في الميدان, على قيادات غير منصهرة بالواقع العراقي الجديد, ومغرمة بالظهور والثراء فقط..!
في ديالى الوضوح الميداني, والنصر الباهر الذي تحقق, ويتحقق يومياً, يكشف عن قيادة نجحة..القائد الأعلى للقوات المقاتلة, هو من بيئة أخرى, بيئة مؤمنة ومؤسسة للعراق الجديد, وهذا ما جعل وزيراً للنقل, يتفوق على القائد العام للقوات المسلحة؛ فضلاً عن تمتع ذلك الوزير بالمؤهلات اللازمة لإدارة الوضع..
السيد هادي العامري, يقاتل الإرهاب بحسٍ وطني, ومهنية عالية, ويتناغم سياسياً, وعسكرياً مع الأطراف الأخرى, وقد إتضح, إن ديالى هي المحافظة المشتركة الوحيدة, المنسجمة داخلياً؛ فمن قوات مستميتة في الدفاع عن الوطن, إلى عشائر متراصة, والأهم من كل هذا, هي الحنكة التي يمتلكها العامري, بحيث أستقطب "البيشمركة" ووحد صفوف القوات المسلحة, سراً وعلناً, دون البحث (إعلامياً) عن خلافات للكسب السياسي والإستقطاب القومي أو الطائفي..يبدو إن خبرة الزمن, وإستحضار النضال المشترك, عوامل رئيسية جعلت العامري يتفوق على المالكي, وبهذا التفوق, إنهارت نظرية (العراق بحاجة لفلان) لتحل محلها القاعدة الثابتة (الرجل المناسب في المكان المناسب)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك