المقالات

لحكومة فاعلة تتدارك الأخطاء

1482 2014-06-21

نزار حيدر

في تعليقي على هذه العبارة التي وردت في خطبة الجمعة اليوم في الصحن الحسيني الشريف في مدينة كربلاء المقدسة، على لسان معتمد المرجعية الدينية العليا في مدينة النجف الأشرف سماحة السيد احمد الصافي، قلت في حديث لمراسل إذاعة طهران باللغة العربية:
ان المرجعية الدينية حريصة كل الحرص على إيجاد حلول سياسية للازمة التي تمر بها البلاد، فالتعبئة العسكرية لا تكفي لتجاوز المرحلة الصعبة، اذ يجب على كل الأطراف السياسية الالتزام بالتوقيتات الدستورية للإسراع في تشكيل مؤسسات الدولة، الرئاسات الثلاث والحكومة.
كما ان المرجعية حريصة كل الحرص على ان يتم صيانة وحماية صوت الناخب الذي أدلى به في الانتخابات النيابية الاخيرة، فهي تعتبر التجاوز على النتائج خط احمر لا يحق لأي كان التلاعب بها مهما كانت الظروف، بل على العكس، فهي ترى ان الالتزام بنتائج الانتخابات في إطار الدستور الذي تحدث عن تفاصيل تسمية الرئاسات الثلاث، امر سيقلّل من الاحتقانات الطائفية والإثنية والسياسية والمناطقية، فلقد أدلى المواطنون في كل محافظات العراق بأصواتهم لمن اعتقدوا انه اقدر من غيره على تمثيل مصالحه تحت قبة البرلمان، ولذلك لا يجوز لاحد الطعن بشرعية اي فائز بمقعد تحت قبة البرلمان، خاصة بعد ان صادقت المحكمة الدستورية العليا على النتائج.
ان دعوة المرجعية لتشكيل حكومة فاعلة لا يعني الدعوة لتغيير الأشخاص فحسب، خاصة الذين اثبتوا فشلهم طوال السنوات الثمان الماضية، لأي سبب كان، وإنما كذلك تغيير العقلية والمنهجية والأدوات والوسائل والأساليب وكل ما يتعلق بمفهوم بناء الدولة على أساس العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.
ان العقلية التدميرية التي ظلت تعشعش في عقول بعض القادة والزعماء، هي التي انتهت بالعراق الى ما نراه اليوم من مخاطر جسيمة تهدد كيانه بسبب تمدد الإرهاب وتوسع (الفقاعة) على حد وصف دولة السيد رئيس مجلس الوزراء، لتهدد العاصمة بغداد. 
ان التهرب من المسؤولية عند الفشل والإخفاق والبحث عن كبش فداء عند كل أزمة، والتلويح بالملفات (السرية) لتركيع الخصم او ابتزازه، وانتهاج سياسة صناعة الأزمات وسياسات الإقصاء للحلفاء فضلا عن المنافسين السياسيين، وان عقلية التفرد بالسلطة والاستبداد في صناعة القرارات الاستراتيجية، وسياسات تهميش مجلس النواب ومنعه من اداء الدور الرقابي، ان كل ذلك يجب ان يتغيّر عند البحث في تشكيل الحكومة الجديدة التي تريدها المرجعية فاعلة تحظى بقبول وطني واسع تتدارك الأخطاء السابقة وتفتح آفاقاً جديدة لجميع العراقيين لمستقبل أفضل، على حد وصف خطيب الجمعة.

وان مفتاح كل ذلك هو الاستفادة من أخطاء الماضي لتستبدل الفشل بالنجاح والأزمات بالحلول السياسية والعقلية الفردية بالعقلية الجماعية والفساد المالي والمحسوبية والعشائرية وكل انواع الفساد الاداري بالنزاهة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
في الحكومة الفاعلة لا ينتظر البرلمان مدة () سنوات لإقالة رئيس مجلس الوزراء او الوزير الفاشل، فلقد نص الدستور على آليات الإقالة والتغيير متى ما شعر البرلمان بفشل اي واحد منهم، او عدم قدرته على اداء واجباته ازاء الوطن والمواطن.

اعتقد شخصيا ان الحكومة الحالية، وبكل شخوصها، قد استنفدت أغراضها، ولذلك ينبغي اجراء تغيير كلي وحقيقي ان من حيث الاسماء او من حيث الحجم والوزارات، وهذا لا يتعارض ابدا مع الدستور الذي لم يشترط ان يكون رئيس الحكومة او الوزير عضوا في البرلمان، فضلا عن انه نص على ان الكتلة النيابية الاكثر عددا هي التي تتشكل تحت قبة البرلمان عند انعقاد اول جلسة رسمية له، فلا دخل لصندوق الاقتراع ونتائجه اي دخل في ذلك، ولهذا السبب لا يحق لاحد ان يتحجج بصندوق الاقتراع ابدا.

نقطة اخرى مهمة جدا تطرقت اليها المرجعية الدينية، فيما يخص التصدي للإرهاب، فالفتوى اريد لها آلية لتوحيد الشارع العراقي في مواجهته للإرهاب، لانه لا يستهدف فئة دون اخرى او منطقة اخرى، فهو يستهدف العراق، كل العراق، ويستهدف نظامه الديمقراطي، وان من يوظف الإرهاب لتحقيق أجندات سياسية خاصة إنما يرتكب خطا عظيما بل جريمة عظيمة بحق البلاد والعباد، فللديمقراطية أدواتها ليس من بينها القتل والذبح والإرهاب وجهاد النكاح ابدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك