المقالات

أميتاب لا يأتي للعراق

1537 2014-06-12

احمد شرار

كنت صغيرا حين أوصت امي أحد اقاربنا أن يأخذني معه الى السينما لأرى أي فلم، بعد الحاحي الشديد عليها بمناسبة نجاحي للصف الرابع الابتدائي، كذلك هي هدية العيد التي طالبتها اياها، وبذلك يخف العبء المادي الذي تشكله هديتي المتواضعة على ثقل هذه العائلة الصغيرة.
وبعد عدة توصيات على سلامتي من قبل أمي رحمها الباري، لقريبنا المولع بالسينما، وبالأفلام الهندية خاصة، وافق على مضض، أذ من الصعوبة في الأمران يصطحب طفلا بسني آنذاك، الى السينما في فترة الأعياد، من سبعينيات القرن المنصرم، ناهيك عن الزحام الشديد على أبواب السينما، والتي كان تمثل متنفسا للشباب وللعوائل في ذلك الوقت.
يا لها من مفاجئة سارة لي ولقريبي هذا، فالفلم جديد، للممثل الهندي الشهير (أميتاب)، وهو المفضل لدى عشاق الأفلام الهندية، كما اذكر أسم الفلم جيدا؛ (أميتاب والفيل صديقي).
وبما أنها المرة الأولى لي في السينما، ولرؤيتي فلم هندي، كنت متفاعلا جداَ مع البطل، وأحذره من مكان جلوسي وأقاربي يهدئ بي، قائلا (لا تخاف على بطل الفلم هسه يدككهم، هسه يخلص البطلة) وقد صدق في كل ما قال، بالرغم من ان الفلم يعرض للمرة الأولى.
بعد خروجنا من السينما، سألته: كيف عرفت كل هذه الاحداث، والفلم لم يعرض من قبل؟
أجابني بضحكة، على عقلي الصغير: بطل الفلم لا يموت وألا كيف ينتهي الفلم.
لم أفهم أجابته فورا، لكنها، أخذت تتجلى تدريجيا بتقدمي في العمر.
اليوم أصبحت حكمة الفلم الهندي، قريبة لواقع قياداتنا العسكرية، ولا أعرف أن كانوا مولعين بالأفلام الهندية، أم كانوا يظنوا، في قرارة أنفسهم أنهم أحد أبطالها.
فسيناريو الحرب ضد داعش بدأ، في محافظة الانبار قبل أكثر من عدة أشهر، وتكرر قبل بضعة أيام في مدينة سامراء، ونراه اليوم يتكرر في محافظة الموصل.
وهناك من يتوهم من القادة بالقوة، وكان الامر فلم هندي أكشن، ينتصر في نهاية، بالرغم من كثرة عدد أعدائه، وتعرضه للضرب المبرح والخسارات المتكررة، كما يتفرد في مقاومتهم، واصراره على تنفيذ ما يجول بخاطره، حتى أن كان قراره يضع حياته على المحك، وليس مصير العراق على أرض الواقع.
الان؛ ماهي الحسابات الحقيقية للقوة والضعف، التي يتوجب أن تتوفر للخروج، من هذه النكبات الخطيرة.
لنبدأ بمعالجة المشاكل والانقسامات السياسية، وتفعيل دور التحالف الوطني، لأنه يمثل بقيادات عراقية، لا يستهان بها في وقت الازمات، لوضع الية للقيادة السياسية، تساعد في رؤية صورة الازمة بشكل كامل.
وعدم التصرف بشكل مفرد، يزيد من تراكم الأخطاء العسكرية، ويجبر العراق على دفع، المزيد من التضحيات بالدماء والارواح والممتلكات، كي تكون أكثر فعالية، في توجيه القوة العسكرية والأمنية.
وبعدها تشذيب القوى العسكرية، بشكل مهني محترف.
فيجب ان يؤخذ هذا الامر، بشكل جدي كبير، فاليوم يمر العراق في مفترق طرق، تحدد مصيره ومصير وحدته، وليس هناك مكانُ لبطل فلم هندي، يخرج منتصرا؛
حتى وأن كانت فوهة البندقية موجهة الى رأسه، ونصل السيف على عنقه.
أغلقت الستارة وانتهى الفلم، ففكروا بمصير العراق واخرجوا من عالم الاحلام والأفلام.
احمد شرار / كاتب وعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك