المقالات

" منهج الفكر السياسي بين الايثار والحسد "

2392 01:44:36 2014-06-08

حيدر حسين سويري

عُرف الايثار وخصوصا في التراث العربي بانه من الاخلاق السامية وقصصة كثيرة نستشف منها تعريفاً بسيطاً له : التنازل عن الحقوق من اجل الاخر ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) ، واما الحسد فهو تمني زوال النعمة من الاخرين ، لا بل العمل على زوال النعمة من الاخرين ......
ارى ان هاتان الصفتان لايجوز العمل بهما في السياسة ، ولعل البعض يقول كلنا نتفق على الحسد ، فلماذا الايثار ؟؟!! نعم ان الايثار صفة جميلة وهي اعلى من الكرم ولكن مع من يستحق ، لا مع اللئام ، يقول الشاعر :
ان انت اكرمت الكريم ملكته .................. وان انت اكرمت اللئيم تمردا
حدث في العراق ان المجلس الاسلامي الاعلى صاحب النضال السياسي الكبير وصاحب اكبر قاعدة جماهيرية في المشروع السياسي العراقي ان يكون له سبعة عشر مقعدا في الدورة البرلمانية الحالية وذلك ليس لنقصا في عدد جماهيريه ولكن لشدة الايثار الذي تمتع به هذا المكون والتنازلات التي قدمها من اجل نجاح العملية السياسية التي طالما ناضل من اجلها ، مقابل تللك التكتلات التي لاتمتلك قاعدة جماهيرية ابدا وكونها مكونات انتهازية لئيمة لاتهمها سوى مصلحتها وكما قال احدهم " لو العب لو اخرب الملعب " والذي حصل على مائتي صوت فقط !!!! وغيره من الكتل التي اخذت الناس بالترهيب والتزوير !!! ، ومع هذا الايثار كان الاخر متمسكا بصفة الحسد وعمل ليلا نهارا لتشويه صورة المجلس ومحاولة تسقيطه !!!!
طبعا كانت تنازلات المجلس الاسلامي الاعلى لأجل الشعب لا لأجل هؤلاء السياسين اللئام ولكن الان وقد تبين ان تلك التنازلات لم تنفع الشعب العراقي ، وان السياسين لم يقدموا شيئا له ، وجب التعامل مع هؤلاء اللئام باسلوب اخر وان لا تنازل بعد اليوم لانه تنازل عن حقوق الشعب المظلوم .....
حيث جاء في كلام زعيم المجلس الاعلى سماحة السيد عمار الحكيم انه يريد من اعضاءه عملا يدل عليهم وان يبرزوا الى الناس من خلال اعمالهم وان يبتعدوا عن التسقيطات السياسية لانها ليست وسيلة صحيحة للتمثيل السياسي او الانتخابي .... وفي هذا المجال اورد قصة للمنفعة : 
في عام 1974 كان "مهاتير محمد" ضيف شرف في حفل الانشطة الختامية لمدارس "كوبانج باسو" في ماليزيا، وذلك قبل ان يصبح وزيرا للتعليم في السنة التالية ثم رئيسا للوزراء عام 1981 ، قام مهاتير في ذلك الحفل بطرح فكرة عمل مسابقة للمدرسين وليست للطلاب وهي توزيع بالونات على كل مدرس ، ثم طلب بأن يأخذ كل مدرس بالونة وينفخها ومن ثم يربطها في رجله، فعلاً قام كل مدرس بنفخ وربط البالونة في رجله ، جمع مهاتير جميع المدرسين في ساحة مستديرة ومحدودة وقال: لدي مجموعة من الجوائز و سأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط، وبعد دقيقة سيأخذ كل مدرس مازال محتفظاً ببالونته جائزة !
بدأ الوقت ..... وهجم الجميع على بعضهم البعض كل منهم يريد تفجير بالونة الآخر حتى إنتهى الوقت ، فقط شخص واحد بقي محتفظاً ببالونته .........
العبرة ...... وقف مهاتير بينهم مستغرباً وقال: لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر؟ ولو أن كل شخص وقف بدون إتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنال الجميع الجوائز ولكن التفكير السلبي يطغى على الجميع، كل منا يفكر بالنجاح على حساب الآخرين.
مع أن النجاح متاح للجميع، لكن للأسف البعض يتجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي يحقق النجاح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك