المقالات

المفوضية ومفاجئات ما قبل الاقتراع

1554 2014-04-26

جواد العطار

دخول الافراد والاحزاب السياسية للمعترك الانتخابي يعتبر اقرار رسمي منها بقبول ضوابط التداول السلمي للسلطة والتسليم بانظمة العملية الديمقراطية والانتخابية ونتائجها ايما كانت وانصياعها التام بعدم الخروج عن لوائحها تحت اي ظرف ، اما ما يؤشر من خروقات وعقوبات معنوية على المرشحين او الكيانات اثناء الحملات الانتخابية فلا يعتبر الا خروج عن الجزء .. لا الكل ، ويفسر بانه سلوك استثنائي من قبل المرشح ناتج عن حرارة المنافسة والاندفاع رغبة منه للظفر بافضل النتائج ، وهنا يأتي دور الهيئة الانتخابية المشرفة بكبح جماح المرشح بالتنبيه احيانا وبالعقوبة المادية احيانا اخرى . 

واذا كانت الرقابة القانونية الصارمة على المرشحين من قبل الهيئات الانتخابية المشرفة هي ضرورة واجبة؛ للردع لا العقوبة ، فان جميع المرشحين يعرفون ذلك ويعملون وفق اطره ولا يخرجون عنه بتاتا لانه كفيل باقصائهم عن المنافسة .. ولم تحدث مثل تلك الاقصاءات الا في اطر ضيقة جدا ومحدودة اثناء عمليات التسجيل والمصادقة؛ لا بعد المصادقة او اثناء انطلاق الحملات الانتخابية؛ ومنها ما حدث في مصر والجزائر مؤخرا .

لكن ما يحدث في انتخابات العراق ، غريب وجديد ولم يحدث على الاطلاق من مراجعات سريعة لتجارب مماثلة لبلدان خضعت للحكم الشمولي وانتقلت الى الحكم الديمقراطي .. فالطبيعي الذي شهدناه ، في التجارب الانتخابية الماضية في العراق هو اجتثاث المرشحين الذين ثبت انتمائهم الى حزب البعث المحظور او شمولهم بإجراءات قانون المسائلة والعدالة تطبيقا للمادة سبعة - اولا من الدستور التي نصت على: (يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي ، او يحرض او يمهد او يمجد او يروج أو يبرر له ، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت اي مسمى كان ، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق ، وينظم ذلك بقانون) .

واذا كانت هيئة المسائلة والعدالة قد قامت بدورها في تحديد من تشملهم المادة الدستورية من المرشحين واعلان اقصائهم عن الانتخابات المقبلة قبل اشهر من موعد انطلاقتها في نهاية شهر نيسان الحالي . فان ما نشهده اليوم من ذهاب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للعب دور المعاقب للمرشحين لا الرادع لتصرفات بعضهم ، الخارجة عن ضوابط الحملات الانتخابية .. يشكل خطرا جسيما على الانتخابات والناخبين والكتل والمرشحين وعلى مستقبل الديمقراطية في العراق والثقة بالعملية السياسية . 

فالمفروض ان المصادقة على اسماء المرشحين تكون كفيل وضمانة اكيدة لدخولهم مشوار الترشيح من بدايته الى آخره ، ما دام المرشح يخرق القانون الانتخابي جزءا لا كلا .. سلوكا استثنائيا لا دائميا . الا ان مفوضية الانتخابات ما زالت تفاجيء الجميع بقرارتها قبل الحملات الانتخابية وما بعدها بل وقبل ايام عدة من فتح صناديق الاقتراع باستبعاد مرشحين من كتل معينة آخرهم محمد علاوي ومها الدوري لاسباب وتفسيرات لمواد في القانون الانتخابي لا ينسجم ودورها الذي يفترض ان يكون رقيبا ومشرفا محايدا على العملية الانتخابية برمتها ، وما زال الامل بالهيئة القضائية التمييزية في قبول طعون المرشحين واعادتهم مجددا الى الترشيح .. فلا يحق لاحد سوى الشعب والشعب وحده اقصاء مرشح من البرلمان المقبل .. الا اذا شكل ذلك المرشح او كتلته خطرا جسيما على العملية الديمقراطية والانتخابية ، وهذا ما لم نلحظه على اغلب الذين تم اقصائهم !!! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك