المقالات

البعث ربان للسفينة مجددا!..

1072 2014-04-24

صادق السيد

بعد سقوط النظام ألبعثي، واحتلال العراق عام 2003 تم حل الجيش والشرطة، وكافة القوى الأمنية العراقية بقرار طائش من الحاكم العسكري لقوى الاحتلال آنذاك "بريمر" حيث أصبح البلد خالي من جميع المؤسسات العسكرية، والأمنية، وأضحت جميع مؤسسات العراق أشبه بفريسة بين أنياب الحاقدين؛ ومخالب الطائشين. 
فقد تم تشكيل قوى أمنية جديدة على أساس الكفاءة، والنزاهة، والوطنية، وإبعاد كل من تلطخت يده بدماء العراقيين؛ أو من براثن النظام البائد.
بدأت الأمور تسير وفق ما خطط لها، وضمن مسار وطني، وبعيد عن التدخلات الحزبية، والطائفية، والقومية، وجعل همها حماية المؤسسات، والممتلكات العامة، وترسيخ القانون، وحفظ هيبة الدولة بشكل عام، وصد جميع المحاولات الخارجية لزعزعت الأمن؛ والاستقرار في الداخل. 
بعد 2006 تغيرت تلك الأمور، وانقلبت رأسا على عقب تحت طاولة المصالحة الوطنية، والمنافع الشخصية في قرار اختيار غير موفق لقيادة البلاد؛ حيث استبدل جميع القادة للقوات الأمنية بآخرين أكثر ولاء إلى الحاكم، ولا شك إن هذا الأمر على حساب الآخرين. 
أصبح الجلاد يحكم الضحية بهكذا قرارات ، والظالم طليق، والمظلوم قابع في السجون، وهذه المعادلة الخاطئة التي خطتها المصالح الشخصية، والمنافع الحزبية، والقرارات الارتجالية، والتي جعلت البلد يطفو على انهار الدماء، وأشلاء الأبرياء؛ بسبب إعادة معظم ضباط المخابرات، والاستخبارات، وفدائيو صدام من الأجهزة القمعية السابقة، والذي ملئوا الأرض بالمقابر الجماعية، والمشانق التي بقيت رائحتها النتنة تزكم أنوفنا إلى ألان، وماكينات الثرم البشري التي صورها لا تفارق أذهاننا، وسجلهم حافل بالحروب، وتكبد البلد خسائر فادحة بقي يئن منها الشعب طيلة أكثر من ثلاثة عقود ونصف، وصفحات تاريخهم الأسود الذي ظل مرسوما في جباه الأيتام، والأرامل، وأصحاب التشوهات الجسدية(قطف الإذن والكف...الخ).
كل نظرة إلى هؤلاء العبثيين في هرم السلطة، اليوم تعيدنا الذاكرة إلى الحقبة المريرة، التي قتلوا فيها العلماء، والمفكرين، وغيبوا الكفاءات في غياهب السجون، وسلبوا الحريات، وجعلوا أنفسهم ملوك على الشعب. 
ما الذي يريدون إن يوصلون إليه ساسة البلاد اليوم.؟؟ وماهي الرسالة التي يريدوا إن يوصلوها إلى الشعب بهذه القرارات المتخبطة والطائشة؟؟ والتي تبرم خلف الأبواب المؤصدة، وفي الغرف المظلمة، والتي تمر من تحت طاولة المصالحة الوطنية، وسلسلة الولايات المتعاقبة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك