المقالات

سلامة وطن أم ترميم سلطة؟!

1424 2014-04-14

محمد الحسن

أثير مؤخراً الحديث عن قانون (السلامة الوطنية) والذي تتبناه كتلة "دولة القانون" ورئيس الوزراء تحديداً, ولعله من الغريب أن يُرسل هذا القانون إلى مجلس النواب قبل إنتهاء دورته بأيام فقط!..يبدو إن في الأمر بعداً آخراً, أو هي "رفسة المحتضر"..!

إن السيد رئيس الوزراء بدأ يضيق ذرعاً من التراجع الحاد في رصيده الجماهيري, لدرجة أصبح من الصعب جداً وضع أسمه بين المنافسين لرئاسة الوزراء في الدورة المقبلة؛ لم يكن هذا التراجع نتيجة لترف في فكر المواطن, أو رغبة لتغيير الوجوه فقط؛ إنما هي حقيقة الموت الجماعي المرافق لولايتي السيد المالكي..بصرف النظر عن الملفات الأخرى, فالأمن هو الهاجس الأهم والأكثر حساسية؛ لذا صار من الضروري إيجاد المبررات للفشل الذريع الذي منيت به الحكومة في هذا المجال..!

وضع القانون في برلمان شارف على الرحيل؛ يمثل ورقة إنتخابية وإجابة غبية عن تساؤلات الشعب القابع في دهاليز القتل؛ فالسيد الرئيس يعلم بإن البرلمان لن يتعاطى مع هكذا قانون لجملة أسباب أهمها إنعدام الثقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية, إضافة إلى الشكوك المثارة حول هذا القانون والقائلة بسعي السيد المالكي إلى إستخدامه كورقة للتصفيات السياسية وفرملة العملية الديمقراطية, سيما إن بعض فقراته مبهمة وتعطي حق إعلان حالة الطوارئ لرئيس الوزراء والتي هي من إختصاصات السلطة التشريعية حسب الدستور العراقي؛ أي تعطيل جزئي للدستور!
المساس بروح العملية السياسية والمتمثلة بالدستور, يعني إطلاق صلاحيات شخصية لجماعة بعينها, وإذا كنا تحت مظلة الدستور, ورغم فعاليته؛ نجد أبن السيد رئيس الوزراء يداهم ويعتقل دون أن يحمل أي صفة قانونية, ونجل السيد وزير النقل يمنع طائرة من الهبوط في مطار بغداد؛ فكيف بنا لو أُطلقت لهم السلطة؟!

السلطة التي تشوّهت بفعل إساءة إستخدامها؛ بحاجة إلى ترميم, فالكتلة الحكومية غير قادرة على تمرير هذا القانون في البرلمان, لعدم إمتلاكها العدد الكافي, ناهيك عن مقاطعتها للمجلس منذ أكثر من شهر. قانون السلامة, رسالة يراد توجيهها للمواطن العراقي, أو بصورة أدق للناخب العراقي مفادها: "إن التردي الأمني بسبب البرلمان".. وكأن الحكومة منزوعة الصلاحيات؟!
من لم يستطع فرض الأمن طيلة عقد كامل, يستحيل عليه تحقيقه في قانون, ولن يحققه؛ فالأمن ليس حاجة تظهر في موسم الإنتخابات ثم تختفي يا دولة الرئيس..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك