المقالات

أنشروا خفاياكم للعلن

1404 2014-04-06

احمد شرار

أبتلى مجلس النواب البريطاني، والذي يعد من أقدم النظم الديمقراطية البرلمانية في العالم ببعض بالأفاقين والمحتالين من الساسة، في بداية القرن الثامن عشر، حتى أصبحت ثقة المواطن البريطاني ضعيفة جدا بحكومته، على الرغم من أن الحكومة، لها(529) دائرة انتخابية في إنجلترا مستقلة في الاختيار يمثلها(646) مقعدًا في مجلس العموم، الذي هو مجلس نواب البرلمان البريطاني.
وشخص الخطأ في عملية الانتخاب الأولية التي تبدأ في القرى والمدن البعيدة عن العاصمة لندن، الغريب في الامر أن واحدة من القرى التي امتازت بخشونة تعامل أخلاق ساكنيها وفجاجتهم قدمت على الدوام مرشحين لا غبار عليهم، من الذين امتازوا بالنزاهة وكسب ود الناخبين حتى المنافسين لهم.
استطاعت الصحافة الفتية أنداك في لندن من كشف سر تلك القرية وحسن اختيارهم، حيث قام أحد المراسلين ب تجشم عناء السفر الى تلك القرية ولقاء شيوخها وسؤاله عن الكيفية والطريقة التي تم بها اختيار مرشحيهم؛ أجاب ذلك الشيخ الوقور: لم تكن الطريقة صعبة جدا بل أبسط مما تتصور يا سيدي، ففي البداية جمعنا كل المرشحين والقرويين في ساحة القرية عصر أحد الأيام وقدمنا كل مرشح على حدة فينبري له أحد القرويين المعروفين بأخلاقه الحميدة المزكاة من سائر الناس.
يقوم هذا المواطن باستعراض ما يعرف عن المرشح من سيئات وحسنات، من مواقف ومشاكل قد تعرض لها أو كان طرف فيها، ويقوم المرشح بالدفاع عن نفسه أو الانسحاب ان لم يستطع ذلك.
بالتالي نجد ان عدد المرشحين قد تقلص حتى يقع الاختيار على أحد المرشحين بعد أن غربلته ذاكرة القرويين وعرف عنه كل خفاياه، هكذا هي طريقتنا في الاختيار.
نشرت هذه الطريقة في وقتها واعتمدت كطريقة لاختيار الناخب قبل ترشيحه من قبل باقي أرجاء بريطانيا أنذاك.
نحن اليوم نواجه في العراق معضلة اختيار المرشح، بعد أن أبتلى العراق كما بريطانيا في تلك الفترة، بمشكلة أدعياء السياسة والافاقين. كان لديهم حل بسيط، هو أظهار كل ما يعرفوه عنه للأخرين خصوصا ما خفي عن الناس كي يحسنوا خيارهم.
أتساءل اليوم، هل يستطيع نوابنا ان ينشروا غسيلهم للعلن لكسب ثقة المواطن؟ أم ان مباريات الانتخابات لدينا بمجملها عبارة عن أصوات وصور وكلمة سوف أعمل أن...، ولا تذكروا عما عملت سابقا.
احمد شرار /كاتب واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك