المقالات

حينما تذل الدولة شعبها وتبتزه!..

1375 2014-04-02

  ماذا يعني عندما تغلق جميع أبواب الدولة أمام المواطن، وهو يدور في حلقة مفرغة من المطالبات، بحقوق المواطنة المنصوص عليها دستوريا: التعليم، الصحة، الخدمات، الأمن، الغذاء، السكن؟..

  ماذا يعني أيضا عندما يتعرض المواطن، الى إبتزاز الموظفين الحكوميين، في دوائر الضريبة والعقار، والكمارك، وكل مؤسسة تتعامل مع المواطن بالشؤون المالية؟!

  وماذا يعني عندما تتحول إستحقاقات مثل: إصدار وثائق الجنسية، وهوية الأحوال المدنية، وبطاقة السكن، وسنوية السيارة الشخصية، وترقيمها، والبطاقة التموينية، والشهادة المدرسية، ووثائق التخرج الجامعية، وأي كتاب رسمي يحتاجه المواطن، الى "منة" يمن بها الموظف الحكومي عليه؟!

  أي طلب لمواطن موجه الى أي دائرة رسمية، لا نجد نصه معنون الى الدائرة ذاتها، بل الى مسؤولها الأعلى..وعندكم صيغ العرائض والطلبات التي يوجهها المواطنين الى مؤسسات الدولة، والتي تبدأ عادة بعبارات مثل: السيد معالي وزير الوزارة الفلانية المحترم/ المعروض أمام سيادتكم..ويبدأ بعدها بالإستعطاف والتذلل الى أن ينهيها بعبارة : ولكم الأمر سيدي العادل!

  أليست هذه بقية من بقايا ثقافة القرون الوسطى؟!

  ألا يعني  ذلك وبالقلم العريض، أن الدولة قد صادرت حقوق المواطن، وأستحوذت على إستحقاقات المواطنة الأساسية، وحولتها الى ملك شخصي لها ولموظفيها، يتعاملون به أما بمشيئة لمزاجهم، أو وفقا لمنافعهم؟!..وأن فهما متخلفا للوظيفة الحكومية وواجباتها، هو السائد لدى مؤسسات الدولة..

  في هذا الصدد، ثمة من سيرد قائلا: أن الدولة كعنوان سيادي؛ لا تتحمل تبعات أخطاء جهازها الأداري، أو ممارساته اللا مشروعة، وأنها تصرفات أفراد وليست منهج دولة..والرد على مثل هذا الرد، سيكون من صلبه، ومن صلب تعريف الدولة ذاتها، فالدولة ليست جسم هلامي إعتباري فحسب، بل هي هذا الجهاز الأداري الطويل العريض، من الأفراد الذي تتشكل منه..  

  النتيجة أن معاملة الدولة للمواطن، تتسم دوما بالإذلال والإحتقار والشروط التعجيزية، ناهيك عن أن المواطن بعرف الدولة، متهم دائما، وأن ما يطالب به موضع شكوك، تستوجب التحقق من مصداقيتها، مع أن المواطن لم يطالب إلا  بأبسط حقوقه، التي كان من الأولى ؛أن تقدمها له المؤسسات الخدمية والوزارات والمحافظات، دون أي تعقيد أو تأخير أو إبطاء..

  ويكشف هذا الواقع الذي بات مسلمة، أن مسؤولي الدولة من الوزراء الى أقل موظف درجة ،منشغلون ليس بخدمة المواطن، بل بترسيخ وضعهم الفوقي الإستحواذي فحسب، وهم معذورين بهذا الإنشغال، لأنهم لم يتثقفوا على سواه أو نقيضه، فبات ما يفعلون هو الأصل!

  كلام قبل السلام: "وزير" اشتقت من كلمة وِزر، وهي تعني الحمل الثقيل، والظهر الذي يستند عليه الحاكم، لتلبيه احتياجات المواطنين, وهي ما تعني باللاتينية "الخادم"!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام زين الدين اميركا
2014-04-02
تحية طيبة ..1- ماذا يعني عندما تغلق جميع أبواب الدولة أمام المواطن. اجيب على هذا الجملة (انه القتل بعينه) احسست بهذه المشاعر قبل تهجيرنا كم كان مرعبا ورهيبا كنت احس الكل يراقب تحركاتنا وحتى همساتنا وانتهينا بمآسي احمله اكثر من 33 سنه من عمري ..طبعا هذا جواب الجملة الاولى من مقالتك الشجاعة. ماذا يعني أيضا عندما يتعرض المواطن، الى إبتزاز الموظفين الحكوميين، في دوائر الضريبة والعقار، والكمارك، وكل مؤسسة تتعامل مع المواطن بالشؤون المالية؟! وهذه محنتنا الثانية بعد السقوط نعاني منه ابتزاز في كل دوائر الدولة بسبب ممتلكاتنا واعمالنا واموالنا التي سرقت بزمن المقبور ولليوم(بعهدديمقراطي!!) تجري المتاجره به. النتيجة أن معاملة الدولة للمواطن، تتسم دوما بالإذلال والإحتقار والشروط التعجيزية شى واحد اقوله صدام كشف حقيقة الاخلاق ، بحيث الجار يشترك بأعدام اولاد الجيران كما حصل لااخوتي ورسقوا كل ما نمتلك ماذا تتوقع من هولاء.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك