المقالات

البعث والدعوة: البصرة الخائنة..!

1792 2014-04-02

محمد الحسن

رحم الله الشهيد عز الدين سليم, كان من الرعيل القيادي الأول في حزب الدعوة الإسلامية؛ غير إن الشهيد (أبي ياسين) أنشق مبكراً وأسس كياناً خاصاً, لم تكن أسباب إنشقاقه تنظيمية ولا خلافية؛ إنما بسبب النظرة المناطقية التي سادت في أوساط الدعاة, فبعد إستشهاد قادة الكادر البصري للحزب حدث أمر ما, لم يقوى البصري الوحيد في قيادة الدعوة على المواجهة ففضل العمل بصمت..!

رحل الشهيد ولم ينطق بالسر؛ غير إن تحكم الدعاة كشف الغصات التي تكسرت بصدره, فالعداء الذي كشرت به زمرة الرئيس ضد البصرة, يوازي ما كانت تضمره الفئة الصدامية العفنة.. ليس من باب المصادفة إن تتحول رموز ورجالات النظام البائد في البصرة إلى رجالات وعوامل سيطرة تتحكم بالرئيس المالكي وبحزبهِ..دعونا من (صدامية) القرنة والنائب الذي غير أسمها, ليس مهماً إن نستذكر رقصه بحضرة الطاغية السابق, وكيف تحوّل إلى وكر لدولة الرئيس الحالي..عفا الله عما سلف, وللشهداء الجنة..!

تلك حقبة ولّت, ونحن أبناء الحاضر؛ صار خلف عبد الصمد محافظاً للبصرة وأعاد (82%) من ميزانيتها عام 2012, وبتبادل سلمي رائع, صار ماجد النصيراوي محافظاً جديدً, بينما تحول خلف رئيساً لمجلس المحافظة؛ أي بعملية إتفاق بين الحالي والسابق الذي حضر جلسة أختيار المحافظ وأعطى صوته للنصيراوي..

طالما الوضع لم يتغير, فالمواقف ثابتة؛ بيد إن نقطة التبدّل التي قلبت الموقف رأساً على عقب ظلت خافية على الجميع, قد يكون للسياسية, والمناصب, والطموحات والأطماع دور؛ لكن الدور الأكبر في إنقلاب (حزب الدعوة) على المحافظ الحالي هو للعقد المبرم مع (شركة إنترناشيونال الأمريكية) لتأسيس وبناء الخطة الأستراتيجية للمحافظة العام الحالي, يضاف لها مطالبته بــ(5) دولار, وتخصيص المبالغ النقدية لإبناء المحافظة.. هذه الخطوات كفيلة بتغيير واقع البصرة بمجرد دخولها حيز التنفيذ..

وللدعاة رأياً آخراً, سيما إن المحاكم وتغيير القضاة فيها دخلت ضمن إختصاصات القائد؛ فصارت حكومة البصرة عرضة للتهديدات المستمرة, قد تتغير, ولعلها أوشكت على ذلك, لكن الدرس الذي تعلمناه بليغ جداً, فالبصرة يجب إن تبقى كما أراد لها المقبور عهداً من الدعاة الجدد..إذا أراد النصيراوي بقاءً, عليه إلغاء خطواته الناهضة, لكن التاريخ سيجعله بخانة من سبقه..
رحم الله الشهيد عز الدين سليم, رحل والألم يعتصر قلبه من زملاءٍ طالما ضحى من أجلهم, وأكتشف دونيتهم تجاه أبناء جلدته..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك