المقالات

الديمقراطية: من المنبر الحسيني الى بريطانيا

1520 2014-04-01

احمد شرار

(الهايد بارك -Hyde Park)، هي واحدة من أكبر الحدائق الموجودة في العاصمة البريطانية، وتشتهر بوجود ما يسمى محلياً (سبيكرز كورنر -Speakers Corner) والتي تعني زاوية المتحدثين، المكان الذي يجتمع فيه المتحدثون كل يوم أحد، لإلقاء كلمة أو محاورة حول موضوع ما بكل حرية، حتى وأن كان ضد الملكة أو الحكومة من أعلى مسؤول فيها حتى أصغرهم، ولم يخشى أحد من الاعتقال أو التنكيل أو الاضطهاد، فقد هضم الشعب والحكومة البريطانية، من قبلها معنى الديمقراطية الحقيقية.
وهنا أستشهد بقصة ظريفة، حين أقترب أحد رجال الشرطة البريطانية، من إحدى السيارات التي ركنها مستمع جالس فيها، بالقرب من منصة الخطيب، الذي أخذ يسب ويشتم الحكومة بأسلوب جارح، وطالبه بإطفاء محركها، كي يستمع المجتمعين الى خطبة بوضوح.

هذه هي الحرية والديمقراطية التي نطمح أن نراها اليوم في العراق، ولست أشير الى الأساليب الرخيصة في السباب والشتم والانتقاص من الاخر، او تسقيط أي طرف لا تتوافق رؤياه مع الأسلوب الذي تتبعه الحكومة.

وهي ليست بالمطلب الصعب، لكل من أدلى بدلوه برأي أو قرار سياسي، فالمشتركات والقضية واحدة، فليس هناك خلاف فيما أعتقد، على مطالب الشعب العراقي بكافة طوائفه وفئاته، ببناء عراق موحد ديمقراطي، خال من الإرهاب أمن للجميع من ناحية، وتطور شامل بكل ما تحمل هذه الجملة من تفاصيل، تكتمل برؤية العراق في مقدمة الدول المتطورة أو على الأقل بمصاف دول لها جزء بسيط، من تاريخ وثروات طبيعية التي أنعم الباري بها على العراق.

مطلب بسيط أن هضم سياسينا ومن هم على رأس السلطة مفهوم الديمقراطية والاستماع لصوت العقل والمنطق، ولا يغيب عن بال أي سياسي أن معظم الشعب العراقي يستمع الى أراء مرجعيته بشكل أسبوعي على الأقل، من على المنابر وفي خطب الجمعة، والتي تمثل ساحة التعبير الحر عن الواقع البائس الذي يعيشه الشعب العراقي اليوم، لذا طالبتهم بالتغيير، عن طريق المشاركة في الانتخابات واختيار الاصلح، مطلب لا غبار عليه.

لكن المواطن البسيط يفاجأ، بالتسقيط السياسي والتشويش الفكري الذي أزدت حدته قبيل القرار الحاسم بالتغيير، من قبل الساسة من مدعي الحرية والديمقراطية، ولا أعلم هل أن مفهوم الديمقراطية في بلدي أختلف عن البلاد الأخرى، أم أن ساستنا أصبحوا بائعي شعارات فاشلين؟

احمد شرار / كاتب واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك