المقالات

المالكي يطلق النار على نفسه !!

2034 2014-03-21

حيدر عباس النداوي

فجأة ومن دون مقدمات استيقظ المالكي من سباته العميق الذي استمر ثمان سنوات كانت شديدة الوطئة على الكثير خاصة السنوات الأربع الأخيرة وهي فترة ولايته الثانية ليجد نفسه في العراق الممزق المتعب وليس في اي دولة أخرى.
استيقظ المالكي في اخر شهر من دورته الانتخابية الثانية ليجد ان كل شيء في العراق يختلف عن موازين الطبيعة وموازين الإنسان الوضعية وعن موازين العيش والحياة في جميع دول العالم دون ان يدرك ان كل ما حل بالعراق في زمنه وليس في زمن اخر... وعدم الإدراك هذا مقصودا ليس الا بدليل ان السيد المالكي عندما انتقد الوضع الصحي والخدمي والأمني والمعاشي لم يشخص الخلل ويضع الحلول لهذا الخلل انما اختزله في نظرية المؤامرة التي تريد النيل منه ومن فرصته في الحصول على الولاية الثالثة.
ليت المالكي لم يكتشف حقيقة دولته التي يطلق عليها دولة القانون وليته لم ينتقدها بمثل هذه الطريقة المجتزئة وليته لم يشخص بعض عيوبها لان حقيقتها عيب متكامل في كل مفصل ومجال وموضع، وما اكتشفه المالكي انما جاء متاخر جدا وقد فات وقت علاجه بعد ان وصل المرض الى كل مفصل وزاوية فبات امر المعالجة مستحيل واصبح لزاما دفن هذه الدولة والبحث عن وليد جديد من شانه ان يعيد الحياة والبهجة الى هذا العملاق الذي تحطم كل شيء فيه.
ان المالكي انما وجه ضربة قاسية الى نفسه واطلق النيار بعيار ثقيل على كل دولته عندما اتهم كل اجهزته بالتقصير والاهمال والخيانة خاصة ما يتعلق بمجال الخدمات والأمن وهذا الاتهام انما يمثل حالة من الارباك وحالة من محاولة الهروب الى الامام والقاء تبعات الفشل على الآخرين وقد نسى المالكي انه اعلن قبل ايام وبلسان فصيح انه المسؤول التنفيذي الاول وانه القائد العام للقوات المسلحة وان كل مفاصل الدولة تحت امرته وقيادته وهذا الاعلان يجعله بوقع المقصر الاول وقبل الجميع.
ان اتهام الاجهزة الامنية بالخيانة والتقصير جريمة كبرى وخيانة لدماء الاف الضباط والجنود الذين سقطوا دفاعا عن العراق والعراقيين ..نعم انا اتفق معك بفساد قادة المؤسسة العسكرية الذين تشرف عليهم مباشرة اما المراتب المساكين الذين يقفون اكثر من عشر ساعات في الواجبات اليومية فهؤلاء فدائيين وضعوا اكفهم على راحة الموت يقودهم تخبط القادة الأمنيين وفشل خطط قادتك المشمولين بالاجتثاث،وقد يبدوا اتهام عمال النظافة بالاهمال والتقصير هم الآخرين امر مضحك مبكي فهؤلاء مساكين يبحثون عن قوت يومهم مثقلين بهموم الفقر والمرض والبؤس لا علاقة لهم بمشاكل الحكومة ومناكفاتها،وما الذي يعمله هؤلاء في دولة لم تتمكن ان تضع خطط حقيقية للاعمار والاسكان ولم تنجح في وضع استراتيجية للاعمار والبناء بعد ان ضاعت مليارات الدولارات في اعمال ترقيعية لم تقدم غير البؤس والخراب.
ان تنصل المالكي عن مسؤولياته وعدم اعترافه بفشله وتحميل الأطراف الاكثر تضحية مسؤولية التقصير تبين حالة التخبط والضياع وعدم الاتزان التي يعانيها وهو يقترب من نهاية دولة حملت عناوين القانون والاصلاح لكنها لم تجلب غير الموت والدمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-03-21
المالكي بكلامه هذا قد اعترف شخصيا بفشل الدوله ومؤسساتها التي يسيطر عليها وهو يحمل الصفات الكثيره والمناصب العديده في هذه الدوله الفاشله والمتهالكه ولكنه يرمي هذا الضياع على غيره كعادته كتفكير الاطفال والطفيلين تماما عندما تسئله عن هذا الفعل يقول لك مواني اني ماعليه هو ذاك والان المالكي يرميها على الباقين وهو ليس له ذنب سوى انه متمسك بهذا الكرسي ويريده لانتفاعه وتسلطه ومن غيره يصبح ذليل ولايسوه بسوك الغنم حتى ببعره الماعز .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك