المقالات

البصرة: حرب الجمل من جديد!..

1635 2014-03-19

حسين الركابي

يبدو إن لغة الحروب، والدمار، واستباحة الدماء، والإعراض، والتخندقات الحزبية لا تنتهي في محافظة البصرة؛ منذ حرب الجمل إلى يومنا هذا، حيث تعاقبت عدة حكومات وأنظمة على العراق، لكن معظمها وضعت البصرة في خانة المصالح الشخصية، والحزبية، كونها تطفو على كنوز الدنيا، و هي بوابة العراق وعاصمته الاقتصادية، وتمتلك طاقات هائلة، وإمكانات تؤهلها إلى إن تكون في مصاف العواصم المتقدمة في العالم من خلال ما تمتلكه من ثروات طبيعية، وبشرية كبيرة. 
البصرة هذه الأم الحنون، أعطت جميع ما تملك إلى أبنائها، وأحفادها، وأشبعتهم رغم جوعها، ولابد للأبناء إن لا يكونوا من العاقين لأبويهم. 
البصرة التي قبعت تحت الحصار المتعمد منذ واقعة حرب"الجمل" واستمر هذا الاستهداف، والتهميش؛ حتى سقوط هبل العراق عام 2003 على يد الاحتلال الأمريكي، حيث ذاقت طعم الحرية، والديمقراطية في الأشهر الأولى من إزالة الكابوس ألبعثي، رغم الجراح التي تحملها من الحقبة السابقة؛ لكن سرعان ما قرعت طبول الحرب عليها، وعاد ذلك المارد الرهيب بحروب شعواء، وتهميش، وإقصاء، وصولات فرسانية، وأهازيج حربية رهيبة، وجعلتها تطفو على انهار من دماء أبنائها أثناء حكم حزبإسلامي، والذي حارب حزبا إسلاميا آخر! 
الشعب البصري الذي قبع تحت حكومة محلية منذ ثمانية سنوات، ولم يتغير من واقعه المتردي، وتحمل الأخطاء الحزبية، والإرباك السياسي، والقرارات المراهقة؛ أفاق من سبات عميق، وقلب المعادلة السياسية في انتخابات مجالس محافظات في نيسان الماضي 2013 حيث قالوا كلمة الفصل، واختاروا من يؤتمن على أرواحهم، ويحافظ على مقدراتهم، وينتشل المؤسسات من الفساد الإداري، والمالي، ويسيرها بشكل منتظم، وخالي من التدخل الحزبي، ويعالج مسألة البطالة، والفقر المستشري في ربوع المحافظة. 
البصرة اليوم تعاني من جفاء الحكومة المركزية، بل من حرب معلنة تشنها عليها ، فما إن انجلت الغبرة عن المعترك الانتخابي في انتخابات مجالس المحافظات؛ حتى شرعت الحكومة المركزية بإتباع أساليب، وتسلك طرق ملتوية، وغير قانونية، وتتحايل على القانون من اجل إن تميل الكفة إلى صالح حزبها، أو ممثليها في المحافظة، الذين رفضهم الشعب البصري، ولم يمنحهم الثقة مرة أخرى، والتي بدأت هذه الأساليب تمارس على البصريين..وكان من خطواتها التآمر على البترو 5 دولار، إلى الاعتراض على إقالة قائد شرطة البصرة، ووصولا إلى الاعتراض على تشكيل الحكومة المحلية، وإفراغ المحافظة من القوى الأمنية، وإرسالهم إلى الفلوجة، والرمادي، وخلق فجوة كبير في الأمن بالمحافظة، التي هي شريان الحياة للعراقيين جميعا...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك