المقالات

السيد المالكي أسقط الشرعية ...

1415 2014-03-18

محمد حسن الساعدي

السيد الجعفري رئيس التحالف الوطني في تصريحه الأخير أشار بصورة واضحة إلى أن سياسية السيد المالكي في إدارة البلاد ، تعد مؤشراً خطيراً على التفرد الذي يقوم به في إدارة الحكومة ، وان قراراته الانفعالية التي يتخذها بمعزل عن القوى السياسية ستوصله إلى نهاية مأساوية ، وسكون مصيره كمصير الكثير من الرؤساء ، والذين أسقطتهم الشعوب في ليلة وضحاها . 
وفي وصفه للسيد المالكي أذا كد : إذا لم يتراجع عن قراراته الانفعالية فاني أخشى عليه من مصير مجهول ونهاية كنهاية مرسي وتصرفه الانفرادي سيجر العراق إلى عواقب غير محمودة. كما أن قرار صرف الميزانية يعد انقلابا على الديمقراطية والدستور، وسقوط للشرعية في العراق ، والمشروع الوطني برمته محذراً الجميع من سقوط الشرعية في العراق ، حيث يؤكد في نهاية "عجبي على شخص لم يحضَ بشرعية إلا عبر البرلمان ويجرؤ على حل البرلمان . 
التصريحات الأخيرة ، والتي جاءت مفاجئة للجمهور ، عكست مستوى الوضع المأساوي الذي يمر به بلدنا ، كما أنها عكست اهتزاز جدار الثقة بين أطراف التحالف الوطني ، وفي مقدمتهم رئيسه السيد الجعفري ، والذي عد إجراء صرف الميزانية دون موافقة مجلس النواب ، انتهاكاً صارخاً للديمقراطية ، وتجاوزاً على الدستور ، والذي شارك المالكي في كتابته ، إذ مثل هذه التصريحات من رجل يحسب على رجال " الدعوة " عكست مدى الامتعاض من السيد المالكي ، وسياسته الهوجاء ، والتي أدخلت البلاد في آتون صراع طائفي ، لا نعلم عاقبته . 
السيد المالكي ومنذ إعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات ، وتراجعه إمام الكتل السياسية الأخرى المنافسة ، وبدأ تصعيداً سياسياً خطيراً ، بدأه في المستنقع الانباري ، والذي كان محرقة للجيش العراقي ، والقوات الأمنية الأخرى ، في ظل حرباً لقتال قوى الظلام هناك ، غير مدروسة سياسياً وعسكرياً . 
بالرغم أن الحرب لم تنتهي ، وما زالت قوافل الشهداء من الجيش العراقي تصل تباعاً ، وبأعداد متزايدة ، حتى فتح جبهة جديدة مع الأكراد ، وافتعال ملف الموازنة السنوية للدولة ، والتي جيء بها متأخرة للمصادقة عليها من البرلمان ، وهي مليئة بالمتناقضات ، والمخالفات القانونية ، وفتحت جبهة ثانية من الأكراد ، وصراع جديد ، وسط تصريحات تسقيطية من الطرفين . 

وما أن بدأت الأمور تسير نحو التهدئة ، حتى سارع إلى فتح جبهة ثالثة مع الصدريين ، والنيل من السيد مقتدى الصدر ، عبر تصريحات لا تعبر عن المسؤولية ، وانتهاج سياسية الوسطية والاعتدال لرئيس حكومة تدعي لنفسها بالديمقراطية . 

لقد اعتمد السيد المالكي في سياسته على أثارة الأزمات ، وربما يعتقد أنها تديم حكمه وتقربه من الولاية الثالثة ، والتي يسعى إليها بشتى الوسائل ، وأشغال الرأي العام وكسب الجمهور إلى صفه ، كما ان شعبنا هو الآخر يسير مع الانفعالات والاثارات والشحن الطائفي ، والمحتقن أصلاً بين مكوناته ( السنة والشيعة ) ،وهذا ما لمسناه في الفترة الماضية إذ وجد السيد المالكي نفسه مُحاصّر بمجموعة من الأزمات السياسية مع السنة والشيعة والأكراد، حيث أقرَّ موازنة مالية رفضها الأكراد، وألغى صلاحيات المحافظات فاغضب الشيعة وفضّ تظاهرات سلمية للسكان السنة غرب البلاد مما تسبب في انسحاب نوابهم من البرلمان .

اعتقد ان السيد المالكي سقط نيابياً ، عندما لم يصادق على الموازنة المالية ، وهذا بحد ذاته رفع للشرعية على الحكومة ، وبالتالي يسعى إلى رفع الشرعية تماماً من البرلمان ، من خلال إسقاطه ، وتهميشه ، وإلغاء إي دور مستقبلي له ، وهذا بحد ذاته ما يهدد الشرعية لحكومة الأغلبية في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك