المقالات

وجهة نظر عن: تأخّر الميزانية والتغيير المطلوب في الانتخابات

1446 18:33:54 2014-03-18

في إطار تحقيق صحفي، طرح الزميل حسين رزاق، المحرر في صحيفة (البينة الجديدة) البغدادية، الأسئلة التالية على مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، نزار حيدر:
السؤال الاول: متى تُقر الموازنة؟ ومن هو السبب في التأخير؟ هل هي مصلحة شخصية ام ماذا؟ السؤال الثاني: الشعب محبط من البرلمان، فمن هو، برأيك، السبب؟ السؤال الثالث: هناك كلام عن تغيير في المشهد السياسي؟ ما هو المقصود؟.
فكانت الأجوبة كالآتي؛
لا أشكُّ في ان المشكلة السنوية التي تصاحب مشروع ميزانية الدولة العراقية كل عام، هي مشكلة حقيقية، سببها الرئيسي، برايي، هو غياب الرؤية الاستراتيجية الاقتصادية الحقيقية للبلد.
اما السبب المباشر لهذه الأزمة، فهو غياب القانون الذي ينظم قضية التخطيط والتحكم وتصدير وتوزيع عائدات النفط في البلاد، والذي نص عليه الدستور في الباب الرابع، المادة () بما يلي: (النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات) على اعتبار ان النفط اليوم هو اهم سبب لهذا الخلاف.
اما المسؤول عن أزمة الميزانية، فهم كما يلي:
اولا: الحكومة العراقية التي لم تتقدم بمشروع قانون النفط والغاز الى مجلس النواب لحد الان، لتشريعه.
ثانيا: تأخر مجلس النواب في المصادقة على الميزانية، لانه ينتظر ان يمررها بالتوافق، وهذه ليست من مسؤولياته او صلاحياته، فالتوافق لا يتم في البرلمان وإنما في الحكومة، اما في مجلس النواب، فينبغي عليه ان يمرر التشريعات في إطار اللوائح والقوانين التي يعمل بها نظامه، فلماذا يعطل البرلمان قانونه الداخلي الذي ينص على ان القوانين يتم المصادقة عليها بأغلبية الأصوات؟ لماذا ينتظر، في كل مرة، ليمررها بالتوافق؟.
ليس هناك اي نص في قوانين مجلس النواب يحتم عليه تمرير تشريعاته بالتوافق، وهنا مكمن الخطا، بل الجريمة، فلابد له ان يقدم مصالح عامة الشعب على مصالح الكتل، مهما كانت.
ثالثا: اما السبب الثالث وراء هذه المشكلة، فهو (الحكومة المركزية زائدا حكومة الإقليم) اي انها مسؤولية تشاركية، فهم لا يُصْدقوننا القول كلما اجتمعوا وتحاوروا وتحدثوا في المشاكل العالقة بين بغداد واربيل، وكلها متعلقة بموضوع النفط، فهو الذي يعرقل إقرار الميزانية.
لا نسمع منهم الا الكلام المعسول والايجابي، وعندما يجدّ الجد تطفح الى السطح كل المشاكل، وكأنهم لم يجتمعوا ولم يتفقوا.
الم يصرح، مؤخراً، المسؤولون في بغداد وأربيل بانهم اتفقوا على كل شيء، وأنهم توصلوا الى حلول لكل المشاكل العالقة؟ فلماذا لم تمرر الميزانية إذن؟ دعوا العراقيين يطلعوا على ما اتفقتم عليه، ليحكموا على ايٍّ منكم يتحمل سبب تأخير إقرار الميزانية، الى متى تتكلمون بالالغاز؟ الى متى تضللون الرأي العام؟ الى متى تتحكمون  بمصير الشعب؟ الى متى يظل مصير البلاد رهن خلافاتكم التي نسمع عنها من دون ان نعرف لماذا؟ وكيف؟.
اما عن سبب احباط الشعب العراقي من البرلمان، فلأنه يراه يهرول لتشريع القوانين اذا كانت تصب في مصلحة الأعضاء بشكل مباشر، ولكنه يسوّف ويؤخّر ولا يهتم كثيرا ويظل يتصارع فيما بين كتله اذا كان التشريع يصب في مصلحة الناس.

نعم، اليوم الكل يتحدث عن التغيير الذي يجب ان نشهده كنتيجة لعملية الاقتراع التي ستجري نهاية الشهر القادم، حزيران، والمقصود به تغيير التركيبة الاساسية لمجلس النواب القادم بما يحقق تغيير الحكومة القادمة من القواعد. بالنسبة للبرلمان، فالمؤمل ان تتغير تركيبته من خلال التصويت لمرشحين يمتلكون قوة في الشخصية وشجاعة في الرأي، لنقلل من سطوة زعماء الكتل، لننتقل بعملية مناقشة التشريعات من الغرف المظلمة التي يسيطر عليها ثلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، الى تحت قبة البرلمان، لنقضي على ظاهرة الدفع باتجاه التوافق في البرلمان الى التصويت حسب القوانين المرعية في النظام الداخلي للمجلس، واقصد به الأغلبية، ما سيحل الكثير من المشاكل ويسهل من عمل البرلمان لدرجة كبيرة.

اما بالنسبة للحكومة، فالمؤمل ان تنتج الانتخابات النيابية القادمة مجلسا تكون فيه الأغلبية المريحة لكتلة جديدة قادرة على تشكيل حكومة تبتعد عن المحاصصة وتبتعد عن الشراكة (التعسّفية) قدر الإمكان، لنضمن وجود معارضة برلمانية، ما يفعّل الدور الرقابي لمجلس النواب، والذي سيساهم بدوره في التقليل من الفساد المالي والإداري، وكذلك يفعّل دوره في التصويت وتشكيل والإشراف على الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة، وهي من صلب مسؤولياته الدستورية، وهو الامر الذي لا وجود له الان البتة، والذي يعد انتهاكا دستوريا خطيرا.
آذار 
للتواصل:
E-mail: nhaidar@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar 
WhatsApp & Viber: + 1 (804) 837-3920

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك