المقالات

الحيرة الانتخابية عند المواطن العراقي

2712 23:27:14 2014-03-03

بقلم محمد ابو النواعير

سنين طويلة مرت على العراق, كان الظلم والموت والدمار هو صنوها؛ حيث الحقوق دائما مغيبة, والظلم هو سيد المواقف, ومحاولة فرض الرأي على الآخرين ولو بإنهاء حياتهم, هو ماكان يمثل الثقافة المقبولة عندي أولي القوة, والسطوة في هذا البلد.
الدنيا تغيرت, ومستوى الوعي السياسي عند الجمهور قد تطور؛ ومُخطئٌ من ظن أننا في العراق نعاني من التراجع السياسي؛ نعم هو قد يكون تراجعا سياسيا, في مورد الممارسة السياسية, وعند فئة معينة محدودة وطارئة على التأريخ؛ وليس هذا ما أقصده بعامل التطور؛ بل ما أقصده هنا هو التطور الحاصل في وعي المواطن العراق, ومقدار استيعابه للمتغيرات التي تطرأ على الساحة, مضاف اليها, صعوبة التعاطي مع هذا المواطن بالأدوات الكلاسيكية التضليلية القديمة, المستخدمة من قبل أغلب رجالات السلطة المتنفذين خارج حدود اطار مفهوم الدولة .
ما كان يحصل في العراق وعلى مدى سنين طويلة , هو محاولة فرض وسيطرة نموذج الرؤيا الحزبية الواحدة , الصحيحة والحق بنظر أصحابها! ومحاولة تهميش كل الرؤى, والأذواق, والأفكار, والعقائد والممارسات؛ والتي كانت في أغلبها, مقبولة في العرف البشري, والوحي السماوي؛ فكانت المصالح والمنافع, تتطلب من أصحاب السلطة, أن يفرضوها بالقوة على الجمهور؛ وأقصد بالقوة, كل انواع القوة الممكنة, مرة بالمال, ومرة بإنهاء الحياة, ومرة بممارسة التضليل, وبكل أساليبه وأدواته الشيطانية.
في أغلب هذه التجارب, كان مفهوم الإستيعابية للآخر المختلف عنا, هو مفهوم مثالي, يثير شهية الإستهزاء عند طبقة التحجر السياسي, والتي تمثلت وبشكل واضح في إطار الشموليات الحزبية, التي تحاول أن تفرض رؤها ولو بالقوة, على الجمهور والشعب؛ بل وتحاول فرضه على أدوات ممارستها للسلطة, منطلقة من إعتبارات إيمانها المطلق, بصحة ما تملكه, وبخطأ ما يملكه الآخر .
وعندما قلنا سابقا بأن الزمن قد تغير, وأن مستوى الوعي السياسي عند المواطنين عموما- الجمهور والنخب- قد تغير وتطور؛ إنما كان مقصدنا فيه, هو ملل وتذمر أصحاب هذا الوعي, من الأطر الشمولية الضيقة, التي تحاول الممارسات السياسية الحزبية فرضها على المواطن, من خلال ممارساتها التي لم نجني منها سوى الفشل .. والفشل فقط .
ليس هناك حل يلوح في الأفق, يمكن للمواطن العراقي أن يطمئن له, سوى سيادة مفهوم الإستيعاب للكل, الإستيعاب بمعناه كمشاركة في الحياة السياسية والإجتماعية؛ الإستيعاب بمعناه الذي يتضمن إلغاء أطر المتبنيات الحزبية والطائفية, والتَوَجّهات الأحادية, في حالة تعاطي القائمين على السلطة مع مفهومي الحقوق والواجبات الخاصة بالمواطن ..
وأخيرا أترككم مع فكرة جديدة, فكرة رائدة تحمل في طياتها الأمل, بغد أفضل نتعايش فيه بسلام : 
( في كلمة لسماحة السيد عمار الحكيم, في معرض أشارته لطبيعة العمل السياسي الذي كان يؤمن به شهيد المحراب(قده)، قدم سماحته تعريفا مهما وجامعا لمعنى التيار السياسي حين قال عن شهيد المحراب : "كان شهيد المحراب يؤمن بالعمل ألتياري وليس العمل الحزبي الفئوي، والعمل ألتياري هو العمل الذي لا يتجاهل التنظيم ولكنه لا ينحصر ولا ينكفئ على التنظيم، وإنما ينفتح على الأمة بكل شرائحها وبكل أطيافها، فهو توفيق بين ما هو تنظيم للأمور، وبين ما هو انفتاح واسع على الأمة.. يبعد الكيان السياسي عن الفئوية الضيقة والحزبية، التي قد لا تسمح للمتصدين رؤية المصالح في المساحات الأوسع منهم. )
محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك