المقالات

تشكيل الحكومة هو الانجاز الاهم

1966 03:24:00 2006-05-21

٫ثم ان امريكا لم تجلب الطائفية الى العراق فهي كانت موجودة وبشكل كبير جدا في زمن صدام ولكن امريكا جلبت حرية التعبير فرغم الاحتلال يمكن لكل مواطن طرح وجهة نظره او رأيه في هذه المشكلة او تلك دون خوف او تردد وبالتالي اصبحت الطائفية السياسية محل بحث ونقاش بين المواطنين . ( بقلم د.حيدر ابو رغيف )

قد تكون الطائفية مقيتة وقد تكون غير مقبولة عند الكثيرين ولكن هي واقع حال موجود لا يمكن نكرانه والحقيقة ان تشكيل الحكومة في الوقت الحالي هو الانجاز الاكبر فرغم كل المصاعب المحيطة ورغم الرواسب المؤلمة من الطائفية والظلم التي ورثت من نظام صدام استطاع العراقيين ان يجتمعوا ويتفقوا على حكومة وحدة وطنية ٫ فلا يمكن ان يتبدل نظام دكتاتوري قمعي مستبد بديمقراطية مثالية خاصة ان الاحزاب في اغلبها هي غير ديمقراطية في نظامها الداخلي ٫ثم ان امريكا لم تجلب الطائفية الى العراق فهي كانت موجودة وبشكل كبير جدا في زمن صدام ولكن امريكا جلبت حرية التعبير فرغم الاحتلال يمكن لكل مواطن طرح وجهة نظره او رأيه في هذه المشكلة او تلك دون خوف او تردد وبالتالي اصبحت الطائفية السياسية محل بحث ونقاش بين المواطنين .

واذا كانت قلوب الكثير من العراقيين تتمزق وهم يراقبون تشكيل الحكومة التي طال انتظارها وتوزيع الوزارات والمناصب بين الكتل والتيارات السياسية الممثلة في البرلمان على اساس طائفي او عرقي وكل كتلة تحاول الحصول على افضل الوزارات فانهم حتما سوف يفرحون عندما تمارس هذه الحكومة مهامها وتسد الفراغ الحاصل عن بطء العملية السياسية في العراق ورغم انها لن تكون ابدا بمستوى الطموح الجماهيري وبحجم التضحيات الجسام التي قدمها العراقيون الا انها الثمرة الاولى من شجرة الديمقراطية العراقية.ففي بلد مثل العراق وبمكوناته العرقية والطائفية وهو خارج من دكتاتورية بغيضة الى احتلال غاشم لا يمكن ان يكون في مثل ظروفه هذه افضل مما كان٫ وان الديمقراطية الوليدة في بلد كانت تحكمه انظمة مستبدة لعقود طويلة لا بد ان تكون ناقصة وغير مثالية وقد يكون الزمن واللحمة الجماهيرية المتينة خير علاج لهذه الروح الطائفية التي تكونت في النظام السياسي الجديد.

وان المطلع على تاريخ الامم والشعوب سيجد ان هناك انظمة استغرقت فترة طويلة لتترسخ فيها الديمقراطية فهي ابتدأت على انها انظمة اشبه ما تكون بالطائفية وتطورت حتى اصبحت ديمقراطيات مثالية ومثال على ذلك الهند حيث انه منذ تاسيس دولة الهند الحديثة عام ١٩٤٩ فان رئيس الوزراء يجب ان يكون من الاغلبية الهندوسية ورئيس الجمهورية يكون من السيخ واستمر هذا الامر طويلا حتى تشكيل الحكومة الاخيرة التي كان رئيس وزرائها من السيخ هو (مانموهان سنغ) ورئيس الدولة من المسلمين هو (اي. بي. جي. عبد الكلام) وتنازل الهندوس عن منصب رئيس الوزراء ودخلت الهند مرحلة يمكن فيها لاي انسان هندي ان يحكم الهند مهما كانت اثنيته او قوميته وهو يدل على ان الهند هي دولة ديمقراطية حقيقية ٫ وهذا ممكن ان يتحقق في العراق اذا تكونت ثقة بين السياسين بعضهم ببعض وكانت هناك النية الصادقة والاخلاص في خدمة العراق .

ويقال في المثل الشعبي (العافية درجات ) حيث ان اتمام الانتخابات وتشكيل الحكومة هو انجاز رغم اني قد التقيت بعدد كبير من العراقيين وهم نادمون لانهم انتخبوا هذه القائمة او تلك وانهم فشلوا في اختيار القائمة المناسبة وهذا صحيح لسببين اولهما ان العراقيين لم يتعودوا الاختيار وممارسة الانتخابات بحرية ٫وثانيهما ان بعض القوائم استخدمت اسلوب اثارة الحس الطائفي او القومي او الديني لكسب اكبر عدد من الاصوات وكانت المنافسة غير نزيهة في بعضها مما شوش على المواطن الذي وجد نفسه امام خيارات صعبة .ان مطالبة طائفة او فئة من احدى الاقليات داخل المجتمع ان يكون لها ممثل في البرلمان او الدولة هو مطلب مشروع لتمثيلهم وقد يحدث حتى في الدول ذات التاريخ الديمقراطي مثل السود في امريكا او المسلمين في بريطانيا ..الخ ولكن على ان لا تكون الطائفية والفئوية هي سمة الانتخابات وكل كتلة تدعي انها تمثل مجموعة من الناس كما يحدث في العراق لان ذلك يكون على حساب الروح الوطنية ويفرز طبقة من السياسين ذوي نزعات طائفية وعرقية غير قادرين على خدمة البلد ولا حتى الفئات التي انتخبتهم بل يبحثون عن مصالحهم الشخصية وما يخص المواطن والوطن فهو ليس من اولوياتهم ولبنان خير مثال علي الطائفية السياسية ومنجزاتها فبعد ١٦ عام عن انتهاء الحرب الاهلية الا انه ما زال يعيش اجوائها. د.حيدر ابو رغيف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك