المقالات

اميركا والعراق (اخفاق ام استراتيجية) ج2

2118 00:15:00 2006-05-21

( بقلم محمد راضي )

الجزء الثاني ( سقوط نظام صدام )... من كان يعتقد أن نظام صدام سوف يبقى الى ابد الدهر هو على خطأ . ومن كان يعتقد ان نظام صدام من القوة بحيث لا تستطيع ازاحته اية قوى اقليمية او دولية فهو واهم . لقد كان نظام صدام وخاصة بعد حرب تحرير الكويت ( كمنسأة النبي سليمان ..ع..) قد اكلته دابة الارض من كل جهة ولا يحتاج الا دفعة صغيرة كي ينهار كل شي رأسا على عقب . وهذا ما حدث فعلا . لقد كانت جوانب الانهيار واضحة المعالم في كل مكان سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا . وقد كنت اقول حينها ان عملية ا سقاط صدام تحتاج فقط الى احتلال القصر الجمهوري ودار الاذاعة والتلفزيون وكان هذا هو السيناريو الاميركي الذي تكرر كمشهد احتلال القصر الجمهوري في 17 تموز 1968 ..

 دخلت القوات الاميركية وسط بغداد يوم 9 نيسان بعد حوالي 20 يوما على بدأ المعارك وقد كان على القوات الاميركية وهذا ايضا جزا ْ من ستراتيجيتها أن تعلن وعلى الفور حالة الطوارىْ والاحكام العرفية ومنع التجوال لمدة مفتوحة غير مقيدة ( ولم يحصل هذا الشى ) حيث تركت الابواب مفتوحة لعمليات السلب والنهب والحرق تحت انظار القوات الاميركية في حالة لم يشهد لها التأريخ في اي بلد مطلقا واستمرت لمدة اكثر من شهر ولم تنجوا منها اية دائرة او مؤسسة او مصنع في عملية اطلق عليها مصطلح ( الحواسم ) ادت الى تهدم البنى الثقافية والاقتصادية والعلمية والمالية لن يستطيع العراق تجاوزها بعد 50 عاما من البناء في شتى المجالات . وكان على الادارة الاميركية ان لا تسارع الى حث مجلس الامن لاصدار قرارا بوضع العراق تحت الاحتلال بل كان من المفروض أن تشكل حكومة طوارىْ انتقالية لمدة كذا شهر تتولى ادارة السلطة واعادة لملمة الاوراق والتهيئة للانتخابات وتعزيز دور القانون لحماية البلد وابنائه . وفي هذا الوقت الذي انهت فيه القوات الاميركية احتلال العراق بسطت اوراقها على المنضدة كي تبدأ عملها الستراتيجي والان ( ماذا بعد سقوط صدام واحتلال العراق ) .

ومما يثير الانتباه حقا انه في الوقت الذي كانت فيه القوات الاميركية تتعرض لبعض جيوب المقاومة في مناطق جنوب العراق من قبل بعض القطعات العسكرية العراقية وقوات ميليشيا مختلفة . بادرت لعقد سلسلة من التحالفات والمشاورات مع جهات معينة في محافظات عراقية اخرى ...؟ في الوقت الذي سمحت وغضت النظر عن دخول الاف المقاتلين العرب من جنسيات عربية عن طريق الحدود السورية والاردنية والسعودية وقد يتبادر سؤال اخر هو كيف تسمح القوات الاميركية لنفسها ان تترك خلفها 3 فيالق عسكرية عراقية بكامل عدتها جنوب العراق وهي تتقدم صوب بغداد...؟ والان وقد سقط النظام الدكتاتوري يوم 9 نيسان وهرب ( صدام وقيادته..! ) ولم يمت احد منهم او يعتقل ماذا ستفعل الادارة الاميركية وقوات احتلال في المرحلة القادمة...؟

محمد راضي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك