المقالات

دور ومستقبل الدكتور اياد علاوي في الحياة السياسية العراقية

3238 21:21:00 2006-04-19

وهناك امرا اخر انعكس سلبا على علاقة الدكتور اياد علاوي مع الشيعة ، اذ دخل في إستراتيجية جديدة للولايات المتحدة بهدف الخروج من المازق العراقي بالاعتماد على حزب البعث من خلال الضغط الأمريكي على الشيعة الذين تصفهم بالمتشددين في الحكومة العراقية، قراءة نقدية تحليلية ( بقلم : جواد النادر )

لا يرى الدكتور اياد علاوي حرجا او خجلا من تعاونه مع وكالة الاستخبارات الأمريكية وغيرها من أجهزة المخابرات ، وانه يحتفظ بعلاقات مع خمسة عشر جهاز مخابرات مختلف في المنطقة والعالم ، وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز عن مسوؤل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية ، ان علاوي سبق له العمل مع الوكالة في مطلع السبعينات من القرن الماضي .وعلق متحدث باسم البيت الأبيض على اختيار الدكتور اياد علاوي لرئاسة الحكومة العراقية ، انه قطعا قائد جيد ويتمتع بتأييد واسع من العراقيين ، وقال مسوؤل في الادارة الأمريكية اننا سعداء بهذا الاختيار ونعتقد انه سيكون رئيسا جيدا للوزراء وانهم مسرورون وسعداء بالصفات التي يتمتع بها والتاييد الذي يحظى به.وفي الوقت الذي كانت فيه تتردد الإنباء عن اختيار الدكتور اياد علاوي لرئاسة الوزراء تحدثت الصحف البريطانية عن علاقته بالمخابرات الأمريكية والبريطانية ، ومن هذه الصحف الاندبندنت البريطانية التي اشارت الى ان مهمة الدكتور علاوي الذي يرتبط بجهاز المخابرات البريطانية ان يقنع العراقيين والعالم ان الاحتلال قد انتهى على الرغم من وجود الاف الجنود الأمريكيين على الأرض العراقية ، فضلا عن محاولة إقناع الدول الاخرى ان اياد علاوي سيقود حكومة مستقلة وهذا صعب أمام العلاقة التي تربطه مع المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات البريطانية ، وان هذه الصلات القوية مع الغرب قد تضعف مكانته وسمعته بين العراقيين ، وقد يكون اختياره لرئاسة الوزراء انه يحقق التوازن بين الأطراف العراقية الداخلية ، سواء كانت داخل المجتمع الشيعي او حتى مع السنة الذين يشعرون بالتهميش في ذلك الوقت .وقد اشرنا الى هذه العلاقة لأننا ندرك انه لا يمكن الحديث عن الدور السياسي للدكتور اياد علاوي دور الحديث عن علاقاته بالغرب وأجهزة مخابراته ، لأنها تنعكس حتما سلبا او إيجابا على دوره السياسي.وقد راهنت الولايات المتحدة على علاوي ليس بوصفه شيعيا علمانيا فقط ، بل لمواجهة النفوذ المتزايد لرجال الدين الشيعة ، لكي تتمكن من خلاله احتواء الشيعة ، وتقدم خيار أياد علاوي بعد فشل رهانها على الدكتور احمد الجلبي ، وحاولت ان توظفه كجسر للعلاقة مع المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني ، ولكن هذه المحاولة فشلت بسبب إدراك ومعرفة السيد السيستاني خطورة التعاطي مع أياد علاوي الذي يرتبط مع الولايات المتحدة بعلاقات وثيقة .وهذا السياق من العمل السياسي بالتأكيد انه ينعكس على الدور السياسي والأداء السياسي لعلاوي .ومع كل ذلك ومع معرفة المواطن العراقي والمواطن الشيعي بهذه العلاقة والحديث عنها ، احتفظ الدكتور علاوي بمكانة لدى المواطن العراقي ، وأصبح خيارا مهما في الساحة العراقية وتمكن ان يحصد أربعين مقعدا في الجمعية الوطنية ، وهذا يعد نجاحا كبيرا ، بل أصبح من المتوقع ان يكون له نصيب اوفر في الانتخابات الاخرى التي جرت في كانون الأول عام 2005 .وجاءت النتائج عكس ما كان متوقعا فقد تراجعت مكانته ، بل أدت سياسته الى اصطدام وتقاطع تام بينه وبين الشيعة كمجتمع وكقوى سياسية ، وهذا الأمر يحتاج الى وصف وتحليل لمعرفة ما السياسة وما المواقف التي اعتمدها الدكتور اياد علاوي والتي أدت به الى هذا الموقف : وبخصوص ذلك نقول :• تعامل الدكتور اياد علاوي في فترة رئاسته للحكومة مع التيار الصدري بعنف شديد قد لا يجرئ التعامل بمثله لو كان رئيس الوزراء من السنة ، كان عليه ان يكون مرنا ، ويبحث عن الخيارات السلمية وقنوات الحوار ، وهذا الأمر انعكس بشكل كبير على شعبيته ومكانته بين الشيعة ، ويبدو جليا ان تعامله مع انتفاضة التيار الصدري بهذه الطريقة هو جزء من الأجندة الأمريكية التي تنظر الى حركة الصدر وانتفاضته بنظرة مختلفة عن نظرتها الى الأعمال العسكرية التي تجري في المناطق السنية ، اذ ترى الولايات المتحدة ان للسيد مقتدى الصدر أجندة سياسية وعسكرية تشكل تحديا كبيرا للاستراتيجية الأمريكية في العراق ، وان هذه الأجندة اكبر من ان تتسع لها برامج الحكومة وبرامج الزعامات السياسية القائمة في العراق ، لذلك فإنهم كانوا مصرين على عدم إعطاءه فرصة لتحقيق انتصارات في مواجهته مع القوات الأمريكية ومع الحكومة العراقية .• وهناك امرا اخر انعكس سلبا على علاقة الدكتور اياد علاوي مع الشيعة ، اذ دخل في إستراتيجية جديدة للولايات المتحدة بهدف الخروج من المازق العراقي بالاعتماد على حزب البعث من خلال الضغط الأمريكي على الشيعة الذين تصفهم بالمتشددين في الحكومة العراقية، وتأتي هذه الخطوة الأمريكية ضمن خطة متعددة المسارات من ضمنها فتح الحوار مع بعض القيادات البعثية ، وقد تحرك علاوي ضمن هذا المسار أيضا لفتح قنوات اتصال مع القوى السياسية والدينية السنية من جهة ، ومع البعثيين من جهة أخرى لتكوين تحالف يضم الشيعة العلمانيين والسنة العرب لمواجهة ما يسمونه المد الإيراني في العراق والوقوف بوجه المرجعية الدينية في النجف الاشرف .وتأتي الحساسية في هذا الأمر من عدم تقبل الشيعة لموضوع عودة البعثيين من جهة ،فضلا عن ان الدكتور اياد علاوي اغفل ان البعثيين الذين عادوا الى العمل هم من السنة وتحت دوافع طائفية وليس عقائدية .لذلك جاءت نتائج الانتخابات الأخيرة ليس وفق ما كان يريد او وفق ما كانت الولايات المتحدة تريد وترغب ، وتراجعت مكانة الدكتور اياد علاوي ، وأصبح غير قادر او مؤهل لقيادة المرحلة الجديدة ، وبالتأكيد ان الأمريكان يتحملون الجزء الأكبر من المسوؤلية بسبب سياستهم ودفعهم للدكتور اياد علاوي للسير وفق هذه السياسة الخاطئة مع الشيعة .وفي مقال للكاتبة نعومي كلاين في صحيفة الجارديان تقول ان فوز الائتلاف في الانتخابات يعارض الوجود والسياسات الأمريكية ، وترى ان الناخبين وجهوا لطمة للولايات المتحدة عندما أطاحوا باياد علاوي الذي عينته ، وان تصويت العراقيين لصالح الائتلاف يعني التصويت لصالح مغادرة قوات الاحتلال من العراق ، وصوتوا ضد سياسة السوق الحرة التي تريد الولايات المتحدة تطبيقها في العراق . وفي مقال نشر في صحيفة التايمز وصفت فيه الكاتبة السيد السيستاني بأنه أقوى رجل في العراق ، وتوقعت انه سيكون له اثر كبير على مصير العراق وان تاثيره يفوق ما يتمتع به كل الساسة العراقيين والقوات الأجنبية مجتمعين ، وان فوز القائمة التي يدعمها سيلعب دورا رئيسيا في تحديد ملامح الدولة العراقية المقبلة .ان الاستشهاد بهذه الأمثلة لنؤكد ان نتائج الانتخابات جاءت مخيبة للآمال من وجهة نظر الولايات المتحدة ، ومن هنا دفعت الأمور إلى اتجاهات أكثر تعقيدا وساهمت في عرقلة العملية السياسية ، وجعلت من الدكتور اياد علاوي يواصل سياسته في تنفيذ الأجندة الأمريكية ويدفع هو الثمن ويدفع معه الشعب العراقي ثمن عدم الاستقرار والخلل في الوضع الأمني ، ولم يستفد الدكتور اياد علاوي من التجربة السابقة وزج في خطأ اكبر وفي مواقف أكثر خطورة ، وبدء بسلسلة من المواقف والاعتراضات ، اذ قاد حملة محلية ودولية للتشكيك بنتائج الانتخابات وشكل كتلة مرام المعترضة على نتائج الانتخابات ، وبعدها جاءنا بصيغة المشاركة الوطنية والاستحقاق الوطني ، ثم بصيغة مجلس الأمن القومي ، ثم المشاركة بالاعتراض على تولي الدكتور إبراهيم الجعفري رئاسة الحكومة الجديدة وألان أخرها بل وأخطرها الدعوة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني ، والهدف من وراء كل هذه المواقف إضعاف دور الشيعة في الحكومة المقبلة والالتفاف على نتائج الانتخابات ، وفي هذه الأثناء وبسبب تأخير تشكيل الحكومة وبسبب تصعيد العمليات الإرهابية دفع الشعب العراقي الدماء الزكية الطاهرة ، ودفع ثمن لذلك أمنه وحريته ومستقبلة . وفي الختام اضع التصورات والاراء التالية امام الدكتور اياد علاوي وامام السياسيين والمراقبين :*على الرغم من الخطاب الوطني مقبول ومؤثر ، لكن يجب ان لا نقفز على الواقع ، فان المجتمع العراقي تكتل حول محاور واتجاهات قومية وطائفية ، وهي حقيقة لا يمكن تجاوزها او القفز من فوقها ،لذلك فان علاوي لا يمكن له ان يراهن على قوة جماهيرية فاعلة ومؤثرة وعلى سياسيين لهم جذور وعمق في الوطن خارج محيط الشيعة ، بل يمكن ان نقول ان خطابه الوطني سيظل ناقصا وغير مؤثرا إن لم يحقق القناعة ويمنح الحماية والدعم لأبناء جلدته .هذه الحقيقة أغفلها الدكتور اياد علاوي .* إن هناك خياران يتنافسان في الوسط الشيعي هما الخيار الديني والخيار العلماني ، وقد قاد الدكتور علاوي الخيار العلماني من خلال الاصطدام والقطيعة مع الخيار الديني المتنامي ، كان من المفروض ان يبحث عن مشتركات ونقاط التقاء .* أستطيع ان أراهن ان الأصوات التي حصدها علاوي في الانتخابات كانت في الأرجح من الشيعة ، وعليه ان يدرك ان ألان وفي المستقبل لا يمكن ان يراهن على أصوات السنة وخاصة بعد ان قدموا مرشحيهم . وقد اغفل الدكتور علاوي هذه الحقيقة .وفي الحقيقة لا يحتاج الى موقف مثل موقف جبهة التوافق في امر توزيع المناصب ليدرك هذا الأمر .* ان الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها الشيعة وبمشاركة من القوى السياسية والدينية السنية ، أخذت منحى طائفي خطير وارتكبت جرائم وانتهكت مقدسات وهجرت عوائل ، جعلت المواطن الشيعي يعيش حالة من الحرب الاهلية ، لذلك فهو يبحث عن منقذ له فوجد ضالته في الاحزاب الدينية وفي الائتلاف ، وعبر ذلك بصيغة ديمقراطية ، فلماذا يدفع ثمن ذلك الموقف ، ثم كيف يشارك الدكتور اياد علاوي في مؤامرة خطيرة ترتكب ضد الشيعة ، اذ يدور ألان في الشارع العراقي ان الشيعة يدفعون ثمن عدم دعمهم للدكتور علاوي ، أي انهم وراء فشل المشروع الأمريكي في العراق ، فكيف تبني مستقبلك السياسي بالاعتماد على جريمة ومؤامرة ترتكب ضد الشعب .* كان من المقبول ان يتعامل علاوي مع نتائج الانتخابات بواقعية ليكون جزء من المرحلة القادمة ويمكن ان يشق طريقه من بين هذا الوسط ومن خلاله .مضامين وتصورات نهائية:ـ أدعو الدكتور اياد علاوي إلى إعادة النظر بسياسته السابقة وأجراء تقييم علمي للمرحلة .ـ ان يعود الى مكانه الطبيعي بين شيعته ويقبل بالدور والاستحقاق الذي حصل عليه ألان ، وبالقابل على الشيعة ان يفتحوا له الأبواب ، فالمصلحة الوطنية وحاجة وامن المواطن العراقي تتطلب ذلك .ـ ان يسهم في رسم اتجاهات سياسة أمريكية جديدة في العراق ، ولا ان يكون منفذا فقط ، اذ وقعت السياسة الأمريكية بأخطاء وتناقضات مع شعارات مكافحة الإرهاب والديمقراطية .وأصبحت هي داعمة للإرهاب .ـ ان يسهم في تعجيل العملية السياسية وفق نتائج الانتخابات ، وان يكف عن طرح المشروعات والأفكار التي قد تجر البلاد الى حرب أهلية مدمرة .هذه قراءة نقدية وليس الهدف من وراءها التجريح ارجو قبولها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك