التقارير

هل تم اغتيال أبو عبيدة؟لماذا سارع قادة الاحتلال لاستغلال الخبر؟


في 30 أغسطس/ آب المنصرم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ "محاولة اغتيال" استهدفت المتحدث باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة "أبو عبيدة"، دون أن يؤكد الخبر في حينه.

وفي اليوم التالي، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك نفذا عملية مشتركة بمدينة غزة، نتج عنها مقتل "أبو عبيدة"، المتحدث باسم كتائب "القسام" في القطاع".

جاء ذلك بعد يومين من بيان أبو عبيدة، يوم الجمعة الماضية، الذي اعتبر أن "مدينة غزة ستزيد فرص أسر المقاومة الفلسطينية لجنود إسرائيليين آخرين"، واصفًا رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزرائه بـ"مجرمي الحرب".

ولم تصدر حركة حماس، حتى الآن، بيانًا رسميًا تؤكد فيه أوتنفي اغتيال أبو عبيدة، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، إن "تل أبيب تنتظر النتائج"، مضيفًا: "لاحظت أن إعلان حماس تأخر قليلًا. يبدو أنه لا يوجد من يطلعنا على هذا الأمر" حسب تعبيره.

في الوقت الذي سارعت فيه إسرائيل لاستغلال هذا الأمر في الدعاية العسكرية والسياسية لحكومة نتنياهو، فإن عدم تعليق حماس على هذا الأمر يطرح تساؤلات حول حسابات الحركة، التي تجعلها "تفضل خلق حالة من الترقب وعدم اليقين بشأن اغتيال أبو عبيدة"، بحسب مراقبين.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل استهداف أبو عبيدة، إذ أعلنت إسرائيل اغتياله أكثر من مرة، وتبين لاحقا أنه لا يزال على قيد الحياة.

وبينما تحاول إسرائيل توظيف الإعلان عن اغتيال أبو عبيدة، كـ"نصر عسكري وسياسي"، هناك آراء ترى أن تل أبيب "تعاني من فشل استخباري وعسكري جعلها تبحث عن أي انتصارات حتى إذا كانت فردية، فبعدما وضعت أهدافا للقضاء على حماس بصورة كاملة خلال فترة قصيرة، لم تتمكن حتى الآن، بعد نحو عامين، من تحقيق أهدافها، بل وأصبحت تبحث عن انتصار مثل اغتيال أبو عبيدة أو أي من قادة حماس.

لم تكن رغبة إسرائيل في اغتيال أبو عبيدة، وليدة اللحظة أو حتى نشأت بعد اندلاع حرب غزة الحالية، وإنما كان هدفا للاستخبارات الإسرائيلية قبل الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وعندما بدأت الحرب، أصبح أبو عبيدة، هدفا غامضا وبعيد المنال عن الجيش الإسرائيلي، حسبما ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، الذي أشار إلى أنه كانت هناك محاولات متكررة لاغتياله، لكنه تمكن من النجاة.

وكان أبو عبيدة أحد المسؤولين الميدانيين في "كتائب القسام"، منذ العام 2002، وذاع صيته بعد عملية "طوفان الأقصى".

تولى أبو عبيدة، منصب المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس عام 2004، وكانت أبرز محطاته ظهوره ملثمًا للإعلان عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

بعد ذلك الحين، تم استهداف مبنى ضخم كان يقيم فيه، لكن محاولة اغتياله لم تنجح، وهو الأمر الذي تكرر مرات عدة، منها المرة الأخيرة التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي ولم تؤكدها حماس، حتى الآن.

كنيته ترجع إلى اسم أبي عبيدة بن الجراح، الصحابي والقائد العسكري، الذي كان أحد أصحاب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وعقب "طوفان الأقصى"، قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الاسم الحقيقي لـ"أبو عبيدة" هو حذيفة الكحلوت، لكن حماس، لم تعلق على هذه الادعاءات.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن أبو عبيدة، ينحدر من قرية نعليا في غزة، التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وكان يعيش في جباليا، شمال شرقي غزة.

وجرت محاولة اغتياله في عامي 2008 و2012، إضافة إلى العملية الأخيرة التي أعلنت عنها إسرائيل، أول أمس السبت.

ووُصف أبو عبيدة، في العديد من الأشعار الفلسطينية واشتهر على وسائل التواصل الاجتماعي بـ"المُلثم".

وأصبح أبو عبيدة، إحدى أبرز وسائل الحرب النفسية، التي تستخدمها حركة حماس ضد إسرائيل، كما تحول إلى "رمز" للكفاح الفلسطيني المسلح بين الشعوب العربية والإسلامية والعديد من دول العالم الأخرى الداعمة للشعب الفلسطيني ضد إسرائيل.

ولهذا السبب، فإن الإعلان الإسرائيلي عن اغتيال أبو عبيدة هزّ الأوساط المتابعة للصراع خاصة الداعمين للقضية الفلسطينية، رغم أنه لم يتم تأكيده حتى الآن، وأصبح السؤال الأقرب إلى الأذهان.. هل تعلن حماس اغتيال أبو عبيدة، أم يخرج هو في بيان رسمي ينفي مقتله ويتوعد إسرائيل؟.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، حتى نهاية آب/ أغسطس المنصرم، تسببت الحرب على غزة باستشهاد نحو 63 ألف مواطن فلسطيني، إضافة إلى نحو 160 ألف مصاب، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك