التقارير

كهرباء العراق: لا منصة عائمة ولا غاز تركماني وخيارات الإنقاذ "مجمدة"


رغم الوعود الحكومية المتكررة، يدخل العراق مجددًا ذروة الصيف بأزمة كهرباء خانقة، تكشف هشاشة التخطيط وضعف التنفيذ في واحد من أكثر الملفات حساسية وارتباطًا بحياة المواطنين. وبينما تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية في بعض المحافظات، يبقى العجز في إنتاج الكهرباء رقمًا ثابتًا في المعادلة، تتغيّر حوله التصريحات والمبررات دون أن يطرأ تحسّن ملموس على أرض الواقع.

الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، وفي منشور له على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، تابعته "بغداد اليوم"، أكد أن الوعود الحكومية في ملف الكهرباء لم تتحقق هذا العام، متحدثًا عن فجوة هائلة في الإنتاج، ومشاريع متأخرة، وإجراءات بقيت حبيسة الورق.

وأوضح أن القدرة الفعلية المتاحة حاليًّا في منظومة الكهرباء الوطنية تبلغ نحو 25 ألف ميغاواط، في وقت يُقدَّر فيه الطلب خلال أوقات الذروة بأكثر من 48 ألف ميغاواط، مما يعني أن العجز يقارب 23 ألف ميغاواط، بنسبة تتجاوز 48% من إجمالي الطلب. هذا الواقع، برأيه، يعكس إخفاقًا متكررًا في سد الفجوة المزمنة رغم الخطط المعلنة.

وبيّن أن ميناء خور الزبير ما زال غير مهيأ لاستقبال سفن الغاز المسال، بسبب عدم اكتمال أعمال مدّ أنبوب بطول 40 كيلومترًا لربط المنصة العائمة بشبكة الغاز الوطنية قرب شط البصرة، وهو مشروع يحتاج إلى شهرين إضافيين على الأقل.

كما أشار إلى أن العراق لم يستورد حتى الآن منصة عائمة لتحويل الغاز السائل، ولا سفينة تغويز متخصصة، مشددًا على أن تجهيز هذه الوحدات يستلزم وقتًا طويلًا وإجراءات فنية وتعاقدية معقدة.

وفي ما يتعلق باتفاق الغاز مع تركمانستان، ذكر أنه لا يزال خارج نطاق التنفيذ، وأن المفاوضات جارية لاختيار شركة وسيطة لضمان إيصال الغاز بشكل منتظم، وسط استمرار الترتيبات المالية داخل المصرف العراقي للتجارة، دون وجود موعد مؤكد لبدء الضخ.

وفي ملف المحطات العائمة، قال إن العراق لم يستفد حتى الآن من خيار البواخر التوليدية مثل بوارج "كارباورشيب" التركية التي يمكن أن تضيف 590 ميغاواط للشبكة خلال أشهر الصيف، معتبرًا ذلك تقصيرًا واضحًا في اللجوء إلى الحلول السريعة.

كما نوّه إلى أن استخدام الطاقة الشمسية المنزلية ما زال محدودًا رغم تراجع أسعار الألواح عالميًا، مشيرًا إلى أن الكلفة ما تزال مرتفعة بالنسبة لشريحة واسعة من المستهلكين، ما يجعل هذه التقنية خيارًا نظريًا في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي.

وبحسب مراقبين، أزمة الكهرباء في العراق لم تعد مسألة فنية أو لوجستية فحسب، بل تحوّلت إلى معضلة مزمنة تتكرر كل صيف، وتضع ملايين المواطنين أمام واقع يومي قاسٍ. فحين تتوالى الخطط من دون تنفيذ، وتبقى المشاريع معلّقة بين الوعود والإجراءات، يصبح الانتظار هو الثابت الوحيد. ومع دخول العراق ذروة الاستهلاك، تبدو الحاجة إلى قرارات سريعة وفعالة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لأن الصيف لا ينتظر، والناس لم تعد تطيق العيش في الظلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك