التقارير

ما هو لغز منع استخراج الغاز الطبيعي في العراق؟!

1246 2023-08-03

عدنان جواد ||

 

الغاز الطبيعي فيه خصائص تختلف عن مصادر الطاقة الاحفورية، ببساطة العمليات الصناعية اللازمة لاستخراجه مقارنة بالنفط، وكذلك ملاءمته للبيئة بسبب انخفاض الانبعاثات السامة الناتجة عن عملية تصنيعه، فضلاً كونه اكثر كفاءة من النفط والفحم في توليد الطاقة الكهربائية ناهيك عن رخص ثمنه، مما يجعله احد اسباب التطور في الكثير من الصناعات، مثل صناعة الحديد والصلب.

ويبلغ متوسط انتاج العراق من النفط الخام نحو( 4,65) ملايين برميل يومياً ، ولا يزال العراق يحرق جزءاً كبيراً من الغاز المستخرج مع النفط الخام لعدم توفر المنشآت اللازمة لمعالجته وتحويله الى وقود للاستهلاك المحلي او التصدير، ويبلغ العراق في الترتيب (7) ضمن الدول التي تمتلك احتياطي الغاز الطبيعي المؤكد(6,400 ) مليار متر مكعب حسب تقديرات عام 2012 حسب ويكبيديا، ويحرق العراق سنوياً ما يقدر بنحو(18) مليار متر مكعب من الغاز المصاحب للنفط، وهو الجزء الاكبر من الثروة الغازية في البلاد، والغاز الطبيعي الحر، ويتمثل بحقول معروفة ومكتشفه مثل حقل عكاز في الانبار، وحقل السيبة في البصرة، وحقل المنصورية في ديالى، وان حرق الغاز يسبب مشاكل بيئية واستيراد ما قيمته (5) مليار دولار سنوياً من ايران ومشاكل الانقطاع وتسديد المبالغ.

اما احتياطي  الغاز الطبيعي في العراق يقد ب(132 ) ترليون قدم مكعب حسب منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، فما هو اللغز في فشل العراق في الاستثمار في الغاز الطبيعي وحتى المصاحب ، وفي الآونة الاخيرة بدأت الحكومة الحالية بعقود الاستثمار مع شركات عالمية حسب ما تقول، واغلب المحللين السياسيين واصحاب الاختصاص ان حل اللغز مرتبط بسيطرة الجانب السياسي على الجانب الاقتصادي، وان اغلب مشاكل البلد هي في الخلافات السياسية، ونرى في هذه الايام التسقيط الذي بدا مبكراً قبل الانتخابات، وطرح قضية الحدود مع الكويت، وفرض الارادة الخارجية بدعم داخلي ، والجندر وارتفاع سعر الدولار ، وانقطاع الكهرباء وتخريب المحطات واستهداف الابراج الكهربائية.

وان اسباب تخلف صناعة الغاز يمكن اجمالها بما يأتي:

1ـ كما قلنا في السطور المتقدمة التأثير السياسي وسيطرته على الجانب الاقتصادي.

2ـ ان المنشآت العاملة في مجال صناعة الغاز تعاني من نقص التكنلوجيا، وخاصةً في مجال المعالجة الحقلية للغاز المصاحب.

3ـ الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن الشركات العاملة في صناعة الغاز الطبيعي.

4ـ عدم اقبال الشركات العالمية في الاستثمار في مجال الغاز للمشاكل الامنية والكومشينات  والروتين والتعقيدات الادارية.

5ـ انخفاض حجم الاموال في الموازنات السابقة المخصصة لتأهيل وتطوير منشآت الغاز الطبيعي في ظل ارتفاع كلفة اقامة المنظومات المتكاملة للغاز الطبيعي.

6ـ تآكل وتلف انابيب نقل الغاز الطبيعي، وضعف السيطرة والاشراف والمراقبة، فالنفط يسرق يومياً فكيف بالغاز؟!

7ـ التدمير الذي تعرضت له البنى التحتية لصناعة الغاز الطبيعي بسبب الحروب والعمليات العسكرية ، في حروب النظام السابق وما تبعها وبسبب الارهاب ودخول تنظيم داعش للمحافظات التي تحتوي على احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي الحر.

هذه الكويت احتياطي الغاز لديها نصف ما لدينا  لكنها تنتج اكثر منا، وان الطلب على الغاز سوف يزداد بمقدار (14%) عن ما موجود حالياً، فوضع تطوير صناعة الغاز في العراق مرهون بالإرادة السياسية، والحكومة الحالية في موضع اختبار صعب فأما تفرض ارادتها وتبين الجهات التي تعطل صناعة الغاز وتسميها بالاسم، وتثبت قدرتها في تخطي العقبات التي تواجه صناعة الغاز، وتحل اللغز بتوفير التكنلوجيا والبنى التحتية اللازمة، وتوفير الحماية للشركات العاملة، واستقطاب شركات اخرى منافسة من روسيا والصين وغيرها، والاستفادة من الخبرات الفنية التي تمتلكها، واشراك كوادرها في دورات تخصصية في داخل وخارج العراق لزيادة الخبرة لديهم، للإسراع في التطوير والتأهيل، وتمتين العلاقات مع الدول المجاورة وتبادل المصالح والتي يمكن ان تكون ممر للغاز العراقي من اجل تصديره في قادم الايام، او سلوك المهادنة والمجاملة ويبقى الحال على ما هوعليه ويبقى لغز منع استخراج الغاز الطبيعي مستمراً ، وتبقى الكهرباء غير متوفرة اثناء الحر الحارق والبرد القارس والسبب معروف هو الارادة السياسية.

 

·        ملخص من

ــ بحث صناعة الغاز الطبيعي في العراق الواقع والتحديات والافاق.

ـ د. زمن راوي سلطان

ـ د. حسن عبدالله احمد

الباحث عباس فضيل عطيوي.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك