التقارير

ساعة ونصف الساعة بين ماكرون ورئيسي ..ماذا حدث ؟


متابعة ـ محمود الهاشمي ||

 

حثّ علي السيد الخامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أمس الأحد، الحكومة على «البقاء على اتصال» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا على ضرورة «الحفاظ على التعاون» وعلى أنه «لا مشكلة في توقيع اتفاق مع الوكالة».

يأتي التصريح المهم الأخير للسيدالخامنئي على خلفية تطوّرات ملحوظة في هذا الملف، فإعلان الوكالة عن وجود «تقدم» في التعاون مع إيران، يشير بالضرورة إلى قيام طهران بخطوات في اتجاه الوكالة، عبر استئناف الاتصالات معها بعد تقييدها بشدة وفصل كاميرات المراقبة عن منشآتها النووية العام الماضي، وخطت الوكالة بدورها خطوة في اتجاه طهران حيث قررت إغلاق ملف بشأن وجود مواد نووية في أحد ثلاثة مواقع غير معلن عنها، لكنها، في الوقت نفسه، أكدت أن الجمهورية الإسلامية زادت مخزونها من اليورانيوم المخصّب في الأشهر الأخيرة «بشكل كبير».

يضاف إلى ذلك حديث الصحف الإيرانية عن توجه لكبح التوتر والسير على خط التهدئة بين إيران والولايات المتحدة، مقابل مرونة مقابلة من أمريكا قد تسمح بالعودة إلى الاتفاق النووي.

يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو رئيس إحدى الدول الموقّعة على الاتفاق النووي الذي أوقفته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد وجد فرصة لتحريك الموقف الأوروبي أيضا في هذا الاتجاه، حيث قام بالاتصال بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أول أمس السبت، في مكالمة استغرقت 90 دقيقة.

يتزامن هذا، على صعيد المنطقة العربية، مع إشارات إيجابية متبادلة عبر استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، والعمل على تحسين علاقات إيران مع دول عربية أخرى مثل مصر، وقد رأى السفير السابق لطهران في لندن، جلال ساداتيان، أن ما يحصل تعبير عن اقتراب «دوائر مختلفة» من نتائج، رابطا بين اتصال ماكرون وزيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق، التي قال إنها حملت مقترحات أمريكية وأوروبية.

الصيغة التي تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حسب باحث في معهد «القدس للاستراتيجية والأمن» هي «الأقل مقابل الأقل» بمعنى أن إيران ستواجه مطالب أقل صرامة في الموضوع النووي، مقابل إزالة جزئية للعقوبات الاقتصادية، ويربط البحث الآنف، أيضا، هذا التوجه، بانشغال واشنطن على جبهات أخرى، في أوكرانيا والصين، وبترددها في استخدام القوة ضد برنامج إيران النووي.

ويبدو ً أن المصالحة مع إيران أقل كلفة من مواجهتها، ويمكن أن يندرج في هذا السياق أيضا التغيّر الذي طرأ بما يخص التعامل مع النظام السوري.

يبدو أن لقاء «الدوائر المختلفة» يصبّ في صالح السياسة الإيرانية، وأن الأسلوب الذي تتبعه الإدارة الأمريكية، لتخفيف وطأة هذه السياسة على دول الخليج العربي، والسعودية خصوصا، هو التقارب معها بخصوص نقل التكنولوجيا النووية، والتخفيف من غضب إسرائيل، عبر الضغط على الرياض للتطبيع معها.

إحدى الصحف الإيرانية اعتبرت اتصال الرئيس الفرنسي برئيسي «عودة الحمقى» لكن الأغلب أن ما يجري يتضمن تقبّلا أمريكيا وخليجيا وإيرانيا لإعطاء دور أكثر فاعلية للرئيس الفرنسي، مقابل خدماته في تحسين إمكانيات عودة الاتفاق النووي، عبر تحصيل مكاسب سياسية واقتصادية مع إيران، وهو ما يمكن أن ينعكس تعاونا إيرانيا ـ فرنسيا في ملفّات أخرى، كالملف اللبناني

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك