التقارير

صفعة دبلوماسية سعودية لوجه السفير الأميركي الجديد (مايكل راتني)قراءة وتحليل

1536 2023-04-27

حازم أحمد فضالة ||

 

    تسلمت السعودية اليوم، أوراقَ السفير الأميركي الجديد عندها، السيد (مايكل راتني)، بعد أن صادق مجلسُ الشيوخ الأميركي على تعيينه سفيرًا في السعودية، لكن! كيف جرى العرف الدبلوماسي في تسلّم أوراق الاعتماد؟ ولماذا هذه الحركة السعودية الجديدة؟ وما ربطها في دراساتنا التي أشرنا إليها؛ بضرورة أن يُخَفِّض العراقُ تمثيلَه الدبلوماسي مع الغرب، تخفيضًا تبادليًّا؟

    قبل البدء، نعيد التذكير بدراستنا هذه المعطوف عليها، تحت عنوان:

العالم الجديد ما بعد حرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني (ج3- الأخير)(ماذا تريد أميركا - التوصيات) في: 31-تشرين الأول-2022

    ذكرنا بها في النقطتين: (1، 2) من فقرة: (التوصيات للدولة العراقية):

(1- اعتماد خطة مرحلية لتخفيض التمثيل الدبلوماسي في قارة أوروبا، نحو: السفارات، القنصليات، الملحقيات الثقافية وغيرها... وكذلك تخفيض التمثيل الدبلوماسي في: أميركا، كندا، أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية.

2- رفع نسبة التمثيل الدبلوماسي في العالم، نحو: دول منظمة شنغهاي، دول بريكس، ماليزيا، القارة اللاتينية: فنزويلا، كولومبيا، البرازيل… إفريقيا: الجزائر، نيجيريا، مالي، تشاد.)

انتهى

    الآن، السعودية تُخفِّض (التعامل الدبلوماسي) مع أميركا؛ إذ لم ينهض الملك سلمان، ولا وليّ عهده محمد بن سلمان، من أجل أن يتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير أميركا الجديد في السعودية، السيد (مايكل راتني)! بل تسلَّمها وكيل الوزارة لشؤون المراسم ⁧(عبد المجيد السماري)، أي: (وكيل وزير) ولا حتى وزير!

    قراءتنا لهذه الحركة السعودية، هي في مسار تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الغرب، والسعودية هنا في المسار القويم، فالسعودية تصالحت مع الجمهورية الإسلامية، وأوقفت صراعها معها، وقررت فتح السفارات والقنصليات في البلدين، وبدأت تفاوض أنصار الله في اليمن، وذهب وزير خارجيتها فيصل بن فرحان إلى سورية، والتقى الرئيسَ الأسد؛ من أجل إعادة العلاقات، وبدأت السعودية تدافع عن ضرورة عودة سورية للجامعة العربية… إلخ مع هذه الحركة السعودية الجديدة في غرب آسيا؛ نجدها توجه إهانة دبلوماسية إلى السفير الأميركي الجديد عندها ولأميركا نفسها، وتوصل رسالةً، خارجةً من أدبيات العالم الجديد ذي الأقطاب المتعددة، تخبر بها أميركا أنَّ أميركا دولة أطلسية ولم تعد عالمية.

    هذا ما ندعو الدولة العراقية إلى تحقيقه، إذ إنَّ النظام العالمي يتغيَّر، والغرب داخل في دوامة صراع وإفقار وإفلاس، والأفضل للدولة العراقية أن تخفض تمثيلها الدبلوماسي مع الغرب، ولا تعول على مشاريعه واستثماراته كثيرًا، بل تتجه نحو منظمة شنغهاي ودول بريكس، وما يماثلها من النوع والوزن.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك