التقارير

هل سيذوق ابن سلمان وبال امره ؟!


نور الجبوري ||

 

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المملكة العربية السعودية تبادلت معلومات حول هجوم وشيك من قبل إيران على أهداف داخل المملكة مع الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، قال عضو في مجلس الأمن القومي الامريكي، إننا قلقون بشأن هذا التهديد ونحن على تواصل دائم مع السلطات السعودية من خلال القنوات العسكرية والاستخباراتية.

تركيز أمريكا الخاص على تهديد إيران للسعودية في الظروف الحالية هو محاولة لتحقيق هدفين. فمن جهة تحاول امريكا تحاول تخطي أزمة الطاقة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا لتستعد لاستقبال الشتاء القارس بفراغ البال، ومن ناحية أخرى، تسعى لكبح جماح تمرد ابن سلمان الأخير في قمة اوبك واعلان تقربه من الصين.

-في المقابل يعرف ابن سلمان افضل من غيره كيف دمر جدار الثقة الهش الذي كان قائما بين إيران والسعودية خلال احداث الشغب الأخيرة. كما أنه يعلم جيدا أن الإيرانيين لا يتكلمون جزافا ولا يكررون الكلمة نفسها مرتين .. في مثل هذه الظروف فان لجوئه الى أمريكا وطلب أقصى قدر من الدعم من امريكا هو النهج البديهي الذي كان متوقعا من شاب غر مثل ابن سلمان.

- سلوك السعودية وخاصة إعلام هذا البلد خلال الخمسين يوما الماضية من أعمال الشغب في ايران، ورغم أنها واجهت ما لا يقل عن تحذيرين من قبل القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، لكن عمليا لم يطرأ اي تغيير. بالطبع ، في عالم السياسة، اتمام الحجة يعني "نهاية الاقوال" و "بداية الافعال". طبعا، في هذا العالم، فان الدائرة الجغرافية لرد الفعل تتسع للعالم بأسره. وعلى قول المثل "من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر".

-- من المعروف أن سبب عدم مغادرة ابن سلمان للسعودية هو تخوفه من حدوث انقلاب من قبل المتربصين بالعرش في المملكة. كما ان قضية السجناء السياسيين والذين تم اعدامهم والمحكومين بالإعدام والذين من بينهم 8 أطفال، جعل الوضع في السعودية هشا هذه الأيام لدرجة أنه ربما لا داعي لمعاقبة السعودية من خارج الحدود. وفي نفس الوقت من الواضح أنه لا ضرورة لمواجهة مباشرة لتأديب ابن سلمان.

-خلال اعمال الشغب في إيران، بذل إعلام ابن سلمان كل ما في وسعه لخلق وتعميق الفجوات بين الشعب والجمهورية الإسلامية، المرأة والنظام، الأكراد والنظام ، الأتراك والنظام، العرب مع النظام ، اهل اللسنة في ايران مع النظام. في هذا الصدد، وإن كان منفذ عملية شيراز الإرهابية قدم من خارج الحدود وتم تقديمه على انه من تنظيم "داعش" الارهابي، لكن يبدو أن لمحة عن مسار دخول هذا الإرهابي إلى إيران من جهة، وحقيقة أن الدواعش في العالم الجديد أصبحوا ادوات وبيادق لتنفيذ سياسات بعض الدولمن جهة اخرى، يمكن أن تسلط الضوء على زوايا جديدة للقصة ، فضلا عن اظهار مدى استياء الإيرانيين من السعودية وشخص ابن سلمان. وكان ولي العهد قد ادعى قبل بضع سنوات أنه سينقل الاضطرابات الى داخل إيران.

- بالأمس لجأ ابن سلمان إلى الأمريكيين، واليوم بعد فوز نتنياهو سيفكر بالتأكيد في اللجوء إليه أيضا!، لكن هل ستمنع هذه الإجراءات من ان يذوق ابن سلمان وبال امره ؟ نظرة سريعة على تجربة بايدن في أوكرانيا تظهر الجواب بشكل واضح.

مصدر : نقلا عن العالم

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك