التقارير

أزمة المناخ في العراق: الجفاف والتصحر وقلة المياه تهدد حياة العراقيين 

2129 2022-06-01

فهد الجبوري ||   في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة سياسية حادة تنذر بعواقب وخيمة على الاستقرار والأمن والسلم المجتمعي ، وعلى الحياة اليومية للمواطنين ، يواجه العراق أزمة أخرى من نوع آخر وهي أزمة المناخ وما يترتب عليها من جفاف وتصحر للأراضي الصالحة للزراعة ، وتهديد بزوال قرى بأكملها ، وتهجير قسري للسكان . ومنذ فترة ليست بالقليلة قامت العديد من المنظمات الدولية ، وبعض المؤسسات الحكومية العراقية ، والمختصين بالمناخ بدق جرس الإنذار والتحذير من التأثيرات الكارثية التي ستترتب على هذه الأزمة . وكانت وزارة الزراعة العراقية قد حذرت في بيان لها في الثامن من مايس الماضي أن ٩٠٪؜ من الأراضي الزراعية في العراق قد تصحرت أو أنها تواجه خطر التصحر في المستقبل القريب ، نتيجة لتغير المناخ وشحة المياه ، والنزاع مع تركيا وإيران حول حصص العراق المائية . وفي عام ٢٠٢٠ ، حذرت الوزارة من ان معدل التصحر في العراق قد ارتفع الى ٥٣٪؜ . وهذا يشكل خطرا كبيرا ليس فقط على البيئة ، وإنما على الأمن الغذائي ، والذي يشهد تهديدا بسبب الهبوط الكبير في انتاج المحاصيل الحقلية مثل الحنطة والشعير والرز . وقالت الوزارة ايضا أن العراق يحتل المركز الخامس في العالم من ناحية التأثيرات القاسية لتغير المناخ . صحيح أن تغير المناخ هو ظاهرة عالمية ، ولها اسبابها المعروفة ، لكنها أصبحت من القضايا المهمة ذات البعد الاستراتيجي ، والتي تحظى باهتمام خاص من قبل الحكومات ، والمنظمات العالمية ، ومنظمات حماية البيئة ، ومراكز الدراسات والبحوث ، ووسائل الاعلام المختلفة ، وذلك لأنها تنذر بعواقب وخيمة ونتائج كارثية على الطبيعة ، والإنسان ، وعلى مستقبل البشرية عموما . في العراق ، وهو البلد الذي يعاني من مشاكل متعددة ، اصبحت ظاهرة التغير المناخي واقعا ملموسا عند المواطنين ، من خلال ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق ، وندرة هطول الأمطار ، وزيادة وتيرة العواصف الترابية ، ولم تعد قضية بسيطة ، بل هي قضية مصيرية تحتاج الى معالجة سريعة من جانب الدولة ، والبرلمان ، وعلى الجهات المعنية أن تبادر الى وضع خطط مرحلية واخرى بعيدة المدى لمواجهة هذه الظاهرة المخيفة والمقلقة ، ولم تعد البيانات وحدها كافية ، والتصريحات التي تصدر من هنا وهناك ، بل لابد من مشروع وطني متكامل تساهم فيه الوزرات والمؤسسات والمنظمات ذات العلاقة ، يرافقه حملة توعية للرأي العام ، ومبادرات حكومية وشعبية لترشيد استخدام المياه ، والمحافظة على المساحات الخضراء ، والتشجيع على زراعة المزيد من الشتلات الزراعية والأشجار المعمرة ، وتقييد عملية البناء العشوائي التي تتجاوز على الارض الزراعية ، ومنظمات البيئة بامكانها أن تساهم وتبادر في القيام بحملات تشجير المساحات المتروكة في المدن ، وتشجير جوانب الطرق الخارجية التي تربط بين محافظات ومدن العراق . وهذا يحتاج ايضا الى خطة عمل دبلوماسية تقوم بها وزارة الخارجية مع دول الجوار التي تقوم ببناء السدود على منابع نهري دجلة والفرات ، وتثبيت حصة العراق من المياه وفق المعاهدات الدولية ، ولدى العراق أوراق قوية يمكن أن يلعبها اذا توفرت لدينا حكومة وطنية قوية ومنها الجانب الاقتصادي حيث أن معظم تلك الدول لها تبادلات تجارية ضخمة مع العراق ، وميزان التبادل التجاري يميل لصالحها ، وهذا حق طبيعي للعراق حيث أن موضوع أمن واستقرار مواطنيه هو ضرورة قصوى كما هي أولوية عند تلك الدول وكل المجتمعات في العالم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك