التقارير

الديمقراطيون يتوحدون خلف بايدن لخوض معركة الرئاسة وترمب يقرع طبول الحرب  

1602 2020-04-19

متابعة ـ قاسم أل ماضي

 

بعد أن انسحاب بيرني ساندرز في الإسبوع الماضي من سباق الحزب الديمقراطي للرئاسة وتأييده لجو بايدن، تفعل ذات الشيئ إليزابيث واررن. وبهذا ينفتح الطريق أمام الرئيس السابق أوباما ليعلن البارحة دعمه لبايدن. حيث كان ينتظر إنسحاب آخر مرشح ديمقراطي ليدعم بايدن. وذلك حفاظا على العملية الديمقراطية ووحدة الحزب الديمقراطي. والتي باتت الهدف الأساسي والعامل الفاعل لإزاحة الرئيس ترمب من البيت الأبيض.

 وبعد دعم الرئيس أوباما لنائبه السابق جو بايدن، من المتوقع أن تعلن ايضا هيلاري كلينتون منافسة ترمب في إنتخابات عام ٢٠١٦ عن تأييدها لبايدن. وكذلك سيفعل زوجها بيل كلينتون، الرئيس الأسبق. وسيتبعهم العديد من قيادات وشخصيات الحزب الديمقراطي الرسمية والإعتبارية. كما وإنه من المتوقع أن تعمل ميشيل أوباما زوجة الرئيس أوباما على تنشيط ودعم حملة بايدن في الانتخابات العامة. وذلك لما حققته من شعبية واسعة خلال فترة الثمانية سنوات من رئاسة زوجها. من الواضح بأن الحزب الديمقراطي سيكون موحدا هذه المرة وأكثر من ذي قبل. والهدف هو منع دونالد ترمب من الحصول على دورة رئاسية ثانية.

وذلك لأن الاعتقاد بات طاغيا عند الديمقراطيين بأن أربعة سنوات أخرى من رئاسة ترمب ستكون خطيرة وكارثية على الولايات المتحدة وعلى علاقاتها في العالم ودورها القيادي فيه. وهذا الاعتقاد بدأ يتسع يوما بعد يوم لدى فئات وشرائح أوسع من الشعب. وذلك بسبب سوء إدارة ترمب لأزمة كورونا والإنحدار الاقتصادي المستمر بسببها. والذي بات يطال حياة عامة الناس. ولا يلوح أمل في الأفق بانتهاء الأزمة قبل وجود لقاح. خاصة وأن الرئيس ترمب مازال يصر على عدم مسؤلية الحكومة الفيدرالية في توفير أدوات الاختبار اللازمة لتحديد وعزل المصابين. ويحمله للولايات. هذا في الوقت الذي يصر فيه على عودة الحياة الى سابق عهدها لإعادة دوران عجلة الاقتصاد.

وغير مهتم بما قد يتسبب هذا الإجراء من مخاطر على حياة الناس الاجتماعية والنفسية. هذا عداك عن الحالة الصحية والبيئية التي ستتولد من استمرار الجائحة. لكن الاقتصاد القوي وأمريكا القوية هما أهم شعاريين رفعهما ترمب في حملته الانتخابية في عام ٢٠١٦ وأوصلاه إلى البيت الأبيض. وهذين العاملين لم يعدا متوفرين الأن بعد جائحة كورنونا. فالاقتصاد في تدهور مستمر. والصين التي بدأ عليها حربا تجارية لإثبات قوة الولايات المتحدة وعظمتها قد تخلصت من آثار كورونا وبدأ إقتصادها يستعيد قوته وسيطرته في العالم. وكذلك إيران التي فرض عليها أقصى العقوبات الاقتصادية. وقطع عليها كل مصادر التمويل المباشرة وغير المباشرة لكي تستسلم وتفاوض معه على عقد اتفاق جديد على برنامجها النووي لم تستسلم. وهي ما تزال تراوغ لتمضية الفترة المتبقية من رئاسته. عله يأتي بايدن ويعود إلى الاتفاق الذي وقعته مع إدارة أوباما. وبدأت تلوح عقبة جديدة لدى ترمب.

 وهي الحديث المتنامي عن عقد مؤتمرات الأحزاب لاختيار مرشحيها للرئاسة هذا الصيف عبر الدائرة الاليكترونية المغلقة. وذلك بسبب عدم القدرة على جمع المندوبين في قاعات مغلقة وبأعداد كبيرة. وفي حال تفشي الفايروس سيكون كارثيا على الولايات المتحدة. كما وبجري الحديث أيضا عن إجراء الانتخابات عبر البريد والانتيرنيت بدلا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع بشكل شخصي. وهذا بحد ذاته يشكل شبحا انتخابيا على الحزب الجمهوري. وكابوسا على ترمب بشكل خاص. وذلك لأن الحزب الجمهوري يعول دوما على قلة نسبة الاقبال على الانتخاب واقتصاره على النخبة التي تصوت عادة بمعظمها لصالحه.

والعكس صحيح بالنسبة للحزب الديمقراطي. حيث يعتمد على الاقبال الكبير على الاقتراع من قبل الاقليات والشرائح الاجتماعية التي لا يعيرها الحزب الجمهوري اهتماما. وإذا ما سارت الأمور نحو الانتخابات غير الحضورية ستكون عاملا مضافا لخسارة ترمب. وذلك بعد أن توقفت كل الحملات الانتخابية والتجمعات العامة الكبيرة. والتي كانت هي مصدر القوة والجذب عند ترمب عبر خطاباته السشعبوية التحريضية. والتي تزيد من تمسك انصاره به وتكسبه انصارا جددا في ظروف مواتية. ولهذا هو يستخدم أزمة كورونا ليقدم العرض اليومي لإدارته لإحاطة الشعب بتطورات الأزمة. وكان بإمكانه أن لا يظهر هو شخصيا بشكل يومي والاكتفاء بالفريق الصحي واللوجستي المكلف بإدارة الأزمة. لكن ترمب يريد أن يستخدم الاعلام منبرا مجانيا لترويج حملته الانتخابية بعد أن فقد الإمكانية لجمع الناس في الأماكن العامة. لكن الأزمة لدى ترمب باتت تكمن في إدارة الأزمة. وكل ما فتح ثمه بكلمة يخلق أزمة جديدة تقوده من فشل لآخر.

فالوقت بدأ بضيق عليه. ولم يبق في جعبته السياسية أية ذخيرة لكسب معركة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ولهذا بدأ هو وطاقم إدارته بقرع طبول حرب خارجية تتزامن مع الانتخابات. ولربما تؤدي إلى تأجيلها. لكن على من هذه الحرب، كيف، ومتى، وما هي أهدافها. وهل ستكون مجرد قرار سياسي تكتيكي يصدره ترمب، أم ستكون بمثابة ضرورة استراتيجية للولايات المتحدة لأخذ موقعها الطبيعي في عالم ما بعد كرونا.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك