التقارير

*```وراء الأكمة ما وراءها  ................ المطعم التركي أنموذجا*

3424 2019-11-03

علي عبد سلمان

 

 مضى ما يقارب الأسبوع من عمر التظاهرات التي انطلقت يوم 25/10 ، والتي استقرت بعد مد وجزر في ساحة التحرير و باتت القلعة التي يتحصن فيها المتظاهرون، وعبر استقراء الأحداث في العراق يتبين ما يلي:

•        إن المتظاهرين تمترسوا في ساحة التحرير وهذا يعطيهم المكانة الإستراتيجية في حصولهم على رقعة جغرافية وسط بغداد قريبة من منطقة الخضراء، وهذا ما كان الثورجية يسعون إليه، إذ التمركز في منطقة ومساحة جغرافية تمثل مقر لإدارة العمليات، وبمرور الوقت يزداد التنظيم والتنسيق داخل ساحة التحرير.

•        في حديث مروي عن مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه، يذكر في حديث لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: عندما مررنا على بيت عائشة   أثناء الطريق وكان الرسول يحدثني بما يجري على أهل البيت بعد وفاته، أنه صلى الله عليه واله وسلم أشار إلى دار عائشة وقال: ((يا علي من هنا يخرج قرن الشيطان)) فقرن الشيطان اليوم يمكث في ساحة التحرير وعلى الخصوص في المطعم التركي.

•        حصل المتظاهرون على تعبئة وزخم جماهيري خلال الأسبوع الماضي، بعد أن كانوا يمنون النفس ببعض الأفراد، يحلمون بهذه الأعداد، وحصل لهم ذلك بعد التعاطف الشعبي الكبير والحضور المكثف لشرائح مختلفة من المجتمع العراقي، وبات التحرير مرتع للرقص والدعارة والتمرد والانحلال.

•        المعلومات تؤكد وجود دعم لوجستي ومالي كبير للمتظاهرين وقيادات التظاهرات، فضلا عن الدعم الجماهيري لبعض السذج الذين يمولون التظاهرات بكل الاحتياجات والأموال، حتى أضحى (سائق التكتك) يحصل على مائة دولار عن كل جريح وخمسين ألف دينار أجرة يومية، مما أدى إلى استقطاب أعداد كبيرة منهم وبدأ تنسيق وتنظيم تواجدهم بشكل فعلي.

•        انطلاق تنظيم مريب من الأناشيد والأغاني الحماسية، التي تحي وتعملق دور سائقي التكتك والثوار كما يسمونهم، مما يكشف عن وجود ترتيب مسبق ومنظم لتنسيق إدامة الزخم الإعلامي والتسويقي لعملية التظاهرات في العراق.

•        استشراء (حالة الغيبوبة المؤقتة) جراء الصدمة التي تلقتها الحكومة العراقية وأحزابها، وتمدد هذا الأمر حتى وصل إلى أهل الحل والعقد في العراق، وصار الجميع كأنه مكبل وليس له حول ولا قوة في استيعاب ما يجري وتدارك الأمور باحتواء الأزمة.

•        الساحة في العراق أصبحت تخلو من ذوي التأثير في حركة الجماهير، وقفز ألينا مصطلح جديد يدعى (دكتاتورية الجماهير)، حيث هيمن على الرأي العام ما يخرج من ساحة التحرير من خطابات وتوجهات، حتى أن خطاب المرجعية جاء ليتناغم مع الضغط الشعبي لتخلي المرجعية مسؤليتها مما يجري وتترك الأمور لإرادة الجماهير، والسؤال هنا من هي الجماهير التي تقرر مصير البلد؟ هل نكتفي بجماهير ساحة التحرير وما تخفيه من جنود يديرون التظاهرات من الكواليس لتقرر مصير المجتمع العراقي؟ وهل الشريحة المتواجدة في ساحة التحرير تختزل كل العراقيين؟ وهنا يكمن الخطر الحقيقي في مصادرة كل الشرائح الفاعلة في العراق بثلة من الجمهور المنفعل والمغرر به.

•        ما يحاك للعراق انقلاب كبير لا يبقي ولا يذر يستهدف بشكل أساسي اقتلاع الخط الإسلامي المقاوم في العراق من جذوره، لا سيما بعد إلصاق خراب البلد بالتيارات الإسلامية، الرغبة الأمريكية الجامحة بالقضاء على النفس الإسلامي يتحقق بما يجري داخل التحرير، استغلال معاناة الجماهير لبناء مخطط يعمل على ازالة الوجود الإسلامي ودوره في العراق، وأن العمل على تهيئة الأجواء لانتخابات مبكرة أو تعديل في الدستور في ظل هذه الأجواء سوف يطيح بكافة الخطوط الإسلامية عن بكرة أبيها.

•        ازدياد منسوب الشعور الوطني القطري بعيدا عن روح الإسلام و حاكيته، واصبح المعيار لقياس كل شيء هو مفهوم العراقي، دون لأخذ بمعيار الشريعة والدين وأضحت الهوية القطرية هي الحاكم الفعلي بعيدا عن الهوية الإسلامية وهذا مطمح العدو .

•        إيجاد رابط ذهني لدى أفراد المجتمع العراقي بأن كل مأساتهم ومعاناتهم ترتبط بأمرين أثنين هما: الخط الإسلامي الديني وإيران وبزوال هذين العاملين الرئيسين تنتهي أزمة العراق، متناسين دول الاستكبار والتآمر الأمريكي الإسرائيلي السعودي، والمتابع اللبيب يصل إلى قرار أن هذه القناعة هي الحاضرة حاليا في  ذهنية الفرد العراقي.

•        المطالبة بإجراء الانتخابات المبكرة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، تزيح الوجود الإسلامي من الساحة السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والثقافية، وتفيد التقديرات في حالة مشاركة الأحزاب والتوجهات الإسلامية في الانتخابات القادمة، فأنها سوف تمنى بخسارة كبيرة، يقابلها صعود خطير للتيارات المدنية والعلمانية التي يتوقع لها السيطرة والهيمنة على القرار العراقي في السنوات المقبلة. فالسعي حثيث لإزالة الاتجاه الإسلامي، حتى يصل الأمر إلى تحييد المرجعية ودورها في العراق.

•        السنن الإلهية في القران تؤكد أن المجتمعات تقرر مصيرها عبر مواقفها من الحق والباطل، وما يجري في العراق فتنة غررت شريحة كبيرة من المجتمع العراقي، حيث مصير الأمة مرتبطة بعقيدتها وتوجهاتها أثناء الخطوب والفتن، فالعقوبة الإلهية تأتي بحسب الوعي الشعبي وتحديد المواقف بالخذلان أو النصرة لطريق الحق والباطل.

•        الانقلاب الأمريكي في الوقت الراهن جاء ليغير المعادلة التي حصلت في العراق، بعد دعم الحكومة برئاستها للحشد الشعبي ومواقفه وصعود التيار المقاوم، جاء الرد الأمريكي بضرورة التغيير والانقلاب لإزاحة هذه البيئة بحجة فساد أحزاب السلطة.```

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك