التقارير

من سيدفع ثمن التوتر الايراني الامريكي؟

1700 2017-02-13

مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء اصبح للعراق بعد عام 2003، علاقات استراتيجية مهمة مع الولايات المتحدة الامريكية وايران، وكلا الدولتين لهما ثقلهما العالمي والاقليمي، فالأولى، اي الولايات المتحدة قد اصبحت بعد عام 1990 القطب الدولي الاوحد، والثانية، اي ايران قد هيأت لها ظروف ما بعد احتلال العراق لأن تكون القطب الاقليمي الاقوى في المنطقة، وبالتالي فأن العراق يتأثر سلبا وايجابا بالعلاقات ما بين هذين القطبين، وهناك تخوف لدى الشارع العراقي قبل النخبة السياسية الحاكمة من ان ينعكس التوتر الاخير بين الولايات المتحدة الامريكية وايران سلبا على مجمل الاوضاع في العراق وقد يزيد من ظاهرة عدم الاستقرار التي يعيشها هذا البلد منذ عدة سنوات. [[article_title_text]] لا أحد ينكر على الجمهورية الاسلامية مواقفها النبيلة من عراق ما بعد 2003، فبعد ان تنكر العرب للعراق، واعتبروه خارج منظومتهم القومية، وجد العراقيون أنفسهم بلا حليف قوي يساندهم وقت الشدائد، فكانت إيران هي الحليف الاستراتيجي الذي لا يتخلى عن حليفه بسهولة بل يبقى معه الى اخر المطاف، على العكس من العرب الذين لم يرى العراق منهم غير الاقوال المجردة من الافعال.
الولايات المتحدة الامريكية من جهتها، تلوم العراقيين على تحالفهم مع إيران، وتعتبره نكران للجميل الذي قدمته لهم عندما ازاحت صدام حسين ونظامه عن السلطة، وسلمتهم نظام جديد قيل عنه بانه ديمقراطي تعددي، وبدل من ان يتم شكرها على هذه النعمة، اعتبرها اغلب العراقيين دولة محتلة وقاومها البعض منهم، وذهب بالعراق بعيدا عنها باتجاه إيران بعضهم الاخر.
على هذا الاساس أصبح العراقيون حائرين بين الاثنين، هل يتخلون عن تحالفهم الاستراتيجي مع إيران ويذهبون باتجاه الغرب وامريكا؟ ام انهم يضربون امريكا والغرب عرض الحائط ويستندون بكل ثقلهم على إيران؟
وفي حالة اختاروا الحل الاول، اي ذهبوا بالعراق الى الولايات المتحدة، هل ستتركهم إيران وشأنهم؟ ام انها ستذكرهم بأن مساعداتها لهم لم تكن صدقة او ثواب بل هي دين عليهم اداءه على شكل مواقف سياسية؟ وفي حالة تركوا الولايات المتحدة وابقوا أنفسهم مرتبطين بإيران، هل ستتركهم الدولة الاعظم بالعالم وشأنهم؟ وهل سيتوب حلفاء امريكا من العرب عن زعزعة الاستقرار في العراق؟
بالتأكيد ان المسألة معقدة للغاية، وهنا تظهر حنكة ومقدرة صانع القرار العراقي الخارجي، ولعل الخيارات الاتية تنفع بالإجابة عن التساؤلات اعلاه:
 اولا – صحيح ان عهد الاتفاقات والعلاقات السرية بين الدول قد انتهى، ولكن للضرورة احكام كما يقول العرب، لماذا لعلاقاتنا الدولية ضجيج؟ لماذا لا نتحالف مع إيران بهدوء دون صراخ؟ فنثير غضب الولايات المتحدة وحلفائها ضدنا؟
الايرانيون ايضا يجب الاتفاق معهم بأن لا يكون العراق من ضمن شعاراتهم وخطبهم ومؤتمراتهم السياسية، بل ان يراعوا مصلحته وان لا يجعلوه في فوهت المدفع الموجه نحو اعدائهم الاقليميين والدوليين.
ثانيا – لماذا لا نحاول افهام الولايات المتحدة وحلفائها العرب، ان الجغرافيا هي من اجبرت العراق على التحالف مع إيران، وبالتالي بدلا من لوم العراق، لا بد لهذه الدول من دعمه كي ينهض من جديد.
اما إذا فشل العراق في ان يبعد نفسه عن لحظة تصادم السيفين الايراني والامريكي، فسيبقى يدفع الثمن من دماء ابناءه ومن خيراته واستقراره ومستقبل اجياله القادمة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك