التقارير

هكذا جنَّد "داعش" الانتحارية أم عائشة...

1791 2017-01-22

ربما لم يألف كُثُر سماع قصة فتاة قررت تفخيخ نفسها لتنفيذ عملية انتحارية. بُشرى، ابنة الـ١٨ عاماً، واحدة من هؤلاء. ابنة بانياس المقيمة في طرابلس جنّدت فتيات ليشكّلن "خلية إرهابية". أما هدفهن، فكان اغتيال رجل أمن وتنفيذ تفجيرات. كيف يُعقل أن تملك فتاة جرأة قرار كهذا؟ أن تحلم بـ"الهجرة" إلى "عاصمة الخلافة"، لكنها ترفض الزواج من «مجاهد» كشرط للانتقال إلى هناك. أن تحمل هوية مزوّرة وتسعى لجمع المال لشراء متفجرات وتصنيع أحزمة ناسفة. أن تفعل كل ذلك، ولم يتجاوز عمرها ١٨ عاماً بعد.

بشرى أو "أم عائشة" كما تُلقّب، والتي أوقفها الأمن العام الأسبوع الماضي، قررت مبايعة تنظيم «داعش». وبحسب محاضر التحقيق لدى المديرية العامة للأمن العام، فإن طالبة الشريعة الموقوفة، على خلفية الاحداث في سوريا، بدأت تتابع الأخبار على الانترنت والمجموعات الاخبارية عبر تطبيق الواتساب، فتأثرت بفكر التنظيمات الجهادية (لا سيما "جبهة النصرة" و"داعش")، وبدأت تتابع أخبارها عبر المواقع الالكترونية والتطبيقات الهاتفية.

انتسبت إلى غرف محادثات سرية عائدة لهذه التنظيمات، لمتابعة إصداراتها بشكل مفصل ودقيق. كذلك انشأت عدة حسابات على موقع التواصل الاجتماعي بغية التواصل من خلالها مع أشخاص منتمين إلى تلك التنظيمات. تعرّفت منذ نحو سنتين عبر أحد التطبيقات الهاتفية إلى سيدة ملقبة بـ«أم بكر» و«أم مصطفى» و"أم البراء". وبعدما توطدت علاقتهما، أخبرتها الأخيرة بأنها تنتمي الى تنظيم «داعش» وأن شقيقها وعمها يقاتلان في صفوفه. التقت الفتاتان بعد فترة في طرابلس، قبل أن تنتسب صديقتها الجديدة إلى المعهد الديني حيث تدرس بشرى. نجحت "الصديقة" في تجنيد بشرى في صفوف "داعش".

وفي أواخر عام 2015 قررت بشرى الذهاب الى الرقة السورية للالتحاق بـ«داعش». كانت وسيلتها بطاقتي هوية مزورتين استحصلت عليهما «أم بكر» لاستعمالهما للانتقال إلى سوريا، إلا أن منسق عملية النقل اشترط عليهما أن تتزوجا من مقاتلين في الرقة. رفضت بشرى فيما وافقت "أم بكر". وبذلك سُمِح للأخيرة بالانتقال إلى الرقة في الشهر الأخير من عام ٢٠١٥. لم ينقطع الاتصال بينهما. وعن بُعد، عرّفت أم بكر بشرى على عدد من الفتيات اللواتي يحملن الفكر نفسه.

وبقيت بشرى مصممة على الذهاب الى سوريا، وتواصلت مع عدد من أعضاء التنظيم طالبة مساعدتها للذهاب الى سوريا. مجدداً كانت العقبة الزواج من أحد المقاتلين، لكن هذه المرة وُضعت أمام شرطين: إما الزواج أو تُوضع في المضافة (أي منزل يضم عدداً كبيراً من الفتيات)، رفضت العرض لكنها لم تفقد رغبتها في الذهاب إلى «داعش».

أواخر عام 2016، جمعت بشرى مبالغ مالية لصالح الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية المركزي. وبدأت تنشط بشكل لافت على مواقع التواصل الاجتماعي تحت أسماء متعددة. كتبت بيانات تحرّض طائفياً، ونشطت في الدعوة إلى «إنقاذ» الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية. أنشأت حساباً لنشر أخبار المداهمات والحواجز الامنية، قبل أن تنتقل إلى مرحلة جمع الاموال لتمويل عمليات إرهابية في الداخل اللبناني وشراء المتفجرات بهدف تنفيذ عمليات أمنية ضد الجيش.

بدأت بالتخطيط مع آخرين لاغتيال عنصر من مخابرات الجيش اللبناني، فحددت مكان سكنه. كانت في صدد تنفيذ عملية الاغتيال عبر ارتدائها النقاب والكفوف لإخفاء وجهها عن كاميرات المراقبة وإخفاء البصمات، واستحصلت على مسدس. كذلك جمعت أموالاً لشراء رمانات يدوية بهدف رميها على الجيش، وخططت لطلب المساعدة من شادي المولوي لتأمين مصدر لشراء هذه الرمانات، بعدما تبين أنها كانت على علاقة صداقة سابقة بزوجته «أم آدم».

بعد محاولاتها المستمرة للالتحاق بتنظيم «داعش»، تولدت لديها رغبة في تنفيذ عملية إرهابية في لبنان. ولهذه الغاية، طلبت من «أبو محمود المهاجر» ( أحد عناصر «داعش» موجود في الرقة) عبر تطبيق «تلغرام»، مساعدتها لتأمين حزام ناسف. كذلك أقدمت على تحميل كتاب عن الانترنت حول كيفية صناعة الاحزمة الناسفة، إلا أنها لم تتمكن من شراء المواد اللازمة لذلك. جرى توقيفها بناءً على إشارة القضاء العسكري، إلا أنّ المصادر الأمنية تحفّظت على هوية باقي أفراد الخلية اللواتي لم يتم توقيفهنّ بعد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك