التقارير

التحالف الدولي تقاسم أم جدية القضاء على الإرهاب؟!

1709 2016-07-24

واثق الجابري

إجتمع وزراء دفاع 40 دولة في واشنطن؛ في ظل تطورات الأحداث في سوريا والعراق، وتماشياً مع أحداث إرهابية في فرنسا وألمانيا، والعلم يترقب حلول سريعة لإنتشار الإرهاب؛ بعد أن أصبحت لا بقعة في العالم بمأمن وبوسائل لا تخطر في بال أحد.

أبرز الحضور وزير الدفاع العراقي، ووزير الخارجية الأمريكي والعراقي، وغياب الوفد السوري.

ليس سراً تلك الحركة الإرهابية التي تجتاح العالم، وأن لم تتأسس بدعم بعض الدول لأسباب سياسية او طائفية؛ لما تنامى هذا الفكر، ومنذ خمسينات القرن الماضي وصولاً الى داعش، ومثالاً تأييد بعض الدول الأقليمية لحركة النصرة في سوريا، وتحت غطاء ومنظار الدول الكُبرى بذريعة إسقاط نظام الأسد ونشر الديموقراطية، ومن ثم توالت الحركات بمسميات قد تقتتل بينها، ولكنها تتفق على رفض الرأي المخالف بوسائل شتى أيسرها النحر، وبررت بعض الدول هذه الافعال وسمحت لنمو الإرهاب في العراق؛ خوفاً من وصول رياح التغيير الى أنظمة المنطقة المحكومة بين الدكتاتورية والإسلامية المتطرفة.

المجتمعون هذه المرة قد يكونوا أكثر جدية؛ من سابق عشرات الإجتماعات حول سوريا والعراق، وسبق أن إتفقوا على نقاط إختلفوا في إختيار الآليات، وهذا ما شكك أحياناً بنوايا القضاء على الإرهاب، وإقتصار المشاركة الدوليةفي حينها؛ على تحجيمه وحصره في المنطقة، ولكن النتائج جعلت من هذه الدول تعيد حساباتها؛ مع وجود قوة في الأرض قادرة على دحر داعش، وإنهيار المراهنات على إمتداد الحرب لسنوات، وهذا ما حدث في هزيمة داعش في أهم معاقله وعاصمته الفلوجة، وفتح أبواب معركة الموصل بصورة متيسرة على القوات العراقية وجانب تقدم القوات السورية.

ركز الإجتماع الأخير على دعم القوات العراقية والإهتمام بالنازحين، وزيادة زخم المعارك؛ بإرسال بارجات وقاذفات طائرات محمولة، وتكثيف حجم الطلعات الجوية، وتبادل الجهود الإستخبارية، والنتيجة إقتناع العالم بالإنقسام الى شقين؛ أما أن يكون مع الإرهاب فكريا وإعلامياً، وهذا ما يغيب عن الظاهر، أو ضمن نسق الشعوب الباحثة عن حرية ممارسة تقاليدها وعباداتها وضمان سلامها.

إن الدعم الدولي بالأدوات العسكرية قد لا يكون كافياً لهزيمة الإرهاب؛ مع وجود من لا يرتبطون به تنظيمياً ولكنهم يؤمنون به أيدلوجيا، ويطبقون حسب الإيحاءات، ويبدو أن كثير من الدول سواء بالضغط من قبل شعوبها أو يقينها بحقيقة تجذر الإرهاب ستعمل بصورة إنتقامية كردود أفعال، وبعض كثير من منهم وصل الى قناعة هزيمة داعش خاصة في العراق، وأن الأيام القادمة تفرض إعادة ترتيب أوراق المنطقة وتقاسم النفوذ؛ فما عليه إلاّ الدخول بقوة؛ ليكون من بين أول الواصلين الى نقطة توزيع الجوائز.

العراقيون الآن لا يعتبروها حرب وقٌد أوشكت على حسم نصرها، وإنما معارك أو مطاردة لفلول منهزمة، لم تحلف فكراً إنساياً بقدر ما زرعت من الموت.

 

التجربة العراقية وحدها؛ يمكن أن تصبح درساً للعالم، وقدرة العراقيين رغم التحديات الأقليمية والإقتصادية؛ خير مثال على شعب وقف بوجه كل الأبواق الإعلامية والفكرية، وعندما يقرر العالم القضاء على الإرهاب؛ عليه البحث عن منابعه الفكرية، وإعطاء دور فاعل للدول التي تعاني من بطش داعش، وقطع الألسن الإعلامية التي تسعى لإيقاف المعركة؛ وإلاّ ما إجتماع التحالف الدولي؛ إلا لتقسيم النفوذ والمكتسبات التي تحققت بفعل تصدري العراقيون بصدورهم للإنتحاريين، وإلجامهم بنصرهم لتلك الأفواه التي لا تنطق؛ إلاّ رصاص يوزع على الأبرياء في العالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك