التقارير

عن حماية تركيا لداعش

2579 2016-05-27

ان مشكلة الاكراد ونزعتهم الانفصالية والاستقلالية المحتملة وكذلك وجود آبار نفطية في شمال العراق بالقرب من الحدود التركية وتواجد أقلية التركمن في العراق تعتبر من العوامل المؤثرة على الامن القومي التركي.

ان رفض تركيا الشديد للغزو العسكري للعراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وخطة تغيير النظام في هذا البلدوالنفوذ الاسرائيلي في شمال العراق أديا الى تعقيد المعادلة في هذه المنطقة. لم تقبل تركيا مطلقا بالمعادلات الجديدة والتغيير في العراق.

وعملت بكل ما في وسعها طيلة السنوات التي أعقبت سقوط نظام صدام باتجاه زعزعة الامن والاستقرار في هذا البلد من خلال استغلال الارضية الاجتماعية هناك ويعود السبب الى عدم قبولها بالديمقراطية القائمة على اساس التعداد السكاني خاصة بالنسبة للمكون الشيعي الذي يشكل الغالبية العددية للسكان. ولعبت انقرة مع بعض الدول الاخرى دورا كبيرا واساسيا في الاخلال بامن العراق والنيل من سلطة الحكومة المركزية من خلال استغلال الارضية الداخلية والاسهام في ايجاد ارتباطات بين البعثيين وبين تنظيم داعش الارهابي وعقد صلات خارج العرف الدولي مع اربيل.

طبقا لميثاقها الوطني ، تظعمتركيا ان الشمال العراقي الى الموصل أراض تابعة لها. كما يعتبر داود اوغلو حسب نظرته الاستراتيجية شمال العراق دائرة نفوذ استراتيجي لتركيا للوصول الى الشرق الاوسط .

وعلى الاكثر ان هدفها في العراق هو السعي لايجاد فيدرالية سنية عربية اي تأسيس اتحاد وفيدرالية سنية عربية في مناطق غير المناطق الوسطى والجنوبية التي تقطنها الغالبية الشيعية. وتحاول انقرة عبر تأسيس هذه الفيدرالية السنية لحفظ وتوسيع دائرة نفوذه في العمق العراقي. بالاضافة الى ذلك، تخطط تركيا لتوحيد المنطقة السنية في العراق استراتيجيا وجيوسياسيا مع الجزء السني في سوريا .

من هنا يعمل تنظيم داعش في العراق وسوريا باتجاه خدمة سياسات تركيا ( في اطار المحور الغربي والناتو ).فحسب رؤية الاتراك، ان تعزيز تواجد داعش في العراق يعني النيل من قدرة ومكانة الشيعة في هذا البلد. وسيؤدي هذا الامر على المدى البعيد الى تهيئة الظروف والمناخات لممارسة النفوذ من قبل الاتراك داخل الارض العراقية .

وينطلق هدف تركيا في سياساتها ومواقفها من داعش من النظرة الاستراتيجية التي تتبناها هذه الدولة حيال مكانتها وموقعها في النظام الاقليمي للشرق الاوسط. ثمة مصالح متطابقة الاتجاه بين تركيا وداعش في الوقت الحالي وستظل انقرة تستفيد من هذه الاداة طالما تقتضي تلك المصالح ذلك وان كانت تنكر ذلك في اطار مواقفها الرسمية .

ان الدعم التركي للمجموعات الارهابية علاوة على تبعاتها السلبية على الاستقرار السياسي داخل تركيا، فانه يؤدي في نفس الوقت الى المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وهذا سيلامس تلابيب هذا البلد مستقبلا .

من دون شك ان توسع رقعة التطرف والارهاب من افرازات وتبعات سياسات تركيا وان استمرار مثل هذا الوضع يعني استمرار الازمات داخل العراق وسورياوفي المنطقة .

في الوقت الذي تلتهم فيه نيران الحروب المشتعلة بالوكالة منطقى الشرق الاوسط وهي تزداد اكثر فاكثر مع مرور الزمن فان ما تفعله تركيا هو بمثابة صب الزيت عل نيران التوترات القائمة . واذا ما ارادت انقرة مواصلة سياساتها لقلب الاوضاع في سوريا والعراق فان ذلك سيضعها في صدام ومواجهة مباشرة مع دول الاقليم .

اسبوعية السبيل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك