التقارير

إصلاح بطريقة الفوضى

2224 2016-05-01

باقر العراقي 

الفوضى الخلاقة مصطلح أمريكي ظهر حديثا، هدفه تأجيج الصراعات العرقية والطائفية في البلدان التي تسير بعكس الهوى الأمريكي، تارة بدعوى نشر الديمقراطية، وتارة أخرى بالدفاع عن حقوق الإنسان المغتصبة.!

بعد أن يعم الدمار وتنتشر الفوضى يتدخل الأمريكان، وقد يتوسل بهم مسئولي تلك الدول، لضبط تلك الأحداث، يتدخل المنفذون المنقذون لغرض تسكينها، بتحريكها يمينا وشمالا، لكي تتماشى مع ما يطمحون إليه، وهم بذلك يتحكمون بإعصار هادر بعيد عن بلدهم بآلاف الكيلو مترات، ويوجهونه حيث تشاء أرادتهم، لتخريب تلك البلدان وإركاعها.

اليوم وبعد خطاب مقتدى الصدر، حصل هجوم لمجاميع من المتظاهرين، "تحفهم نشوة الانتصار"على البرلمان العراقي وكأنه عاصمة "داعش"،والاعتداء على نواب بعينهم، وأخذ آخرين بالأحضان، وتكسير الممتلكات العامة، هذا الحدث المشين سواء أكان مخططا له، أم لم يكن، هو تثبيت للمحاصصة الحزبية القذرة، والتسليم بالعجز التام عن التنافس مع الآخرين بالأدوات السلمية، واستخدام الفوضى والعنف بدلا عنها.

لم يكن غريبا أن يكون هناك هجوم كبير لداعش بالتزامن مع اقتحام البرلمان، فداعش تستغل هذه الأزمات بشكل ذكي، وتحاول من خلالها الحصول على نصر ولو إعلامي، يتزامن معه رغبات المتظاهرين وقائدهم، بالحصول على نصر معنوي يجعله متسيدا للشارع العراقي ولو لفترة انية.

حادثة اليوم تذكرنا بقصة من الموروث الشعبي تقول: بأن ثعلبا قُطع ذيله بسبب ارتكابه جريمة السرقة، فأضحت الناس تسميه بالثعلب الأبتر، مما جعله يفكر بالتخلص من هذا العار بطريقة ذكية، فجمع الثعالب من كل حدب وصوب على وليمة، ولما بدءوا بالأكل، ربط ذيولهم، وصاح بهم "أن أهربوا لقد جاءتكم السباع"، وعندها تقطعت ذيولهم جميعا، وضاع الأبتر بين البتران.

خلط الأوراق بهذه الطريقة وقبول استقالة الفاسد بكل احترام، وإقالة الوزير الناجح، وتوهيم الجماهير بإصلاح تتلبسه الفوضى حسب طريقة الشلع قلع، يضمر بداخلة دوافع سياسية هدفها الهروب إلى الأمام وعدم الرجوع إلى الوراء، لغرض كشف الوزير الفاسد من غيره.

فرهود - سحل- تخريب-التأهب للمصارف- إرعاب الشارع-رسائل للمنافسين السياسيين، كلها أمور قُرِأت اليوم بعين المتظاهرين، "وإن لم يتحقق بعضها"، وهم يحتلون مقر شرعية بلدهم ويسقطونها بإذلال مهين، فكل من اتفق معهم وأيدهم، يريد إصلاحاً، لكن بواسطة جديدة، تسمى الإصلاح بطريقة الفوضى...!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك