التقارير

تحليلات ومواقف/’داعش’.. هزائم عسكرية متلاحقة وأزمات مالية خانقة

2790 2016-04-25

بغداد ـ عادل الجبوري 

في الوقت الذي تعرض فيه تنظيم "داعش" الارهابي لهزائم وانكسارات عسكرية متلاحقة في العراق وسوريا خلال الأشهر العشرة الأخيرة، تؤكد مختلف الأرقام والمعطيات، أن تلك الهزائم والانكسارات ترافقت مع أزمات ومشاكل مالية كبيرة جعلت ذلك التنظيم يواجه مأزقًا حقيقيًّا في كيفية تأمين الموارد المالية المطلوبة لدفع رواتب عناصره، وكسب عناصر أخرى، ناهيك عن شراء الأسلحة والعتاد والمؤن، وتأمين القدرة على تعزيز شبكاته الاستخباراتية التجسسية التي تتيح له الحصول على المعلومات الدقيقة، ليتمكن من تنفيذ عمليات عسكرية نوعية بأقل قدر من الانفاقات والخسائر.

والسؤال هنا، لماذا وكيف فقد تنظيم "داعش" الكثير من موارده المالية وبات يواجه أزمة مالية خانقة، جعلته ينكفئ ويتراجع في سوريا والعراق، ويبحث عن مناطق وجود ونفوذ أخرى، مثل المغرب العربي، وتحديداً ليبيا.

في الواقع هناك أسباب عديدة تكمن وراء ذلك، من بينها:

- إن تنظيم "داعش" فقد منشآت نفطية، ومراكز اقتصاد حيوية، كان قد نجح في السيطرة عليها، فضلا عن تعرض الكثير من خطوط امداده لضربات جوية قاصمة، ما انعكس سلباً بدرجة كبيرة جداً عليه.

- النقطة الأخرى تتمثل في الفساد الاداري والمالي الكبير، والصراعات المحتدمة بين قياداته المختلفة، لاسيما الميدانية، اذ ان قياديين كبار في "داعش" سرقوا مبالغ مالية طائلة وهربوا، في وقت أكَّدت تقارير مختلفة حصول خلافات عميقة بين قيادات التنظيم بشأن توزيع الموارد المالية فيما بينها.

[تنظيم "داعش" الإرهابي]

تنظيم "داعش" الإرهابي

- حركة النزوح الواسعة من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، وتوقف الحكومة عن صرف رواتب الموظفين في تلك المناطق، وتراجع الحركة التجارية والنشاط الاقتصادي في الأسواق بسبب انخفاض اسعار النفط، أفقد "داعش" موارد مالية غير قليلة كان يحصل عليها من خلال فرض الاتاوات على الموظفين والتجار وأصحاب المحال التجارية.

- احجام عدد من الأطراف الخارجية، من دول وشركات ومؤسسات مالية وتجارية، عن الدعم والتمويل المالي للتنظيم، أو تقليصه، جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي تأثرت بها كثيراً الدول المنتجة للنفط، ومعلوم للكثيرين ان تنظيم "داعش"، ومختلف الجماعات الارهابية تعتمد في تمويلها على أطراف معينة، إما من خلال الابتزاز، أو انطلاقا من حسابات طائفية ومذهبية تكفيرية للاطراف الممولة.

وتشير تقارير محلية وأخرى أجنبية، نقلاً عن وثائق حصلت عليها من مقرات وأوكار التنظيم، أو من خلال محادثات هاتفية بين بعض قيادات التنظيم، أو بحسب ما صرح به منشقون عن التنظيم، الى ان هذا الاخير قام خلال الشهور القلائل الماضية بخفض رواتب منتسبيه من العراقيين والسوريين الى النصف، ناهيك عن أن أعداداً غير قليلة من عناصر التنظيم لم يتسلموا رواتبهم منذ بضعة شهور، الأمر الذي تسبب بموجة إحباط واستياء كبيرين انعكست على معنوياتهم واندفاعهم للقتال.    

وتؤكد مصادر خاصة أن تنظيم "داعش" فقد بسبب العوامل الآنفة الذكر أكثر من نصف موارده المالية، في حين بقي النصف الاخر مرتبكا ومضطربا ومهددا بالفقدان، مما دفع أصحاب القرار الى التركيز بدرجة أكبر على مواقع أخرى غير سوريا والعراق، مثل ليبيا، لتعويض ما فقده التنظيم على الصعيد المالي من جانب، ومن جانب آخر لاستقطاب عناصر من جنسيات أخرى تمتلك حماساً واندفاعاً أكبر، ولم تكن قريبة من الواقع السلبي للتنظيم في العراق وسوريا.

وتستبعد تلك المصادر نجاح "داعش" في معالجة وتجاوز مأزقه المالي الصعب، في الوقت الذي يتعرض باستمرار لهزائم وانكسارات عسكرية على جبهات متعددة من الانبار الى تكريت الى حدود الموصل، وصولا الى الشام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك